لعلها فرصة جديدة تشكل حالة من الوعي بخطورة ما تمرّ به المنطقة والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، لدى الجهات الفلسطينية، بعد محاولات من إصلاح ذات البين بين حركتي فتح وحماس حيث تم الاتفاق على البدء بتنفيذ برنامج المصالحة الفلسطينية،
وفق ورقة تفاهم وقعت في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، مسقط رأس رئيس الحكومة الفلسطينية بقطاع غزة إسماعيل هنية.
حيث أعلن هنية في مؤتمر صحفي بعد توقيع اتفاق بدء تنفيذ المصالحة، عن "انتهاء مرحلة الانقسام الفلسطيني"، كاشفاً بأن "الإتفاق بين الفصائل الفلسطينية وضع آليات لتطبيق المصالحة".
ونصّ بيان اتفاق المصالحة على "الالتزام بكل ما تم الاتفاق عليه في اتفاق القاهرة، وإعلان الدوحة، تشكيل حكومة توافق الوطني، التأكيد على تزامن الانتخابات التشريعية، والرئاسية، والمجلس الوطني على أن يتم إجراء الانتخابات بعد 6 أشهر من تشكيل الحكومة على الأقل، لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية، لجنة المصالحة المجتمعية، التأكيد على تطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة في ملف الحريات العامة، وتفعيل المجلس التشريعي والقيام بمهامه".
وفي ظل أجواء ايجابية وتفاؤل حذر خرج آلاف الفلسطينيين إلى شوارع غزة احتفالاً بإعلان اتفاق إنهاء الانقسام، وتجمّع المئات قرب ساحة الجندي المجهول على مقربة من مقر المجلس التشريعي في غزة وآخرون في ميدان خان يونس ورفح جنوبي القطاع وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية ويرددون الهتافات ومنها "وحدة وحدة وطنية".
وفي استطلاع للرأي أجراه المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات في إطار المؤشّر العربي لعام 2014، بيّن من خلاله أن 38% من الفلسطينيين يرون أنّ أهم إجراءٍ يجب العمل على إنجازه لتحقيق المصالحة الوطنية هو إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، فيما أفاد 28% بأنّ أهم إجراء هو الانتخابات التشريعية، وأفاد 24% بأنّ إجراء الانتخابات الرئاسية هو أهم الإجراءات لتحقيق المصالحة الوطنية.
وفي ظل حالة التقارب الحاصلة والأمل المعقود على أن يتم تحقيق البدء بتنفيذ اتفاق المصالحة، نشير إلى أن القضية الفلسطينية لم تعد تحتمل الانقسام الذي يجزئ الشعب والأهداف ويشتت القوى، ويعزز مواقف العدو الذي لا يخفي خوفه من الوحدة الوطنية حيث انتقد الاحتلال المصالحة وقال رئيس حكومة الكيان في بيان له أن: "في الوقت الذي ما زالت تجري فيه محادثات لتمديد المفاوضات، اختار أبو مازن حماس وليس السلام.. من يختار حماس وهي حركة "إرهابية" تنادي بالقضاء على دولة إسرائيل لا يريد السلام"، بحسب وصفه.
بدورها قالت الولايات المتحدة الأمريكية سابقاً إنها تشعر بخيبة أمل بسبب اتفاق المصالحة وأوضحت إنه يمكن أن يعقد "جهود السلام" بشكل خطير.
فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول أميركي قوله إن: "أي حكومة فلسطينية ينبغي أن تلتزم بنبذ العنف والاعتراف بإسرائيل وقبول الاتفاقات السابقة"، في تصريحات ومواقف استباقية لاحتمال تشكيل أي حكومة فلسطينية جديدة من المفترض أن يرأسها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
ووسط كل ذلك يأمل الشارع الفلسطيني بأن يكون الاتفاق على بدء تنفيذ اتفاق المصالحة هذه المرة نهائياً، ويجعل من الوحدة الوطنية هدفاً وحيداً تهون عنده كل التضحيات وتسقط أمامه كل الأعذار والتبريرات.