شيعت حشود كبيرة، بعد ظهر اليوم الأحد، جثمان الشهيد حسين سالم أبو غوش (24 عاما)، في مخيم قلنديا.
ونقل جثمان الشهيد صباحاً، من مجمع فلسطين الطبي إلى منزل ذويه لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، قبل الصلاة عليه ومن ثم مواراته في ثرى مقبرة مخيم قلنديا.
وكان الارتباط الفلسطيني تسلّم جثمان الشهيد أبو غوش مساء أمس، عند حاجز قلنديا العسكري، حيث كان في انتظاره موكب حاشد من أفراد عائلته والمواطنين.
وردد المشيعون الهتافات المؤيدة للشهداء، ولانتفاضة القدس مع الدعوة إلى تفعيلها والرد على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا.
وأكدت الكلمات خلال مراسم تشييع الشهيد أبو غوش، على مكانة الشهداء الذين ضحّوا بأنفسهم في سبيل حرية شعبنا وأمتنا. وأنهم "رجال عاهدوا وتعاقدوا وتواعدوا ووضعوا أيديهم في بعضهم البعض من أجل الرفعة والعلو والشموخ والسمو للنهضة بالأمة وانتزاع الحقوق، من أجل أن يبقى الدين عالياً. هم عاهدوا الله على التضحية والبذل والعطاء، فمنهم من ارتقى شهيداً قضى نحبه من أجل العقيدة والقدس وكل فلسطين، ومنهم من ينتظر ولا ولن يبدلوا أي تبديل، هم ينتظرون التمكين والنصر والعلو والشموخ في هذه الأرض، أو الاستشهاد والالتحاق بإخوانهم".
بدوره، قال نائب محافظ القدس عبد الله صيام، خلال مراسم التشييع، إن "شعبنا يشيّع الشهداء في كل يوم، وهذه الأرض في مخيم قلنديا أصبحت جزءًا رفيعاً من محافظة القدس ففيها خيرة الخيرة من الشهداء".
وقال: "بالأمس واليوم وكل يوم تتقاطر دماء الشهداء لأن القدس الشريف تستحق دماء الشهداء. والاحتلال لا يزال يستبيح دمنا كما يستهدف أطفالنا، وهو لا زال لا يعلم بعد أن المسافة للمسجد الأقصى ومساجد القدس هي مسافة الخطوط الحمراء التي لا يمكن السكوت على أي اعتداء بحقها، فالقدس قبلتنا وعقيدتنا، ونقول للاحتلال أي اعتداء على القدس وعلى مساجدها وعلى الأقصى وكل فلسطين هو اعتداء على وجودنا وثقافتنا وحضارتنا".
وأضاف: "إن المحتل اليائس زائل لا محالة مهما أوغل في دمائنا، حتى وإن عظمت التضحيات من فلذات أكبادنا من أبناء شعبنا والله تعالى يقول ((وبشر الصابرين))". وختم بـ"التحية لأرواح الشهداء التي ترفرف حولنا وترقبنا هنا في قلعة الصمود مخيم قلنديا بوابة القدس ومخيم العطاء".
والد الشهيد حسن حامد، أكد بدوره على مكانة الشهداء عند الله، وفي قلوبنا جميعاً قائلاً: "لا يجوز لأي مسلم أن يقول عن أي شهيد يقتل في سبيل الله بأنه ميت، بل هو حيّ عند الله يرزق".
وقال: "يتلعثم لساننا ونحن نقف أمام الشهداء، وتلك الأرواح التي ارتقت والدماء الزكية التي أزهقت ستسرّع من النصر والتمكين، فهذه الدماء الطاهرة لن تذهب سدى".
هذا وكانت القوى والفعاليات الوطنية دعت إلى أوسع مشاركة في مراسم تشييع جثمان الشهيد حسين أبو غوش في مخيم قلنديا.
وارتقى الشاب أبو غوش برصاص الاحتلال في 25 كانون ثاني/ يناير الماضي، بدعوى محاولته دهس مجموعة من جنود الاحتلال قرب مستوطنة "كوخاف يعقوب" شرق مخيم قلنديا.
(خاص/ موقع فضائية فلسطين اليوم)