وصل رائد صالح من رام الله إلى ألمانيا فتى فلسطينيًا يافعًا وسرعان ما امتلك مطعم همبرغر ، بدأ عاملًا فيه، وهاهو اليوم من بين أبرز المرشحين لتولي منصب عمدة برلين، بعد قيادته كتلة الحزب الديمقراطي الاجتماعي في برلمان مدينة برلين وولايتها
مع اقتراب ولاية عمدة برلين الحالي كلاوس فوفيرايت من نهايتها تتجه الأنظار نحو رائد صالح، الذي يمكن أن يصبح أول عمدة لمدينة ألمانية كبيرة من أصول مهاجرة. ويرى مراقبون أن تغير التركيبة السكانية للعاصمة الألمانية بتزايد عدد المهاجرين يمكن أن يكون عاملًا مساعدًا له.
يقود صالح (36 عامًا)، الذي وصل إلى برلين فتى فلسطينيًا من الضفة الغربية، كتلة الحزب الديمقراطي الاجتماعي في برلمان برلين المدينة والولاية. وهو يتنافس الآن للفوز بترشيح الحزب على خلافة فوفيرايت في منصب عمدة برلين.
كما يتمتع صالح بشعبية واسعة في أحياء برلين الفقيرة، حيث يعرفه الكثير من لاعبي كرة القدم في أنديتها، التي كان المبادر إلى إقامتها، وكانوا يصافحونه عندما يزورها.
يذكر أن صالح نفسه من عائلة فقيرة، وله ثمانية أخوة وأخوات، ونشأ في ظروف مماثلة لظروف الشبان المهاجرين، الذين يحاول مساعدتهم في هذه المناطق المحرومة بتوفير الملاعب والأندية الاجتماعية، لإبعادهم عن طريق الانحراف والجريمة. ويحضر صالح المباريات التي تُقام في هذه الأحياء، ويلاحظ مبتسمًا "أن لدى الشرطة الآن عملًا أقل من ذي قبل".
قال صالح في حديث لمجلة شبيغل أونلاين "إن الحزب الديمقراطي الاجتماعي ساعد العمال أولًا ثم النساء، والآن جاء دور المهاجرين". وهو لا يقصد الشبان المهاجرين وحدهم، بل طموحاته السياسية أيضًا.
وبعد نحو 13 عامًا من إدارة العمدة الحالي فوفيرايت لا أحد يعرف ما هي مشاريعه سوى محاولة البقاء في منصبه. ولا أحد يعرف ما إذا كان يعتزم التنحي قبل الانتخابات المقبلة عام 2016 أو ستتعيّن تنحيته. لكن الشيء الوحيد المؤكد هو أن شعبية حزبه في تراجع، كما تبيّن استطلاعات الرأي، متلكئًا حتى وراء حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي لم تكن برلين من معاقله تاريخيًا، رغم شعبية زعيمة الحزب المستشارة أنغيلا ميركل.
في هذه الظروف أصبح صالح أكثر الديمقراطيين الاجتماعيين شعبية في برلين، ويحتاج دعم كتلة الحزب في برلمان المدينة، وكذلك دعم فرع الحزب في برلين الولاية، لكن لدى قائد الفرع يان شتوس طموحاته الخاصة في تولي منصب عمدة العاصمة الألمانية.