يواصل قرابة 1500 أسير فلسطيني إضرابهم المفتوح عن الطعام اليوم الجمعة، ولليوم الـ26 على التوالي، ضمن معركة الحرية والكرامة، للمطالبة بتحقيق عدة مطالب إنسانية أساسية سلبتها سلطات الاحتلال، ورفضاً للاعتقال الإداري والعزل بحق العديد منهم.
وكان أمس الخميس، قد شهد يوم صيام عالمي تضامناً مع الأسرى المضربين في معتقلات الاحتلال، كما شهد اشتباكات في العديد من نقاط التماس بالضفة، مع قوات الاحتلال مما أسفر عن إصابة عدد من الشبان بالرصاص والاختناق.
وكان رئيس هيئة شؤون الأسرى عيسى قراقع دعا إلى اعتبار الوضع داخل معتقلات الاحتلال نكبة إنسانية جديدة، وإلى اعتبار الخميس يوم صيام عالمي ورفع الرايات السوداء، تعبيراً عن ارتكاب سلطات الاحتلال مأساة إنسانية بحق الأسرى المضربين عن الطعام، وأن تقرع أجراس الكنائس وأذان الجوامع في كافة أنحاء المعمورة وفي ساعة واحدة.
يأتي ذلك، فيما تواصل سلطات الاحتلال إجراءاتها وممارساتها القمعية بحق الأسرى المضربين عن الطعام، وفي هذا السياق قالت اللجنة الإعلامية للإضراب مساء الخميس، إن "إدارة" الاحتلال في معتقل "ايشل" تعزل الأسرى المضربين عن الطعام داخل أقسام للسجناء الجنائيين، وسط إجراءات تنكيلية وقمعية تمارسها قوات القمع على مدار الساعة.
وأضافت اللجنة، أن محامي نادي الأسير تمكن ولأول مرة منذ بداية إضراب الأسرى، من زيارة الأسير المضرب بلال عجارمة في "ايشل"، بعد عدة عمليات تنكيل تعرّض لها.
وأفاد الأسير عجارمة للمحامي، بأن "إدارة" الاحتلال أقدمت على نقله من معتقل "نفحة" إلى العزل الانفرادي في "عسقلان" بعدما صادرت جميع مقتنيات الأسرى وجردتهم من ملابسهم وأبقت على ملابس "إدارة" المعتقل، وهناك أُخضع كباقي الأسرى المضربين لمحاكمات داخلية وعقوبات جماعية، وبقي لمدة 9 أيام محتجزاً بين السجناء الجنائيين، الأمر الذي دفعه للتوقف عن شرب الماء في اليومين الثامن والتاسع من الإضراب. وفي تاريخ 30 نيسان الماضي نُقل إلى "ايشل"، ويُحتجز حالياً مع 4 أسرى آخرين وهم: أكرم ابو بكر، ومحمود ابو سرور، ووسيم الجلاد، وأيمن الشرباتي، وذلك في أقسام العزل الانفرادي للسجناء الجنائيين وداخل زنازين ضيقة تنتشر فيها الصراصير والبق.
وتابع الأسير عجارمة: "إن إدارة الاحتلال تتعمد إحضار الطعام يومياً لهم، لاستفزازهم، ومحاولة لضغط عليهم لثنيهم عن الإضراب، كما أن عمليات الاقتحامات والتفتيشات التي تنفذها قوات القمع، تبدأ بعد منتصف الليل، وتستمر لعدة ساعات، وذلك لحرمانهم من النوم، وما يزيد من معاناتهم، تعمد السجناء الجنائيين، الصراخ وإلقاء الشتائم والألفاظ البذيئة لساعات متأخرة".
وختم الأسير الزيارة بقوله: "نحن نقضي أحكاماً بالمؤبدات والسنوات الطويلة، فإما أن نعيش بكرامة، أو نرتقي شهداء للكرامة".
وكانت اللجنة الإعلامية لمساندة الإضراب قالت إن الأسرى باتوا يعانوا من جفاف شديد وانخفاض في ضغط الدم، واضطراب في عمل القلب وعدم القدرة على الحركة.
وبحسب اللجنة أيضاً، فإن إدارة عزل معتقل "نيتسان الرملة"، تحرم الأسرى من ضوء الشمس، وذلك بعد أن منعتهم من الخروج للفورة، وغطت الشبابيك، كما أكد الأسرى أن "إدارة" المعتقل تمعن في إجراءاتها التنكيلية والعقابية. وتنفذ خطة لتبرير عمليات التفتيش، عبر تزويد الأسرى المرضى من المضربين بالملح عند خروجهم للعيادة، وبعد أن تزودهم تقتحم الأقسام لمصادرة الملح".
إلى ذلك، أفادت مصادر خاصة لقناة فلسطين اليوم، مساء الخميس، أنه تم نقل عميد الأسرى كريم يونس المضرب عن الطعام منذ 25 يوماً إلى ما تسمى "عيادة معتقل الرملة"، وذلك جراء تدهور وضعه الصحي.
هذا وزار وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، قائد إضراب الحرية والكرامة النائب مروان البرغوثي مساء الخميس، في عزله بمعتقل "الجلمة".
وقالت المحامية فدوى البرغوثي، زوجة النائب البرغوثي في تصريح لها: تمكن الصليب الأحمر من زيارة زوجي "أبو القسام"، وذلك بعد 25 يوماً من الإضراب، وبهذا يكون الصليب أول جهة استطاعت أن تزوره خلال فترة الإضراب بعد منع المحامين من تنظيم أية زيارة له.
وقالت البرغوثي: الصليب الأحمر اكتفى بجملة واحدة فقط وهي "إننا زرنا زوجك في عزل الجلمة وهو يرسل سلامه لك وإلى الأولاد".
ومع دخول إضراب الأسرى عن الطعام أسبوعه الرابع في ظل شحّ المعلومات عنهم، يزداد القلق على حياتهم وتختلف صور التضامن معهم من قبل أهاليهم، فيجدون مقرات الصليب الأحمر بالقدس والضفة وقطاع غزة، متنفساً للتعبير عن تضامنهم، ومكاناً للقاء بعضهم البعض والحديث عن قضيتهم العادلة ومطالب الأسرى المشروعة، مع محاولة سلطات الاحتلال إخماد ومنع أي صوت تضامني مع الأسرى.
وقد بات واضحا مدى قلق وحزن وغضب أهالي الأسرى على ما يعانيه أبناؤهم داخل معتقلات الاحتلال. ودعا الأهالي إلى أوسع تضامن شعبي معهم وإلى نصرة قضيتهم محلياً ودولياً مطالبين جميع المعنيين بتحمل مسؤولياتهم تجاه قضية أبنائهم العادلة.
ويطالب الأهالي بوقوف الجميع وقفة جماعية مع أبنائهم الأسرى تساعدهم وتضغط على حكومة الاحتلال لتحقيق مطالبهم الإنسانية العادلة حتى الإفراج عنهم.