دعا المندوب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، المجتمع الدولي إلى بذل جهود فورية استجابة لمناشدات الأسرى المضربين عن الطعام، والضغط على سلطات الاحتلال لوضع حد لمعاناتهم الإنسانية.
جاء ذلك في رسائل متطابقة بعثها السفير منصور إلى رئيس مجلس الأمن (الأوروغواي)، ورئيس الجمعية العامة، والأمين العام للأمم المتحدة، بشأن استمرار غطرسة الإحتلال وتماديه في انتهاك حقوق وقمع حريات الشعب الفلسطيني وتصعيد ممارساته غير القانونية الممنهجة في ظل الاحتلال.
أما بشأن معاناة الأسرى والأسرى المضربين عن الطعام، قال منصور إن أي فلسطيني يطمح إلى الحرية ويرفض الاحتلال وهيمنته، تعتبره سلطات الاحتلال مذنباً والدليل على ذلك آلاف الفلسطينيين الذين يحتجزهم الاحتلال إلى الان والذين يتعرضون لمعاملة قاسية، بما في ذلك الضرب والاستجواب القسري وحتى التعذيب، ما يسبب صدمات بدنية ونفسية تؤثر عليهم مدى الحياة.
وعلاوة على ذلك، وبدلاً من الالتزام بالقانون الدولي فيما يتعلق بمعاملة الأسرى، قررت "إسرائيل"، السلطة القائمة بالاحتلال، تشويه صورة أبناء شعبنا وإساءة معاملتهم ونعتهم "بالإرهابيين".
وقال منصور في رسائله إن المدنيين الفلسطينيين، خاصة الأطفال، يتعرضون بشكل يومي للقتل والأسر والإذلال من قبل سلطات الاحتلال التي تواصل استخدامها للقوة المفرطة والعشوائية ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل، حيث قامت قوات الاحتلال بقتل الطفلة فاطمة عبد الرحمن حجيجي (16 عاماً) بدم بارد في القدس المحتلة.
وأضاف منصور أن سلطات الاحتلال تتمادى في سياسة العقاب الجماعي وتقوم بهدم المنازل ومنع التجول وبناء نقاط التفتيش والإغلاق وبناء المستوطنات غير القانونية على الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها شرقي القدس، وتجاهل الأعمال الإرهابية التي يرتكبها المستوطنون.
أما بالنسبة لقطاع غزة، حذر منصور أن سياسة العقاب الجماعي التي تنفذها سلطات الاحتلال من خلال فرض حصارها غير القانوني وغير الأخلاقي يزيد من معاناة ما يقرب من مليوني نسمة من أبناء شعبنا الفلسطيني هناك، وأن هذا الحصار خلق أزمة اجتماعية واقتصادية وإنسانية مزرية. وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت أزمة الكهرباء في غزة أكثر خطورة خلال الشهرين الماضيين، مما أجبر المستشفيات على تقليص الخدمات في محاولة للحفاظ على إمدادات الوقود المحدودة، وإرغام بعض المستشفيات على تعليق الخدمات الحيوية، ما يعرّض آلاف الأرواح للخطر.
وفي الوقت نفسه، تواصل قوات الاحتلال مهاجمة قطاع غزة المحاصر، واستهداف الصيادين وأراضي المواطنين. وعلاوة على ذلك، فإن طائرات الاحتلال تسقط القنابل بشكل روتيني على الشعب الفلسطيني في غزة وتلجأ إلى رش مواد كيميائية سامة ومبيدات خطرة على المزارع في وسط وجنوب القطاع.
وناشد منصور المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال لتعترف بأن الظلم والقمع هما سبب الصراع، وأن إنهاء احتلالها وسياساتها غير المشروعة تجاه الفلسطينيين هو الطريق الوحيد لتحقيق التسوية والحرية والأمن.