تتواصل أعمال القمة العربية الـ28 في منطقة البحر الميت بالأردن بمشاركة 16 رئيس دولة وحكومة.
وتناقش القمة نحو 17 بنداً أقرها وزراء خارجية الدول العربية في اجتماعاتهم التحضيرية وفي مقدمتها الملف الفلسطيني.
وقبل تسليم رئاسة القمة للأردن، تطرق الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى مجمل الأوضاع في عدد من الدول العربية، مشدداً على ضرورة توحيد الموقف العربي في وجه التدخلات الخارجية.
بدوره، اعتبر العاهل الأردني عبد الله الثاني أن لا سلام في الشرق الأوسط دون حل عادل للقضية الفلسطينية عبر "حل الدولتين"، بحسب تعبيره.
وخلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة، أكد العاهل الأردني أن بلاده ستواصل دورها في الوصاية على المسجد الأقصى وستتصدى لمحاولات تقسيمه مكانياً وزمانياً.
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اعتبر أن رغبة الإدارة الأميركية الجديدة بدفع عملية التسوية تشكل تطوراً إيجابياً في مسار القضية الفلسطينية.
وخلال كلمته في القمة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس كيان الاحتلال إلى وقف الاستيطان في الضفة الغربية والالتزام بما يسمى "مبدأ حل الدولتين".
في السياق، قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني إن "حل الدولتين" هو الطريقة الواقعية لإنهاء الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي".
وخلال كلمة لها في القمة العربية، دعت موغريني إلى ترجمة المبادرة العربية للتسوية إلى أفعال.
وخلال كلمته أمام القمة العربية الـ28 في البحر الميت بالأردن اليوم الأربعاء، أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن "على إسرائيل إنهاء الاحتلال إذا ارادت أن تكون شريكاً للسلام"، وأضاف "حل الدولتين على أساس حدود 1967 هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام"، بحسب تعبيره.
وأشار عباس إلى أنه "من غير المجدي الحديث عن حلول مؤقتة للقضية الفلسطينية أو دمجها بإطار إقليمي".
هذا ودعا عباس إلى نصرة القدس، قائلاً "القدس تدعونا جميعاً لنصرتها وزيارتها تأكيداً على حقنا فيها".
كما حذر عباس في كلمته من "تحويل إسرائيل الصراع القائم، من صراع سياسي إلى صراع ديني، لما ينطوي على ذلك من مخاطر على المنطقة بأسرها".
وأكد على "التعامل بإيجابية مع جميع المبادرات والجهود الدولية، التي تهدف إلى حل القضية الفلسطينية"، مشيرا إلى أن "الحكومة الإسرائيلية منذ العام 2009، عملت على تقويض حل الدولتين بتسريع وتيرة الاستيطان ومصادرة الأراضي، إلى أن وصل الوضع عملياً إلى واقع دولة واحدة بنظامين (أبارتايد)، ومضت في مخططاتها للاستيلاء على القدس الشرقية، وتغيير هويتها وطابعها، وعدم احترام الوضع التاريخي القائم لمقدساتها الإسلامية والمسيحية، واستخدام الذرائع وسيلة لتبرير مواصلة احتلالها".
وأكد عباس على "أهمية زيادة الموارد المالية لدعم القدس ومؤسساتها، وتعزيز صمود أهلها وثباتهم فيها، لا سيما وأنها تتعرض لحملة ممنهجة، تمس بوجودهم ومقدراتهم ومصادر عيشهم".
كما طلب "دعم القادة العرب لمساندة الموقف الفلسطيني، حول ضرورة وقف أية احتفالات بريطانية، بذكرى صدور وعد بلفور قبل مائة عام، والاعتذار عن الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بريطانيا بحق الشعب الفلسطيني، والاعتراف بدولة فلسطين".
وقبل انطلاق القمة العربية، نفى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وجود خطة جديدة للتسوية.
من جهته وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، جدد التأكيد على محورية القضية الفلسطينية في القمة العربية معلناً أنه لا مبادرات جديدة للتسوية.
هذا وعقد على هامش القمة العربية في الأردن لقاء رباعي ضمّ فلسطين ومصر والأردن والاتحاد الأوروبي.
وقال أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، إن اللقاء جاء بمبادرة أردنية لدعم عملية التسوية.
وحضر اللقاء أمين سرّ اللجنة التنفيذية صائب عريقات، ووزير الخارجية المصري سامح شكري إلى جانب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني.