واصلت سلطات الاحتلال اعتداءاتها الجسيمة والمتصاعدة ضد الحريات الإعلامية في فلسطين المحتلة، حيث اقتحم جيش الاحتلال فجر اليوم الأربعاء إذاعة "السنابل" التي تبث من مدينة دورا في الضفة الغربية المحتلة، ودمّر وصادر العديد من محتوياتها، واعتقل بعض أفراد طاقمها.
وفي هذا السياق، أكد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" بأن الاحتلال بات يتبع سياسة تستهدف بوضوح المؤسسات الإعلامية الفلسطينية وتقويض قدرتها على العمل والاستمرار.
وقال عضو مجلس إدارة إذاعة "السنابل" وجدي محمد غرز في إفادة لمركز مدى، أنه "عند الساعة الثانية من فجر اليوم (31/8/2016) حاصرت قوة من جيش الاحتلال تقدّر بـ15 جيباً عسكرياً المنطقة التي يقع فيها مقر إذاعة السنابل، واقتحمت المقر الكائن في مجمع دورا سيتي سنتر في مدينة دورا في محافظة الخليل بعد ان حطمت الباب".
وأضاف: "كان يتواجد في مقر الإذاعة مهندس البث حامد النمورة (25 عاماً) حيث تم اعتقاله، أما مدير الإذاعة أحمد سميح الدراويش (23 عاماً)، والمذيعون منتصر محمد نصار (23 عاماً)، ونضال عمر (23 عاماً)، ومحمد أكرم عمران (23 عاماً)، فقد تم اعتقالهم جميعاً من منازلهم".
واوضح غرز أن جنود الاحتلال قاموا بمصادرة المعدات الموجودة في المقر (شاشات، جهاز بث، كومبيوترات، مكسر...)، وحطموا وخربوا محتويات المقر الأخرى وعبثوا بها، وقاموا بتعليق قرار على باب الإذاعة بعد أن أغلقوه باللحام، وينصّ القرار على إغلاق الاذاعة لمدة 3 شهور، بزعم انها تتلقى أموالاً من حركة حماس كما جاء في قرار الإغلاق العسكري.
وأشار إلى أن الاستهداف جاء بعد يوم من إطلاق الإذاعة حملة تهدف إعادة بناء بيوت الأسرى التي تم هدمها الاحتلال في مدينة دورا.
وتعتبر إذاعة "السنابل" المؤسسة الإعلامية الثالثة التي تتعرّض لمثل هذا الاعتداء الجسيم منذ مطلع العام الجاري، والسادسة خلال أقل من عام مضى (منذ مطلع تشرين أول 2015 تحديداً‘، فضلاً عن تهديدات بالإغلاق وجهها جيش
الاحتلال لثلاث مؤسسات إعلامية أخرى، هذا إضافة لما كانت تعرضت له مقرات 20 مؤسسة إعلامية من عمليات قصف وتدمير خلال الحرب على قطاع غزة صيف العام 2014.
ولم يكن ما تعرضت له إذاعة السنابل غير حلقة أخرى في سلسلة اعتداءات للاحتلال تهدف إسكات الصحافة الفلسطينية عبر أساليب مختلفة
وقال مركز "مدى" أنه وإذ يستنكر هذا الاعتداء الخطير الذي تعرضت له إذاعة "السنابل" وجميع اعتداءات الاحتلال التي ارتفعت وتيرتها خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 17%، فإنه يطالب المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال لإلغاء قرار إغلاق الإذاعة والإفراج عن طاقمها، وإعادة أجهزتها المصادرة وتعويضها وغيرها من المؤسسات الإعلامية التي تعرضت سابقاً لمثل هذا الاعتداء عن المعدات التي تم تدميرها والخسائر التي لحقت بها، كما ويطالب بالعمل على إلزام سلطات الاحتلال احترام حرية التعبير التي كفلتها القوانين والمواثيق الدولية ووقف سياسة التدمير والإغلاق التي تستهدف بوضوح المؤسسات الإعلامية في فلسطين المحتلة.