شارك الآلاف في تظاهرة قرية عرعرة بوادي عارة في الأراضي المحتلة منذ العام 1948، بعد عصر اليوم السبت، وذلك بدعوة من لجنة المتابعة العليا وحركات شعبية وشبابية ضمن النشاطات الاحتجاجية على سياسية هدم المنازل لاسيما في قرى النقب المحتل.

واندلعت مواجهات بين الأهالي وقوات الاحتلال، خلال المسيرة عند مدخل عرعرة، أصيب خلالها عدد من الشبان.

وقالت مصادر صحفية لقناة فلسطين اليوم، إن المتظاهرين الغاضبين قاموا بإغلاق الشارع الرئيسي للقرية، تضامناً مع قرى النقب ولاسيما أم الحيران، واحتجاجا ًعلى استمرار الاحتلال بهدم المنازل. حيث اندلعت مواجهات في المكان أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز السام وقنابل الصوت، كما اعتدوا على عدد من المتظاهرين بالضرب، ما أسفر عن وقوع عدة إصابات بالاختناق والرضوض بينهم صحفي.

وخلال المهرجان الخطابي الحاشد الذي أعقب المسيرة، أكد رئيس مجلس عرعرة خضر يونس؛ أن الاحتلال يواصل استهداف أبناء شعبنا بالتنكيل والهدم ومصادرة الأراضي والاستيطان والتهويد، إلا أن شعبنا الفلسطيني مصرّ على التمسك بأرضه وحقوقه.

وأكد أنه "بوحدتنا وبهذا البحر من الجماهير اليوم في عرعرة وبالأمس في قرى عدة، نستطيع أن نحدث التغيير شاء من شاء وأبى من أبى، ونحن قادرون على ذلك وهذه هي رسالتنا وهي رسالة حياة وعزة واستمرار على هذه الأرض الطاهرة التي رويت بدماء شهدائنا".

وأشار إلى أن "الصراع القائم هو صراع وجودي على الأرض والثقافة والحضارة والسيادة، ولن نرضخ للاحتلال وعنصريته، نحن هنا متمسكون بثوابتنا الوطنية وبثقافتنا".

بدوره، أكد عضو لجنة المتابعة العليا محمد بركة، أن الاحتلال حاول سابقاً كسر شوكة شعبنا ولم يقدر على ذلك، واليوم لن يستطيع كذلك كسر إرادتنا، وهذا المد البشري أمامنا اليوم في عرعرة وبالأمس في قرى وبلدات عدة، يؤكد على أننا متجذرون في أرضنا ومتمسكون بحقوقنا.

وحيّا بركة أبناء شعبنا على صمودهم وثباتهم، وقال "من هنا وأمام هذا الحشد الكبير نرفع على جباهنا ورؤوسنا اسم شهيدنا المربي يعقوب أبو القيعان الذي استشهد في معركة الأرض والبيت وفي مواجهة جرائم الاحتلال". وأكد بركة أن أهل الشهيد ومعهم جميع أبناء شعبنا لن يقبلوا بشروط الاحتلال لتسليم جثمانه.

وقال بركة: "إن قوات الهدم والعدوان فرضت الحصار على أم الحيران، ونحن نعيش أياماً صعبة وما حصل في أم الحيران من شهادة وتصدي هو جزء من ملاحقة يتعرض لها مجتمعنا على جميع الأصعدة، فالاحتلال يريد أن يهدم المبنى المادي والمعنوي لحياتنا بالهدم والملاحقة والقوانين العنصرية، وبتلاحمنا فقط يمكن أن ننتصر على المحتل".

وتابع قائلاً: "أخطار الهدم مازالت ماثلة وعرعرة وعارة وأم الحيران وقلنسوة تعاني كما كل القرى من سياسة الاحتلال العنصرية.. ونحن من هنا باسمكم جميعاً نرسل التحية لأبناء شعبنا، ونؤكد أنها معركة واحدة مع الاحتلال".

وأثنى بركة على كل من شارك بالمسيرات والوقفات الشعبية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وقال: "نحن مقبلون على أيام عصيبة تحتاج إلى يقظة واستعداد، وأدعوكم بعد غد الاثنين إلى قافلة السيارات من قلنسوة إلى القدس، نريد أن نسيّر قافلة الألف سيارة ونريد أوسع مشاركة، هذه المظاهرة يجب أن تشعر فيها كل فلسطين من أقصاها إلى أقصاها".

وختم بركة بأن "الوحدة الوطنية والقرارات الوحدوية هي أهم من أي شيء، والعنصرية وسياسة الهدم هي التي ستهزم، وحقنا في الحياة الكريمة والحفاظ على هويتنا ووجودنا هو الذي سينتصر، هذا وطننا وهذه بلادنا، سنظل نبني بيتاًً وقامة وعزة وكرامة".

(خاص/ موقع فضائية فلسطين اليوم)