نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير المحرر المناضل حاتم روبين الجيش الذي توفي السبت، بشكل مفاجئ بعد حياة نضالية حافلة قضى فيها زهرة شبابه في معتقلات الاحتلال.
وتقدمت الشعبية باسم مكتبها السياسي ولجنتها المركزية وجميع كوادرها في قطاع غزة، إلى عائلة الجيش المناضلة بخالص عزائها بهذا المصاب الجلل.
وأشارت إلى أن الفقيد أبو نضال كان يتمتع بحس وطني وحدوي، حيث كان يساعد مطاردي قوات التحرير، ويوفر لهم أماكن للنوم ليلاً، ويساعدهم في تحركاتهم نهارًاً، كما مثّل داخل المعتقلات حالة نضالية متقدمة، وكان نموذجاً للعلاقات الوطنية، حيث أحبّه كل من عايشه.
ولفتت إلى أنه نفذ سلسلة عمليات إلقاء قنابل يدوية على دوريات الاحتلال، وعلى إثرها تم اعتقاله عام 1971، ولم يكن قد بلغ (15) عاماً، وشكّل حالة صمود في التحقيق، حيث حُكم مدى الحياة من قبل "محكمة" الاحتلال العسكرية، وتم ترحيله إلى معتقل "عسقلان".
وولد الجيش في مخيم الشاطئ/ عام 1956 لأسرة لاجئة كادحة من مدينة اللد، وتشرب بالمخيم حكايا الوطن، وأحلام العودة والتحرير. وبعد نكسة حزيران عام 1967، وعلى الرغم من صغر سنّه في ذاك الوقت، برز كقائد في المظاهرات المدرسية الرافضة للاحتلال.
والتحق منذ نعومة أظافره في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1970 وهو في سنّ (14) عاما، حيث التحق في جهاز الرصد الثوري للجبهة، ومع بروز العمل الفدائي شبه العلني في قطاع غزة، شكّل مع أبناء جيله مجموعات للرصد ومراقبة تحركات جنود الاحتلال، وتحذير الفدائيين.
كما شغل داخل معتقلات الاحتلال مراتب قيادية عدة، وتحرر عام 1985 ضمن صفقة تبادل الأسرى، ولم تثنه سنوات سجنه الطويلة عن مواصلة النضال، وواصل دوره القيادي ضمن صفوف الجبهة في قطاع غزة.
ومع بداية الانتفاضة تم تكليفه بقيادة عدة مناطق، وكان له دورً بارزً في القيادة والتوجيه، وتم اعتقاله إداريًا عام 1988 لمدة عام، وواصل نضاله بعد أن خرج من معتقل "النقب"، وكان له دورًاً طليعياً وبارزاً في تشكيل التجمع الوطني الديمقراطي، كإطار جماهيري محيط بمنظمات الجبهة في قطاع غزة، وشغل منصب سكرتيره العام.
كما اعتقل مرة أخرى إداريًاً، وعمل ضمن الإطار القيادي لمنظمات الجبهة في معتقل "أنصار3"، على الرغم من اعتقاله الإداري، وواصل عمله النضالي القيادي ضمن صفوف الجبهة الشعبية حتى وفاته.