أفاد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان أن سلطات الاحتلال لا تضيع فرصة في عمليات تحويل البؤر الاستيطانية المنتشرة في طول الضفة الغربية وعرضها، إلى مستوطنات "معترف بها" وفق "قوانين" الاحتلال،
فقد أقدمت هذه السلطات على تشريع الاعتراف بمستوطنة جديدة ستحمل اسم "لشام"، القريبة من مستوطنة "عيلي زهاف" كمستوطنة جديدة، وسيتم اعتبارها مستوطنة "رسمية".
وأقيمت المستوطنة المذكورة على أراضي المواطنين في بلدة كفر الديك جنوب غرب الضفة الغربية، بهدف إحلال ما يقارب 150 عائلة جديدة من المستوطنين وتقع على طريق رئيسي يربط بين "تل أبيب" وأكبر المستوطنات "اريئيل"، بين مدينتي قلقيلية ونابلس.
وكان وزير الاستيطان في كيان الاحتلال قد أعلن عن مستوطنة "ليشم" الجديدة عام 2013، وهي تجثم على أراضٍ تتبع في غالبيتها لبلدة كفر الديك، التي صادرت سلطات الاحتلال نحو 12 ألف دونم من مساحة أراضيها البالغة 20 ألف دونم بينما الجزء الآخر منها يتبع إلى بلدة دير بلوط غرب سلفيت. ومنذ ذلك الوقت وجرافات وآليات متنقلة للمستوطنين تقوم بتجريف مساحات من الأراضي في المنطقة بغرض توسيع البؤرة الاستيطانية، القريبة من الخربة الأثرية «دير سمعان»، ما يشكل خطراً حقيقياً على الخربة الأثرية التي بنيت ونحتت في الصخر عام 400 للميلاد.
وفي الوقت ذاته ندد المكتب الوطني بإجراءات الإحتلال القمعية والتي تمثلت خلال الأسبوع المنصرم بـ تفكيك ومصادرة ما لا يقل عن (12) كرفاناً، في «تجمع جبل البابا» شرق قرية العيزرية في القدس المحتلة، بهدف إخلاء المناطق المحيطة بالمستوطنات من ساكنيها الفلسطينيين، وبشكل خاص المناطق المحيطة بمستوطنة "معاليه أدوميم" للمضي قدماً بمشروعها الإستيطاني الإحلالي من خلال مخطط E1 وضم الجيب الاستيطاني "معليه أدوميم" لإنشاء تواصل جغرافي ما بين المستوطنة والقدس، وذلك سعياً وراء ما يسمى مخطط القدس الكبرى (القدس 2020).
كما أدان الدعوات والفتاوى التي تدعو إلى إستباحة دماء الفلسطينيين، والمساس بهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، والتي أصبحت تأخذ طابعاً علنياً داخل كيان الاحتلال وكأنها وجهة نظر، يتم تبريرها والدفاع عنها ودعمها.
وفي تطور جديد لاقى انضمام حزب "اسرائيل بيتنا" برئاسة المستوطن المتطرف ليبرمان إلى حكومة نتنياهو، وتسلّمه وزارة الحرب في الكيان، ترحيباً ودعماً ومباركة من جانب المستوطنين وغلاة المتطرفين، حيث اقتحم عدد من المستوطنين، قرية جب الذيب شرق بيت لحم، واحتفلوا في شوارعها "ابتهاجاً" بالأنباء عن قرب تولي ليبرمان وزارة الحرب.
وعلى صعيد أخر قررت سلطات الإحتلال في القدس زيادة الميزانية المخصصة "لمسيرة الأعلام" الاستفزازية في القدس، بنسبة 3 أضعاف. وتقوم "تنظيمات" اليمين بتنظيم هذه المسيرة سنوياً في ما يسمى "يوم القدس" (الذي يشير إلى قرار ضم القدس الشرقية بعد احتلالها) ويشارك في هذه المسيرة عشرات آلاف المستوطنين، وتترافق بمطالبة أصحاب المحلات التجارية من فلسطينيي الأراضي المحتلة، بإغلاق أبوابها لعدة ساعات، فيما يمتنع السكان عن الخروج من بيوتهم خشية تعرضهم للاعتداءات.
وقد جاءت الإنتهاكات الأسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان على النحو التالي في فترة إعداد التقرير:
القدس: هدمت جرافات الاحتلال منزلين يعودان لعائلتي طوطح والتوتنجي في حي الصوانة- واد الجوز، بحجة "البناء من دن ترخيص" وبحجة أنها تقع ضمن مخطط "الحديقة التلمودية الوطنية" المحيطة بأسوار البلدة القديمة، كما أقدمت سلطات الاحتلال، على هدم منزل المواطن راجح هوارين في حيّ شعفاط، شماليّ مدينة القدس المحتلّة لأجل شقّ شارع يخدم المستوطنات المتواجدة بالقرب من الحيّ، شمالي القدس.
ووجهت سلطات الاحتلال إنذاراً إلى عائلة طارق أحمد العيساوي بهدم منزلها في العيسوية شرق القدس أيضاً بدعوى "البناء غير المرخص"، فيما أقرت "محكمة" الاحتلال إخلاء 3 عقارات في حي الشيخ جراح بدعوى أنها كانت مملوكة لعائلة "يهودية"، وادّعت سلطات الاحتلال أن العقارات الثلاثة اشترتها عائلة "يهودية" قدمت من سوريا في ثلاثينيات القرن الماضي، ثم أغلقتها بعد أن غادرت فلسطين المحتلة، ثم أدار العقارات ما يسمى "حارس أملاك الغائبين" الذي "قام بتأجيرها لفلسطينيين".
وفي حارة السعدية، أنذرت "محكمة" الاحتلال مازن قرش بوجوب إخلاء المنزل الذي يقيم فيه مع زوجته وأبنائه، وكان قد استأجره جده منذ عام 1936 فيما تقول "المحكمة" إن مازن من الجيل الرابع من المستأجرين ولا يستفيد من "قانون حماية المستأجرين".
واقتحم عشرات المستوطنين حارتي السعدية وباب حطة بالقدس القديمة حيث اندلعت مواجهات عنيفة، كما اقتحمت قوات الاحتلال برفقة مستوطنين منطقة جبل البابا شرق بلدة العيزرية بالقدس المحتلة، كما شرعوا بتفكيك منازل «كرفانات» لعائلات بدوية بحجة "الإقامة بالمكان دون ترخيص". حيث هدمت 12 مسكناً، قبل الاستيلاء عليها في التجمع البدوي «جبل البابا» في العيزرية، شرق مدينة القدس المحتلة، قدّمها الاتحاد الأوروبي، بحجة "البناء غير القانوني"، وشردت بهذا أكثر من 90 فرداً، معظمهم أطفال.
رام الله: أحرقت قوات الاحتلال عشرات الدونمات الزراعية وأشجار الزيتون في قرية بدرس غرب مدينة رام الله ووفق مصادر المكتب الوطني فإن قوات الاحتلال أشعلت النيران في المنطقة الغربية من قرية بدرس المحاذية لجدار الضم والتوسع، حيث أتى الحريق على عشرات الدونمات الزراعية وأشجار الزيتون. ولم يتمكن الأهالي من الوصول للمكان، بسبب أعمال الدورية لقوات الاحتلال على طول الجدار.
وفي الوقت ذاته قال الناطق الإعلامي للجنة المقاومة السلمية في نعلين محمد عميرة، إنه نتيجة كثافة إطلاق قوات الاحتلال لرصاص الإسفنج وقنابل الغاز والصوت على مسيرتهم الأسبوعية اندلعت النيران في عدد كبير من أشجار الزيتون في منطقة «كرم الحجة» جنوب البلدة.
الخليل: هاجمت مجموعة من المستوطنين منزل المواطن رياض أبو هزاع وسط الخليل، واعتدوا بالضرب على زوجته ما أدى لإصابتها برضوض، ورش أحد المستوطنين ابنته بغاز مسيل للدموع (غاز الفلفل) وأصيبت بحالة إغماء، فيما هاجم مستوطنون مدججون بالسلاح وبحماية جنود الاحتلال، منزلاً في حارة جابر القريبة من مستوطنة "كريات أربع" شرق مدينة الخليل يعود للمواطن سفيان أبو حته في حارة جابر، ووجهوا الشتائم العنصرية والمسيئة لسكانه وهددوهم بالقتل.
والتهمت النيران مئات الدونمات الزراعية من أراضي بلدة بيت عوا جنوب غرب الخليل، بعد اشعال المستوطنين النيران في أراض قريبة من مستوطنة "نيجيهوت" وإحدى البؤر الاستيطانية القريبة، والتهمت النيران جبالاً كاملة شرق البلدة، وأن طواقم الدفاع المدني حاولت السيطرة على الحريق، بينما تدخلت طيارات للاحتلال لإطفاء الحريق بعدما اقتربت النيران من سياج المستوطنة القريبة.
وفي مدينة الخليل اعتدى مستوطنون على الطفل رامي أديب أبو عيشة (16عاماً) بالضرب قرب منزله في تل الرميدة، وعندما حاول الدفاع عن نفسه اعتقلته قوات الإحتلال، كما هاجم المستوطنون منزل المواطن أديب أبو عيشة في حي تل ارميدة وسط الخليل واعتدوا بالضرب على أفراد المنزل.
وللتضييق على السكان والمزارعين سلمت سلطات الاحتلال إخطارات بهدم 4 خزانات مياه في مناطق بيت زعتة والفرديس وثغرة الشبك، شمال وشرق بيت أمر تعود ملكيتها لكل من: وحيد حمدي وزامل أبو مارية، وجميل محمد عامر أبو مارية، وغسان محمد، وعبد العزيز بريغيث، وخالد يوسف، وعبد المجيد بريغيث، علماً أن مساحة الأراضي التي تسقى من خلال هذه الخزانات تقدر بأكثر من 30 دونماً.
بيت لحم: اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال يرافقها جرافة كبيرة، البلدة القديمة من الخضر جنوب بيت لحم، يصاحبها جرافة كبيرة محيط المدارس في البلدة القديمة، وتمركزوا هناك في وقت حولوا فيه المنطقة إلى ثكنة عسكرية مغلقه. وأبلغوهم بأنهم سيقومون بعمل منطقة أمنية خلف مدرسة بنات الخضر الثانوية بحجة منع رشق الحجارة على سيارات المستوطنون المارة عبر الشارع الالتفافي رقم 60. وفي الوقت نفسه اقتحم عدد من المستوطنين، قرية جب الذيب شرق بيت لحم، واحتفلوا في شوارعها "ابتهاجاً" بالانباء التي تحدثت عن قرب تولي افيغدور ليبرمان وزارة الحرب.
سلفيت: شرع مستوطنو "بدوئيل" شرق دير بلوط غرب سلفيت وتحت حماية قوات الاحتلال، بوضع إشارات وعلامات تشير إلى أن القلعة الأثرية "دير القلعة" تقع ضمن حدود المستوطنة. قوات الاحتلال تلاحق وتطارد المواطنين الفلسطينيين إذا اقتربوا من القلعة الأثرية، ووضعت نقطة مراقبة على مدار الساعة قبالة القلعة بهدف تلبية مطلب المستوطنين بضم تلك القلعة إلى مستوطنتهم.
وتسببت المياه العادمة ومجاري 24 مستوطنة التي تسكب في أراضي قرى وبلدات سلفيت على مدار الساعة؛ بزيادة في أمراض المزروعات ويباس بعض الأشجار مما كبّد المزارعين خسائر إضافية. كما تسبب التمدد الاستيطاني في عمليات التجريف وبناء الشقق الجديدة، وإحكام وإغلاق الجدار شمال سلفيت؛ بتقلص وانخفاض كبير في مناطق الرعي وانحسارها للرعاة ولمربي الثروة الحيوانية في سلفيت وقراها، وخاصة في منطقة واد عبد الرحمن وواد هياج، التي كانت من المراعي الخصبة قبل بناء مستوطنة “اريئيل” وألان أصبحت محرمة على الرعاة.
قلقيلية: حوّل جيش الإحتلال سماء كفر قدوم إلى غمامة من الغاز السام بفعل كثافة قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت التي أطلقها في مختلف الاتجاهات ما أدى إلى اشتعال عشرات الدونمات المزروعة بأشجار الزيتون، وذلك اثناء قمعه لمسيرة منددة بالاحتلال في قرية كفر قدوم بمحافظة قلقيلية، ما أدى إلى إصابة عشرات المواطنين بحالات الاختناق بينهم أطفال ونساء وطواقم الدفاع المدني.
نابلس: نفذ المستوطنون أعمال عربدة واستفزاز ونظموا طقوساً استفزازية في محيط معسكر حوارة، كما هاجم مستوطنان مسلحان أحد المواطنين ويدعى جاد فرج (50 عاماً)، في قرية تلفيت إلى الجنوب من مدينة نابلس وحاولا حرق معدات زراعية كان يحرسها للمواطنين في القرية، وألقى الأهالي القبض على هذين المستوطنين المسلحين وتم نقلهما إلى مركز شرطة قبلان بعد مصادرة أسلحتهما، فيما أعلنت قوات الإحتلال الاستنفار في المنطقة ونصبت الحواجز في أعقاب الاعتداء.