نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة غزة «منظمة الشهيد معين المصري»، حفلاً تأبينياً حاشداً وفاءَ لروح القائد المناضل حاتم الجيش "أبونضال" الذي رحل بعد مسيرة وطنية زاخرة بالتضحية والعطاء.
وحضر الحفل جماهير غفيرة من المواطنين والوجهاء والمخاتير وعدد من عناصر وقيادة الجبهة لفرع غزة، وأعضاء المكتب السياسي للجبهة، بالإضافة إلى حضور واسع لذوي الفقيد وأصدقائه وممثلو القوى الوطنية والإسلامية.
وفي كلمة باسم الجبهة الشعبية نقل عضو المكتب السياسي ومسؤول فرعها في غزة جميل مزهر، تحيات أميننا العام القائد أحمد سعدات والرفاق في منظمة السجون، والمكتب السياسي واللجنة المركزية للحضور ولذوي الفقيد.
وقال مزهر: "نقف معكم اليوم لتأبين رفيق صلب عاجزون عن تعداد مناقبه ونضالاته، رفيقاً مثالاً برزت فيه صفات الشجاعة والجرأة والاقدام والتفاني ونكران الذات، رفيقاً تكاملت فيه العديد من الصفات فاستطاع أن يجسد الإحساس النضالي بكل جوانبه، فكان بحق نموذجاً متكاملاً مؤمناً بقضية شعبه وبعدالة قضيته لأبعد الحدود".
وأشار إلى أن القائد أبو نضال شكّل نموذجاً للمناضل الثابت في المواقف وللقيادي الملتزم بتعليمات الحزب، مؤكداً على أن فقدانه يعد خسارة كبيرة للحزب ولشعبنا.
على صعيد متصل لفت مزهر إلى أن القضية الفلسطينية تتعرض لأزمة حقيقية في أجواء إقليمية عاصفة ومصيرية، تزداد فيها معاناة شعبنا جراء استمرار الاحتلال في جرائمه وسياساته ومخططاته وسيطرته على مجمل مفاصل الحياة في ظل الانهيار والتخاذل العربي
واستنكر مزهر تهافت العرب لتقديم برقيات التعزية والمشاركة في جنازة القاتل والمجرم الفاشي "شمعون بيريز" الذي أنشأ المفاعل النووي، وأسس الاستيطان ومرتكب مجزرة قانا، قاتل الأطفال مشيراً إلى أن هذه المشاركة تشجع على مواصلة القتل وارتكاب الجرائم بحق شعبنا، واستهتاراً بالشهداء وعذابات الأسرى، وفي ظل انقسام مدمر وأوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة.
وحول موضوع تأجيل الانتخابات البلدية أكد مزهر على أن السبب وراء ذلك هو عدم امتلاك الإرادة السياسية من قبل طرفي الانقسام للتقدم في خطوات جادة على صعيد إنهاء هذا الوضع الشاذ، وإنجاز اتفاق المصالحة.
ودعا لضرورة مواجهة كل أشكال التدخلات في القضية الفلسطينية، سواء من بعض الدول العربية، أو من بعض الدول الإقليمية، أو الدولية على حد سواء.
ووجه مزهر نداءً لطرفي الانقسام قائلاً: "أخوتنا في حماس.. أخوتنا في فتح اتركوا قطر... اتركوا فرنسا.. اتركوا تركيا... اتركوا الامارات والسعودية.. اتركوا اللجنة الرباعية الدولية والإدارة الامريكية.. غادروا مربع المراهنة على هذه الاجندات الخاسرة والتي تحاول فرض وصايا علينا .. وتعالوا لنحل مشاكلنا بأنفسنا وسط مخيماتنا والتفاف شعبكم ولنمتلك الاستراتيجية النضالية الفلسطينية الموحدة، ونحدد أركانها للمرحلة الراهنة وللمستقبل أيضاً، استراتيجية وطنية تقوم على أساس ضمان المشاركة الشعبية في صنع القرار، وهذا هو جوهر الديمقراطية".
وفي ختام كلمته أكد مزهر على أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ستبقى الحريصة على الوحدة الوطنية، وحارسة القلعة المتمسكة بالثوابت والمقاومة، والمدافعة عن حقوق ومعاناة شعبنا، وستبقى شوكة في حلق الاحتلال وأعوانه.
