"عاميحاي"، مستوطنة جديدة، اعلنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بنائها كتعويض للمستوطنين عن بؤرة " عمونا" الاستيطانية التي تم اخلائها في وقت سابق.
المستوطنة الجديدة التي ستقام على 2500 من اراضي قريتي قريوت وجالود جنوب مدينة نابلس، وستشكل حزاماً استيطانياً، يربط بين مستوطنتي "شيلو وعيلي"، وهو ما يعني وفقاً للخبراء، بأنها ستشطر الضفة الغربية الى نصفين بشكل كامل، بحيث انها ستربط الخط الاستيطاني من الغرب إلى الشرق بشكل كامل، وستعزل الفلسطينيين بشكل شبه كامل، حيث ستؤدي هذه المستوطنة إلى إيجاد تواصل جغرافي استيطاني من كفر قاسم غربي وصولاً إلى غور الأردن شرقاً.
وقد اكد رئيس اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان، جمال جمعة، ان مستوطنة "عاميحاي" التي أقرت حديثاً ستقام في واحد من أهم مقاطع الاستيطان في الضفة الغربية، والذي يقطع شمال الضفة الغربية عن وسطها بشكل كامل.
وكشف جمعة "ان هذه المستوطنة تقام في خط محور أرائيل، والذي يمتد من كفر قاسم وحتى غور الأردن، وهذا المحور عملت سلطات الاحتلال على مركزته وتقويته خلال السنوات الماضية، وخصوصاً في العام 2014، عندما تم تحويل البؤر الاستيطانية بروخين ورامات راحيل المقامة على هذا الخط إلى مستوطنات، وهذا يعني وصل أرائيل عملياً بمستوطنة عيلي ومن عيلي إلى شيلو، والآن يتم وضع عاميحاي إلى الشرق من شيلو، حتى تشكل حلقة وصل بين شيلو والأغوار".
كما أكد جمعة أن هذه المستوطنة أقيمت على أراضي جالود وقريوت، وهما القريتين اللتين تحاصران بشكل كامل بالمستوطنات، فهناك 5 مستوطنات مقامة على أراضي القريتين، وتم مصادرة الغالبية العظمى من أراضيها، لافتا الى ان مستوطنة "عاميحاي" تتعدى مخاطر الاستيطان التقليدية.
وأوضح جمعة أن هذا القطع الاستيطاني تسعى سلطات الاحتلال الاسرائيلي من خلاله إلى أن تقسم الضفة الغربية إلى قسمين، بحيث تعزل شمال الضفة الغربية كلياً عن وسطها وجنوبها، من خلال البناء الاستيطاني المتلاصق، الذي يجعل التواصل الفلسطيني معدوماً تقريباً.
وأضاف جمعة: التواصل الفلسطيني غير ممكن إلا عبر ممر واحد ووحيد، وهو حاجز زعترة، والذي سيكون الممر الوحيد الذي يصل شمال الضفة بوسطها، وهو جزء من كنتنة الضفة الغربية، والسيطرة عليها بشكل كامل، وضم الأجزاء الكبرى منها.
ووفقاً لتقديرات الفلسطينيين، فإن مساحة الأراضي التي صادرها الاحتلال لصالح إقامة مستوطنة "عاميحاي" تبلغ 2500 دونم، سيتم بناء 102 وحدة استيطانية، إضافة إلى محطة تحلية مياه المجاري، وهو ما يعني عزل الفلسطينيين ومناطقهم السكنية، وربط المستوطنات ببعضها البعض.
وقال جمعة: عندما يتم الحديث عن ضم الضفة الغربية، يتم الحديث عن المستوطنات، وليس عن الفلسطينيين، موضحا ان سلطات الاحتلال تريد أن يبقى الفلسطينييين محصورين في هذه المعازل والغيتوهات، والتي يتم انشاءها لهم في مرتفعات الضفة الغربية.