تستحقين سيدتي.. عالية القامة.. راسخة الإرادة.. أن نقف جميعاً في يوم حريتكِ تحية واحتراماً.. تقديراً ووفاءً لخمسة عشر عاماً من النضال والكفاح الذي لم يتوقف لحظة واحدة.. لقد تحولت الفتاة من موكب المجاهدين الذين سجلوا أروع ملاحم البطولة في جنين وقبلها وبعدها على امتداد الوطن، إلى موكب الذين يقاتلون في قلاع الشموخ بكل ما يملكون من إرادة وتحدي، فيرسمون بصبرهم وثباتهم ملامح مستقبلنا. وكانت لينا الأم والأخت والرفيقة والمعلمة بلا منازع.
ها أنتِ مرفوعة القامة تمشي ملكة بوسام الفخار.. تدوسين بقدميكِ أشواك الاحتلال لتعانقي الحرية من جديد. تستحقين أيتها المناضلة ليس مكافأة الحرية فقط، وإنما تستحقين أن تكوني أيقونة فلسطين التي نناضل جميعاً من أجل حريتها، وتستحقين أن تكوني ممثلة للحرية في كل مكان.
أيتها المقاتلة التي لم تُهزم رغم كل العواصف التي ألمت بنا.. يا من بقيتِ تحملين اسمكِ سنديانة لا تكسرها الرياح العاتيات. ولا تنال منها العوادي الضاريات.. أيتها الفارسة التي أثبتت أنها أشجع من طابور من الفرسان، فكنتِ فارسة عندما احتاجتك فلسطين، وكنتِ فارسة خلف قضبان الزنازين.. لم يستطيعوا النيل منكِ رغم السنوات الطوال.
ها أنت الآن تعرفين كم يُحبكِ شعبكِ. وتعرفين أيضاً أن آلاف المناضلات اللاتي مررن بك واستظللن بظلك يستقبلنكِ بفرح الحرية التي ترفرف الآن على ربوع فلسطين ابتهاجاً بكِ.. وتجعلين من عرابة أملاً جديداً ومدينة لن تغيب.. تحية لعرابة بلد المجاهدين.. وبلد الذين يقبضون على الجمر من أجل فلسطين.
لكم المجد جميعاً.. ولكم النصر بإذن الله.. ولشعبنا الحرية ما بقينا على هذا الطريق.