ذكرت الإذاعة العبرية صباح اليوم الأحد، بأن ما تسمى "القيادة الجنوبية" في جيش الاحتلال في حالة تأهب قصوى خشية من قيام حماس وفصائل المقاومة بتنفيذ عمليات.
وتأتي حالة الـتأهب خشيةً من ردة فعل غير متوقعة من قبل المقاومة ورداً على اغتيال القائد القسامي الشهيد مازن فقها، ووفقاً لمزاعم الإذاعة فإن الشهيد فقها كان في الآونة الاخيرة أحد الرؤوس المخططة لتنفيذ عمليات في الضفة الغربية المحتلة.
في سياق متصل، أجمع محللون عسكريون "إسرائيليون" الليلة، على أن عملية تصفية القائد مازن فقها في مدينة غزة، جاءت بحرفية بالغة، وأن حركة حماس ستسعى للانتقام عاجلاً أم آجلاً، وأن الأمور قد تتدحرج إلى مواجهة جديدة.
وذكر المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" – رون بن يشاي- إن "الأمن الإسرائيلي" لم ينفِ ولم يؤكد ضلوعه في العملية، وأن ما حصل يرفع مستوى التوتر القائم على الجبهة الغزاوية، في حين تثبت تجربة الماضي أن حماس ستسعى للانتقام عبر عملية كبيرة.
وأضاف أن حماس تفضل استهداف جنود الاحتلال أو عناصر من الوحدات الخاصة كأفضلية أولى وذلك ضمن تكتيك تتبعه ومن الأفضل استعداد الاحتلال لهكذا سيناريو، بينما يسعى مقاوموا الحركة للبحث عن نقطة ضعف قد تكون على حدود القطاع أو حتى بالضفة.
وأشار إلى أن تهديدات "الشاباك" المتكررة بتصفية فقها كان يجب أن تشكل بالنسبة له كرتاً أصفر ليتراجع عن طريقه في توجيه العمليات، بينما جاء الكرت الأحمر على شكل عملية تصفية بالغة الحرفية، على حد تعبيره.
وواصل "بن يشاي" حديثه: "السؤال الذي يسأل الآن هو هل إسرائيل اغتالت فقها!، وهل كان من الصواب والمناسب القيام بذلك؟ والجواب هو بالإيجاب فقد كان فقها في مستويات عليا بالجناح العسكري بحماس، وكان يخطط على الدوام لإخراج عمليات إلى حيز التنفيذ". لافتاً إلى أن العملية عبارة عن رسالة لباقي مفرجي الصفقة بعدم العودة إلى أعمالهم السابقة".
أما المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" – يوسي ملمان- فقد رأى أنه وفي حال وقف الاحتلال خلف العملية فإن ذلك يعبّر عن "صعود خط هجومي أكثر داخل أروقة الأمن".
وقال إن العملية جاءت بعد تحذيرات أطلقها رئيس الشاباك "نداف ارغمان" الأسبوع الماضي من نية حماس القيام بعمليات بالضفة خلال عيد الفصح,
ورحب المحلل العسكري بالقناة العبرية العاشرة "ألون بن دافيد" بانتهاج "إسرائيل" سياسة الصمت إزاء عملية اغتيال القيادي بحماس بغزة مازن فقها.
وأضاف بأن سياسة التكتم الشديد التي انتهجها جيش وحكومة الكيان منذ الاغتيال يخفف من حدة التوتر، محذراً من أن أي تلميح أو إشارة للاحتلال لعملية الاغتيال قد تدفع بحماس للرد الذي من شأنه دهورة الأمور نحو الحرب.
هذا وحذر محلل الشؤون الفلسطينية في موقع "واللا" العبري "آفي زخاروف" من تخطيط حماس لرد غير اعتيادي في أعقاب تصفية القيادي في الحركة مازن فقها.
وذكر "زخاروف" في مقالة نشرها الموقع السبت، إن حماس اختارت عدم الرد الروتيني، مشيراً إلى أن الخطورة تكمن في إمكانية سعي الحركة لرد آخر قد يكون أكثر إيلاماً من إطلاق الصواريخ.
ووصف زخاروف العملية بـ"الاحترافية" وأن المنفذين لم يتركوا أثراً خلفهم، وهذا هو الدليل الوحيد على أنها نفذت بأيدي "إسرائيلية"، في حين كان لجيش الاحتلال والأجهزة الخاصة الكثير من الأسباب للسعي للتخلص من الشهيد ومن بينها ضلوعه بتوجيه خلايا عسكرية لحماس بشمال الضفة الغربية المحتلة.
ويعد الكشف عن خلية كبيرة لحماس بمنطقة نابلس قبل 3 أشهر آخر ما نسبه "الشاباك" للقيادي القسامي فقها، حيث ادعى الاحتلال أن الشهيد في حينها قام توجيه الخلية وتزويدها بالمال.
كما تطرق "زخاروف" إلى تحرك فقها بحرية في غزة ودون مرافقة ودون خشية من التصفية عبر نظرية أمنية كانت تقضي بعدم تجرؤ جيش الاحتلال على تصفيته داخل غزة، في حين تعد عملية الاغتيال ضربة لهذه النظرية، على حد تعبيره.
وتحدث عن أن الهدف من وراء العملية هو إرسال رسالة قلق لقادة حماس وجناحها العسكري حيث سيتخذون تدابير أمنية مشددة من الآن فصاعداً.
ونوه "زخاروف" إلى أن امتناع حماس عن الرد المباشر على العملية ساعة الاغتيال لا يدلل بالضرورة على أن الرد لن يأتي، "فعلى رأس التنظيم بغزة يتربع يحيى السنوار الذي يوصف بأنه بالغ الخطورة ولا يمكن توقع تصرفاته، وبيّن في حالات كثيرة أنه لا يمكن ضبطه، ومن الممكن إن ينتظر السنوار الوقت المناسب بالنسبة للتنظيم وضرب إسرائيل في الوقت الذي لا تتوقعه".