كشف محاميا هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، لؤي عكة وشيرين عراقي الخميس، عن شهادات أسرى خاضوا إضراب "الحرية والكرامة" على مدار 41 يوما.
وتحدث الأسرى عن صمود أسطوري وإصرار عنيد لتحقيق مطالبهم، كاشفين عن ممارسات وحشية ودموية مورست بحقهم من قبل إدارة سجون الاحتلال ووحداتها القمعية خلال أيام الإضراب.
ووفق تقرير صادر عن الهيئة، فقد أفاد الأسير لؤي المنسي بأن الأسرى المضربين تعرضوا لإجراءات القمع والتفتيش المستمر والمتكرر بهدف إنهاكهم وإرهاقهم، مضيفا "أن عمليات نقل جرت للمضربين بدون ملابس عدا ما يرتدونه من لباس إدارة السجون، وقد تم الزج بهم في الزنازين وتفريق الأسرى المضربين إلى أكثر من سجن".
وقال إنه "عزل في سجن أيالون بالرملة وإن وحدات قمع تسمى متسادا هاجمت الأسرى الساعة الـ5 فجرا في أحد أيام الإضراب وهم نيام، ووضعت القيود الحديدية في أيديهم"، مضيفا "أنها قامت بإخراجهم من الغرفة وهم نائمون ومضربون".
وقال المنسي إن "كل أسير فقد من وزنه 24-25 كلغ، وإن عددا من الأسرى نقلوا إلى المستشفيات بسبب هبوط في دقات القلب".
ووصف المنسي عزل سجن أيالون بـ"أنه أسوأ الأماكن التي رآها طوال فترة اعتقاله، حيث تفيض مياه المجاري من الحمام وانتشار الروائح الكريهة القذرة على مدار الساعة، وأن الغرفة التي كانوا فيها صغيرة طولها متران وعرضها متران، وأن مياه الشرب والاستحمام من صنبور واحد، والمياه ساخنة ولها طعم كريه لا يستطيع المرء تحمله".
وقال الأسير المنسي إن "الخدمات الطبية سيئة جدا، وإن الأطباء كانوا قساة وأسوأ من السجانين، وإن أحد الأسرى واسمه هيثم حمدان أغمي عليه، وعندما استدعي الممرض قال لهم (أنا مش فاضي لكم) ولم يعالج الأسير".
وتابع: "أسير آخر اسمه خليل شيلو أصابه التشنج وعندما جاء الممرض صرخ ورفض علاجه إلا إذا أنهى إضرابه، وهنا بدأ الأسرى بالصراخ والهياج والطرق على الأبواب فاستنفرت قوات إسرائيلية كبيرة، ولم يتم تقديم العلاج للأسير".
وأشار المنسي إلى أنه شخصيا أصابه التهاب في عينه ورفض الأطباء علاجه وأخذوا يساومونه على فك الإضراب.
وقال المنسي إن "الأسير شادي شلالدة تدهورت حالته الصحية وتم نقله إلى المستشفى بشكل سريع وخضع لعملية بواسير وكان في حالة صعبة جدا، وإنه كان يجب إجراء عملية تفتيت للحصى في الكلى إلا أنه بسبب رفضه فك الإضراب لم يتم إجراء العملية له".
وقال إن "الأسير شلالدة أعادوه إلى سجن أيالون وكانت حرارته مرتفعة والدم يسيل من العملية، وإن الأسرى كانوا يساعدونه في الاستحمام وتبديل ملابسه ووضع المياه على وجهه لإنزال الحرارة".
الأسير القيادي فادي أبو عطية، عضو لجنة قيادة الإضراب والذي شارك في بلورة اتفاقية عسقلان، التي بموجبها تم تعليق الإضراب، تحدث عن صمود أسطوري وصبر عظيم أكثر من المتوقع تحلى به الأسرى.
ووصف أبو عطية هذا الإضراب بأنه كان من أكثر الإضرابات صعوبة من حيث تعامل إدارة السجون مع الأسرى والتنكيل المستمر بهم، واعتماد سياسة إرهاق الأسير المضرب بنقله المستمر في البوسطة حيث تستغرق رحلة النقل 7 ساعات وأكثر.
وقال أبو عطية إن "الإضراب حقق الكثير من المنجزات التي تتعلق بتحسين شروط حياتهم الإنسانية".
وقال الأسير وجدي الجلاد الذي يقبع في سجن مجدو إن "إدارة السجون تعمدت نقل المضربين كل 3 أيام إلى سجن آخر للتنكيل بهم ولكسر إرادتهم إضافة، إلى منع زيارة المحامين لهم".
وقال "تعمدوا نقلنا في ساعات متأخرة من الليل، وتم إنزال عقوبات كثيرة بحق المضربين كمنع الزيارة وغرامات مالية ومنع الشراء من الكنتين، وإن الأسرى رفضوا التوقيع على أي ورقة من العقوبات المذكورة".
وقال الجلاد إنه "خلال عمليات نقل المضربين في البوسطة من سجن إلى آخر تعمدوا نقلهم مع سجناء جنائيين أخذوا يتناولون الطعام أمام الأسرى المضربين، وذلك للتأثير على معنويات الأسرى".
كما تعمدت إدارة السجون إطالة رحلة النقل لإرهاق الأسرى، حيث المسافة التي تستغرق نصف ساعة تأخذ 3 ساعات.
ووصف الأسرى المضربون موقف الأسير كريم يونس الذي حاولت إدارة السجون فتح حوار معه حول المطالب الإنسانية المطروحة بالموقف الرجولي والشجاع، عندما تصدى لكل هذه المحاولات، حيث قال لهم: "إذا أردتم أية مفاوضات حول المطالب فاذهبوا إلى مروان البرغوثي (أبو القسـام).