أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مساء اليوم، على وحدة الشعب الفلسطيني ورفضه التجزئة، مشيراً إلى أن هذا الشعب "قاوم التوطين وتصدى للعدوان والحصار ولمحاولات التهويد ووقف في وجه التهجير ومحاولات طمس الهوية".
وقال هنية في أول خطاب رسمي له منذ توليه رئاسة المكتب السياسي ألقاه في مدينة غزة؛ "شعبنا واحد لا يقبل التجزئة وصاحب قضية عادلة لا تقبل القسمة وصاحب الحق الثابت في فلسطين التي لا يمكن التنازل عن ترابها".
وأضاف "شعبنا لا يلتفت للمرجفين ولكل من يحاول أن يجبره على الأمر الواقع ونسيان حقوقنا وثوابتنا الراسخة في أرضنا ومقدساتنا بالترهيب والترغيب".
وتعهد هنية بالتصدي لأي "كل صفقة مشبوهة تنتقص أي شيء من حقنا التاريخي في فلسطين باعتبارها صفقة فاشلة لن تلزم الشعب الفلسطيني اليوم ولا في المستقبل".
وقال إنه منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكم "بدأت بشكل متسارع التحركات والمحاولات لجني ثمار الأوضاع الراهنة من قبل الاحتلال بابتزاز الأمة العربية والإسلامية لتصفية القضية الفلسطينية وفرض ما يسمى المصالحة التاريخية أو صفقة القرن كما يطلقون عليها".
وأشار هنية إلى أن: "الإدارة الأمريكية أجبرت السلطة الفلسطينية على التخلي عن عوائل الأسرى والشهداء".
وأضاف "لا بد لنا كشعب فلسطيني أن نملك زمام المبادة ونرتب أوضاعنا ونحصّن بيتنا ونؤمن جبهتنا ونحمي حقوقنا وأن نكون موحدين لتأكيد أن أي حلول أو تسويات تتعارض مع حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة وإقامة الدولة ذات السيادة لن يكتب لها النجاح وسنقف سداً منيعاً في وجهها".
وقال: "نريد أن نعمل مع الجميع ضمن استراتيجية واضحة بالسياسة والمقاومة"، وأضاف: "أدعو جميع فصائل العمل الوطني والإسلامي إلى صياغة برنامج سياسي وتشكيل وحدة وطنية"، وقال: "أدعو حركة فتح إلى تطبيق اتفاقيات المصالحة التي وقعناها في القاهرة والدوحة والشاطئ وبيروت".
واضاف:"نعلن بكل وضوح رفضنا نسب حائط البراق للمحتلين، فحائط البراق جزء أصيل من المسجد الأقصى المبارك ولا يمكن التنازل عنه، وكيف نتنازل عنه وهو موروث النبوة في ليلة الإسراء".
وتابع قائلا:"سندعم صمود أهلنا وشعبنا في مواجهة مخططات الاحتلال وسنقاوم من أجل أن يدفع العدو ثمن احتلاله وفي سبيل ذلك سنتعاون مع مكونات شعبنا للتصدي لغول الاستيطان ولجدار الضم والتوسع الاستيطاني".
كما شدد هنية على أن "معضلتنا الوطنية في الضفة الغربية تكمن في التنسيق والتعاون الأمني"، داعياً إلى وقف التنسيق الأمني مع العدو فوراً ومهما كانت النتائج.
وأكد أن دعم صمود أهلنا في الداخل المحتل وتبني مطالبهم وحماية حقوقهم ومكتسباتهم وترسيخ انتمائهم حق على شعبهم وأمتهم التي لن تخذلهم لأنهم درة تاجها.
وأشار هنية إلى أن حصار غزة دخل عامه الـ11 على التوالي وأهلها صامدون ثابتون على مبادئهم مدافعون عن حقوقهم ولم تفلح آلة الحرب في كسر إرادتهم بل انهزم الاحتلال في حروبه المتتالية هناك.
وقال "هذا القطاع بدل من أن يكافأ أهله ويعزز صمودهم؛ تُحاك ضدهم الإجراءات التصعيدية وتقطع عنهم الرواتب والدواء والغذاء وتمنع عنهم التحويلات الطبية التي بسببها أزهقت أرواح أبرياء من الأطفال الخدج الرضع".
وأضاف "أبناء غزة لم يقبلوا يوماً بالذلة والهوان وبهم ومعهم كبرت المقاومة واشتد عودها وقوي بأسُها وترسخت أقدامها وتطورت أدواتها واستراتيجيتها وخططها وأصبحت المقاومة في غزة ."
وشدد هنية على أن غزة "كانت وستبقى عصية على كل المؤامرات أبية لا تركع إلا لله وعزيزة بمقاومة لا تهدأ ولا تذل لها راية حتى النصر المبين"، مؤكداً أنه "آن الأوان لإنهاء الحصار عن غزة وليس تشديده".
وقال "إننا نحمل الاحتلال المسؤولية المباشرة والرئيسية عن الحصار إلا أننا نقول: إن القرارات الأخيرة التي تأخذها السلطة أساءت للنسيج الوطني الفلسطيني وعليها أن تغير سياساتها تجاه غزة؛ فأبناء القطاع بمختلف مكوناتهم يمدون اليد لجمع الكلمة ولإعادة اللُحمة لمواجهة الأخطار".
وذكر أنه أمام التطور الخطير الحاصل من السلطة تحركت حماس من أجل إنقاذ غزة وتوفير الحياة الكريمة لأهله من الكهرباء والسفر والرواتب وغيرها، قائلا:"إن اللجنة الإدارية في غزة تقوم بدورها الإداري في ظل الفراغ الذي شكلته حكومة الوفاق".
وحول ملف اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، قال هنية "نحمل همكم ونتابع قضاياكم فأنتم السواعد المقاومة التي حملت راية النضال الفلسطيني لسنوات وعقود والتي سوف تعود لتبني الوطن ومهما طال الزمن فإن قضية اللجوء لن تتحول إلى قضية منسية في تيه الغربة".
وأضاف "سيبقى اللاجئون هم جوهر القضية الفلسطينية فهي قضية سياسية بامتياز وحق العودة حق مقدس لا يسقط بالتقادم ولا تملك اي جهة في العالم شطب هذا الحق ولذا سنحبط معهم كل محاولات التوطين وما يسمى بحل الوطن البديل ولا بديل عن فلسطين إلا فلسطين".
ووجّه هنية "تحية للشهداء والجرحى والأسرى الذين يصمدون في وجه الجلاد.. فتصعيد الاحتلال ضد الأسرى يجب أن يتوقف وأن استمرار الاحتلال في ممارسة سياسة الاعتقال الإداري الظالمة التي تطال المئات من قيادات شعبنا ونوابه وأبنائه هو إرهاب على مرمى ومسمع العالم دون أن يحرك ساكناً ونقول إن ظلم السجن لن يطول ولن يكسر إرادة أسرانا الأحرار وأن تحريرهم بات أقرب من أي وقت مضى".