انطلق آلاف المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، بعد عصر اليوم، في مسيرة استفزازية من منطقة الباب الجديد مروراً بباب الخليل ووصولاً إلى منطقة باب العمود في القدس المحتلة، وذلك تحت ما يسمى "مسيرة أعلام إسرائيلية" بالذكرى الـ50 لاحتلال شرقي القدس.
هذا وأدى المستوطنون فور وصولهم لمنطقة باب العمود، رقصات وطقوس تلمودية في المكان، كما أفادت مصادر لقناة فلسطين اليوم، أن المستوطنين عمدوا إلى تخريب ممتلكات المواطنين لدى مرور المسيرة من البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
إلى ذلك، اعتدت قوات الاحتلال، قبيل انطلاق المسيرة الاستفزازية للمستوطنين، على عدد من المقدسيين والمقدسيات قرب باب العمود في القدس المحتلة، واعتقلت عدداً منهم. وقام جنود الاحتلال بإفراغ منطقة باب العمود بالقوة من المقدسيين في محاولة لتأمين مسيرة المستوطنين.
وقالت مصادر صحفية لقناة فلسطين اليوم، إن عدداً من المواطنين أصيبوا بجروح ورضوض مختلفة، فيما اعتقل ما لا يقل عن 10 آخرين بينهم قرابة 5 سيدات، خلال اعتداء قوات الاحتلال على المواطنين أثناء تصديهم للتحضيرات لمسيرة المستوطنين الاستفزازية في الذكرى الـ50 لاحتلال شرقي القدس.
وأفادت المصادر، أن حملة الاعتداءات والاعتقالات للاحتلال تواصلت حتى تم إفراغ المنطقة بشكل كامل من المواطنين المقدسيين.
وفي وقت لاحق، فرضت قوات الاحتلال حظراً للتجوال في البلدة القديمة ومنعت الفلسطينيين من التنقل، كما انتشرت في المدينة المقدسة بشكل مكثف واستدعت الوحدات والفرق الخاصة ومن بينها فرق الخيالة، بحجة فض أي اعتصام ضد مسيرة "الآعلام الإسرائيلية".
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني لقناة فلسطين اليوم، إن ما يقوم به الاحتلال هو ابتزاز واضح، وبمثابة رد للعالم أجمع أن الاحتلال لا يبحث عن أي تسوية لايزال يتحدث عنها البعض. وأضاف: هناك محاولة لطمس هوية القدس العربية الإسلامية، حكومة الاحتلال والجيش كلهم في المكان نفسه لفرض واقع جديد على الأقصى، ناهيك على اقتحامات الأقصى اليومية، والسعي فلرض سيادة الأمر الواقع، ولكن رغم كل ذلك نؤمن بقدرة شعبنا وبإرادة المقدسيين بالدفاع عن الأقصى والقدس لإثبات هوية القدس وإسلامية المدينة المقدسة.
وقال: الاحتلال يريد أن يثبت سيطرته وسيادته وهيمنته على القدس لكن إيماننا بالله وبإرادة شعبنا أقوى، ولكن على الأمة العربية والإسلامية أن يأخذوا دورهم بالدفاع عن القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك والوقوف إلى جانب أهل فلسطين للدفاع عن عروبة القدس وإسلاميتها، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد اعتداءات الاحتلال.
بدوره، قال رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث د.ناجح بكيرات لقناة فلسطين اليوم، إن: الاحتلال اليوم يستبيح كل شيء يستبيح الاعتداء والاعتقال كما استباحوا باحات الأقصى صباح اليوم. نحن الآن وهذه المشاهد تؤكد لنا همجية الاحتلال وأن الاحتلال فقد أعصابه نتيجة مقاومة أهل بيت المقدس والمقدسيين، وأيضاً تفيد هذه المشاهد أن أهل القدس مازالوا يقامومون اعتداءات الاحتلال، ونقول إن ترامب وكل الذين يناصرون دولة الاحتلال عليهم أن يراجعوا حساباتهم.
وأضاف: الاحتلال استغل الموقف الأمريكي وانشغال العرب ولكن هذا لا يعني أنهم يستبيحون المدينة المقدسة وحدها بل هم يستبيحون المنطقة العربية والإسلامية كاملة، يستبيحون مكة والمدينة وكل عاصمة عربية وإسلامية، وآن الأوان أن نقف وقفة جدية للتصدي لهذه الاعتداءات، ونقول للاحتلال لا تفرح كثيراً نحن على ثقة أنك سترحل قريباً عن قدسنا وأرضنا.
في السياق، قالت الناشطة المقدسية منى بربر لقناة فلسطين اليوم: نحن أهل البلد وأهل القدس جئنا لنمارس حقنا ودورنا بالجلوس على باب العمود وفي القدس.
وقالت : المستوطنون دائماً يطلقون العبارات بالموت للعرب والمسلمين، واليوم داس علينا جنود الاحتلال واعتدوا علينا بالضرب، ولكن نقول لهم العلم الفلسطيني سيبقى الوحيد الذي يرفرف فوق القدس وفلسطين. ونتوجه برسالة للأمة النائمة والتي تتفرج علينا عبر الفضائيات المختلفة نقول لهم: نساؤنا وشبابنا تعرضوا للضرب والإهانة والاعتقال، والاحتلال كان بمستوى عالٍ من العنجهية معنا، اعلموا أن الدفاع عن الأقصى والقدس شرف لنا جميعاً، وقدر لنا أن نكون لوحدنا والأمة تتفرج علينا، ولكن في ظل إضراب الأسرى البطولي نحن بدورنا لن نسكت عن اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال.
بدورها، قالت الناشطة المقدسية والمبعدة عن المسجد الأقصى زينة عمرو: الاحتلال حاصرنا ليمنعنا من التصدي للمستوطنين، هذا يوم حزين ومؤلم للمقدسيين وللمسلمين وللعرب الذين لديهم شرف ويشعرون بما تتعرض له المدينة المقدسة من اعتداء وتدنيس.
وقالت: منذ سنوات تركنا وحدنا ونحن ندافع عن شرف هذه الأمة التي يدوسها الاحتلال ومستوطنوه، تركنا وحدنا ولدينا شعور مرير، المسجد الأقصى والقدس وحرائر القدس تركوا وحدهم ليواجهوا مصيرهم في ظل هذا الوضع العصيب، ونقول بأن مأساة القدس ليست في الاحتلال وحده إنما بالتخاذل وترك المدينة للمحتل تواجه كل ذلك وحدها. وأضافت: الاحتلال عندما شعر بالنشوة عند زيارة ترامب وما حمله من ذل وهوان خلال لقاء قادة العرب فاليوم نرى ما حل بالمسجد الأقصى، ما حل به لم يشهده منذ عدة سنوات، الاحتلال يعربد ويقوم بما يريد من مخططات وهو يعلم أن العرب مشغولون بأمورهم الداخلية، لابد لهذه الأمة أن توجه البوصلة نحن فلسطين وتوحد نفسها لتعيد للمدينة المقدسة مكانتها.
(خاص/ موقع فضائية فلسطين اليوم)
https://www.youtube.com/watch?v=OwhfKnYn5RU
https://www.youtube.com/watch?v=eJRBKckSMIY
https://www.youtube.com/watch?v=rYwzZYuJrkc
https://www.youtube.com/watch?v=E6DAYHGBYqE