أكدت مصادر في حركة حماس، تحدثت إلى صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أنّ الحركة أصبحت "قاب قوسين أو أدنى" من إتمام "صفقة معلومات" مع العدو "الإسرائيلي"، تقضي بالإفراج عن أسرى في معتقلات الاحتلال،
إضافة إلى أسرى محررين كان قد أُعيد اعتقالهم عقب إطلاق سراحهم بموجب تبادل وفاء الأحرار المعروفة بـ(صفقة شاليط) التي سلمت الحركة في خلالها الجندي "جلعاد شاليط"، بعدما أسرته مدة 5 سنوات (2006 ــ 2011)، مقابل أكثر من 1000 أسير.
وتقول المصادر للصحيفة إن عملية التبادل الحالية ستكون شبيهة بـ"صفقة الفيديو" عام 2009، التي أطلق الاحتلال بموجبها سراح 20 أسيرة، مقابل حصوله على شريط فيديو مدته دقيقة كُشف فيه عن مصير الجندي "شاليط"، وهي عملية كانت ممهدة للصفقة الكبرى في 2011.
ووفق المعلومات، الشرط الأوّلي لإتمام الصفقة هو إطلاق العدو "الإسرائيلي" سراح معتقلي "وفاء الأحرار" الذين كان جيش الاحتلال قد أعاد اعتقال عدد منهم بعد الإفراج عنهم. وبينما تذهب المصادر إلى حدّ القول إنّ ما "تملكه المقاومة، إضافة إلى الجنديين، يُمكّنها من تبييض سجون الاحتلال نهائياً"، فإنها تشدد على إصرار حماس على إطلاق سراح معتقلي "صفقة شاليط" "بالتزامن مع الكشف عن مصير الجنديين".
إلى جانب ذلك، هناك شروط بشأن إطلاق سراح أسيرات وأطفال، ونواب في المجلس التشريعي، "في مقابل أن تُقدِّم المقاومة معلومات مقننة عن الجنديين الإسرائيليين" شاؤول آرون الذي أُسِر في تموز/يوليو 2014 خلال العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، وهدار غولدن، الذي أُسِر في بداية آب/أغسطس من العام نفسه.
وإذا سارت الأمور وفق ما خطط لها، فمن المتوقع أن تتم المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة على أقصى تقدير، فيما تشير معلومات إلى أن الاحتلال أعلن خلال المدة الماضية "موافقته على إتمام العملية".
واستناداً إلى ذلك، يرى المتابعون من داخل "حماس"، أنه "بمجرد موافقة العدو على تنفيذ المرحلة الأولى، أي تبادل المعلومات في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، فإن ذلك يعني أنه سيسير باتجاه إتمام الصفقة كاملة".
أما عن الصفقة النهائية التي تؤدي إلى تسليم الأسيرين الجنديين "الإسرائيليين"، فتقول مصادر في المقاومة إن "ثمنها سيكون مختلفاً ومنفصلاً عن المرحلة الأولى"، وتستدرك قائلة إنه برغم موافقة العدو "الإسرائيلي" في الأسابيع الماضية على إتمام المرحلة الأولى، لا يزال "يبدي تردداً لأن الثمن الذي سيدفعه كبيراً".
في غضون ذلك، تذهب مصادر قيادية في حماس إلى القول إنه "في أي صفقة تبادل مقبلة، وفي مرحلتها النهائية، فإن الأسيرين القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، سيكونان على رأس الذين ننوي إطلاق سراحهم".
تجدر الإشارة إلى أنه بخصوص هوية الوسيط في الصفقة الحالية، لا يبدو الأمر محصوراً في طرف واحد، إذ "هناك الروس والمنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، والمصريون"، كذلك فإنّ "رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، طرح ملف الأسرى في لقاءاته في موسكو خلال زيارته الأخيرة" في آذار/مارس الماضي.
في سياق متصل، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن صفقة تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال وحركة حماس في قطاع غزة بدأت تنضج.
ووفق الصحيفة العبرية، فإن حكومة الاحتلال وحماس، تقتربان من إنهاء المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى.
وأكدت الصحيفة، أن رعاة المحادثات الحالية بين الجانب "الإسرائيلي" وحماس، حول المرحلة الأولى من صفقة الأسرى، هم مصر وروسيا ومبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف.
وأوضحت الصحيفة العبرية، أن حركة حماس تشترط أن تقوم سلطات الاحتلال، بإطلاق سراح أسرى محرري تبادل وفاء الأحرار، والذين أعاد الاحتلال اعتقالهم خلال الأعوام السابقة.
كما تشترط حماس الإطلاق غير المشروط للأسرى البرلمانيين والقاصرين والنساء، فيما سيكون المقابل معلومات محددة عن مصير الأسرى "الإسرائيليين" في قطاع غزة.