Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

الاخبار اللبنانية تفرد ملفا كاملا حول فضائية فلسطين اليوم

الاخبار اللبنانية تفرد ملفا كاملا حول فضائية فلسطين اليوم

«فلسطين اليوم»... مواجهة مفتوحة مع الاحتلال الحرب الإسرائيلية على الصورة ليست وليدة الأمس. الإسرائيلي مسيطر وكاسب دائم في المعركة الإعلامية، التي كانت طوال الوقت جزءاً كبيراً من مساحة الصراع المفتوح معه.

تبدل المشهد على نحو نسبي منذ سنوات. صار الإعلام الفلسطيني بوسائطه المختلفة، يكسب في جولات عدة، مدعوماً بالإعلام العربي وغير العربي المنحاز إلى فلسطين والعدالة على قلته. لذلك، يشتد الهجوم على الإعلام والإعلاميين.

آخر التعديات ما تعرضت له «فلسطين اليوم» التي أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي مكاتبها في الضفة الغربية والقدس قبل أسابيع بتهمة «التحريض على العنف»! (الأخبار 11/3/2016). لكن لماذا محاولة إسكات هذا الصوت على نحو شبه كامل؟ قدمت «فلسطين اليوم» تجربة يمكن تصنيفها بالفريدة في الإعلام الفلسطيني، الذي اتخذ شكلاً نمطياً لم يستطع الفكاك منه لعقود طويلة. إذ اعتمد سردية ووسائط عمل لا تقيم تمييزاً حقيقياً بين النشرات التعبوية الحزبية، وأهمية تمجيد «القائد»، والتأكيد على «صوابية المواقف أمام امتحان الواقع والتاريخ»، وبين التوجه إلى الجمهور التائق لأن يرى نفسه في الإعلام، ويشاهد وجعه وأمله وصموده وحزنه وبطولته. علماً بأن مناقشة مسألة الخطاب الإعلامي الموجه إلى المحيط والعالم له حكاية تطول. ركز ذاك الإعلام، وبعضه لا يزال قائماً، على مضامين يراها ممتازة، من دون عناية بـ «الصورة» وكيفية تقديم المعلومات في عصر تلعب فيه الصورة والمشهدية التي تجذب الأبصار، دوراً كبيراً في استقطاب المشاهدين. واعتمد منظومات أحادية تتوجه إلى جمهور محدد، من دون معرفة حقيقية وجادة بما يريده حقاً.

لكن قناة «فلسطين اليوم» كسرت هذا النمط، ونجحت في الدمج بين خبرات إعلامية معقولة، وطاقات شبابية أكثر قرباً من أدوات العصر الإعلامي وكيفية التعامل معها. بدأت رحلتها بتدريب عشرات من الشبان، سرعان ما تولوا صياغة وبث رسالتها الإعلامية، قبل أن ينتقلوا إلى إبداع فعلي في عرض الرسالة، لناحيتي الشكل والمضمون. كان الشكل مهماً، بقدر حضور الناس الكبير على شاشتها. حضر فيها الناس، فالتفوا حولها. اعتبروها صوتهم. ولم يجد حزبيون وحركيون كثيرون حرجاً في امتداحها واعتبارها شاشتهم. حضرت «فلسطين اليوم» بوعي كامل لطبيعة الرسالة الإعلامية المطلوبة التي تقدم إعلاما فلسطينياً جديداً لا يملك إمكانات كبيرة في عصر «الغِيلان الإعلامية»، لكنه قادر على النفاذ إلى قلوب الناس الحاضرين فيه، ليصير مؤثراً فعلياً في تزويدهم بالمادة الإخبارية، والبرامج التي تلامس عيشهم بكل تفاصيله، ويطرح رؤية لمستقبل أفضل. مقالات كثيرة ودراسات واستطلاعات رأي خلال الأشهر العشرة المنصرمة، وضعت المحطة في مقدمة الوسائل الفلسطينية صاحبة التأثير. لذا، ليس غريباً أن يقرر «الكابينت» (المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر) إغلاقها، وليس غريباً أن تقول إنّها «مستمرة» تعي رسالتها ودورها في المواجهة المفتوحة مع الاحتلال.

 إسرائيل تريد اغتيال صوت الانتفاضة

محمد سباعنة ـــ فلسطين

أمون الشيخ

طولكرم | يدخل إغلاق العدو الإسرائيلي مكاتب قناة «فلسطين اليوم» في الضفة المحتلة أسبوعه الثالث ولا تزال الضفة حاضرة على الشاشة. لعل ذلك سيؤثر في حضور الأحداث على شاشة القناة، التي أظهر استطلاع حديث للرأي، أجراه «مركز وطن للدراسات والبحوث» بأنها الشاشة الأولى فلسطينياً.

يأتي هذا التصنيف لـ «فلسطين اليوم» بعد سنوات من العمل. كان «الكل الفلسطيني» حاضراً فيها على شاشتها من دون حزبية، فضلاً عن الحضور الميداني الكثيف بدءاً من نقاط المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجنود العدو الإسرائيلي، مروراً بجنازات الشهداء وإضرابات الأسرى، وصولاً إلى متابعة شكاوى المواطنين على الخدمات والمرافق ومساءلة ذوي الاختصاص عنها، من دون نسيان الأحداث الثقافية والفنية، وحتى أنشطة قراءة قصص الأطفال في المكتبات العامة.

لكنّ اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر، الذي انعقد في الثامن من آذار (مارس) الحالي، خرج بقرار إغلاق وسائل الإعلام التي وصفها بـ «المحرّضة». يقول المتخصص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان، إنّه «لم يكن مفاجئاً أن يبدأ القرار بـ «فلسطين اليوم»، الفضائية الأكثر تأثيراً وعملاً برغم أن التحريض الإسرائيلي يطاول دوماً الفضائيات الفلسطينية كافة حتى التلفزيون الرسمي!».

وفي الانتفاضة الشعبية الحالية، كانت «فلسطين اليوم» منبراً مهماً لذوي الشهداء، خاصة المحتجزة جثامينهم منهم محمد عليان، والد الشهيد بهاء، الذي قال لـ «الأخبار»، إن عائلات الشهداء «خسرت بإغلاق مكاتب «فلسطين اليوم» منبراً منحها مساحة واسعة من الاهتمام والزمن». ويضيف: ««فلسطين اليوم» بمراسليها، هي القناة الأكثر حرصاً على متابعة قضيتنا، والأكثر جرأة في نقل الحقائق. منحتنا حق إيصال صوتنا من خلال تقارير المراسلين، وكذلك في الاستضافات المباشرة في استوديوهاتها في القدس ورام الله».

في السياق، يقول الأمين العام لـ «المبادرة الوطنية»، مصطفى البرغوثي إن هذا «ليس هجوماً على وسائل الإعلام فقط، وإنما استهتار كامل بالسلطة الفلسطينية وتعدٍّ على صلاحياتها في المناطق التي من المفترض أنها تخضع لها». ويتابع في حديث إلى «الأخبار»: «هذا يجري بدخول الجيش الإسرائيلي إلى مناطق تقع تحت سيطرة السلطة أي المناطق المصنفة «أ» وفق اتفاق أوسلو، ويجري بحق مؤسسات ممنوحة تراخيصها من وزارة الإعلام الفلسطينية». كما يرى أن «استهداف «فلسطين اليوم» له علاقة بفعالية هذه الفضائية وجرأتها في تغطية الأحداث».

وكان العدو قد أغلق في الأشهر الأخيرة أكثر من محطة إذاعية في الخليل وجنين بعد اقتحامها ومصادرة معداتها، وهدد أخرى بالإغلاق إذا لم تراجع المحتويات التي تقدمها للجمهور التي يصفها بالتحريضية. حتى إن التلفزيون الرسمي «فلسطين»، التابع للسلطة، برغم الانتقادات الكثيرة لأدائه وغيابه عملياً عن مواكبة الانتفاضة، لم يغب عن التهديد، فيما كان طاقم «الأقصى» التابعة لـ«حماس»، يتناوب الدور في الاعتقال.

على صعيد القضايا المحلية، وتزامناً مع أحداث «انتفاضة القدس»، حازت قضية إضراب معلمي المدارس الحكومية في الضفة اهتماماً كبيراً لدى الشارع، تابعته «فلسطين اليوم» بتغطيات مباشرة للاعتصامات الحاشدة للمعلمين عند مقر رئاسة الوزراء في رام الله ووزارة التربية والتعليم ومديرياتها، برغم الموقف المضاد من الحكومة لها.

يقول منسق حراك المعلمين في الضفة، محمد حمايل، إن ««فلسطين اليوم» كانت من القنوات الرائدة في تغطية حراك المعلمين أولاً بأول، ولم تتوان عن نقل الحقيقة بموضوعية من دون تحيُّز أو مجاملة للحكومة أو المعلمين، وابتعدت عن كمّ الأفواه وتحوير الحقائق» كما فعلت قنوات أخرى.

كذلك، لا يغيب أن الفضائية بخطها السياسي كانت محايدة في قضايا الخلاف الداخلي مقارنة بقنوات ووسائل أخرى محسوبة على حركتي «فتح» و«حماس»، وهذا ما جعل شعبيتها قوية، برغم أنه على مستوى الإمكانات ومقارنة بغيرها، كان عدد أفراد طاقمها قليلاً نسبياً في الضفة.

الناشط في المقاومة الشعبية خالد منصور، الذي كان واحداً من ضيوف الفضائية المعتادين، قال لـ «الأخبار»، إن «منع الفضائية من العمل في الضفة لن يمنعه من التواصل معها والظهور عبر شاشتها بأي من وسائل الاتصال المتوافرة، ومنها برنامج سكايب لمحادثات الفيديو».

وقد يكون إغلاق مكاتب «فلسطين اليوم» في الضفة واعتقال ثلاثة من موظفيها أكبر اعتداء تعرضت له أخيراً، لكنّ اعتداءات كثيرة سبقته، بالتهجم على طواقمها ومنعهم من التغطية. كما تعرضوا للإصابة هم وسيارات الطواقم أو سيارات البث، وصولاً إلى أخذ المراسلين كدروع بشرية أكثر من مرة خلال مواجهات بين جيش العدو والشبان الفلسطينيين.

 في استديو غزة... المقاومة مستمرة

يوسف فارس

غزة | في اللحظة التي دخلت فيها «الأخبار»، مكتب قناة «فلسطين اليوم» في غزة، كان مديرها يودع وفداً من الوجهاء، هو واحدُ من عشرات زاروا مقر الفضائية للتضامن والمؤازرة. كادر القناة الشاب يجري بين أقسامها لمتابعة أحداث «انتفاضة القدس». المسؤولية كبيرة، وعليهم أن يجبروا مساحة 30% إضافية من ساعات البث، هي ما كانت تغطيه مكاتب الضفة والقدس، قبل أن تُغلق هذه المكاتب ويعتقل المدير والمراسلون هناك.

لا يتذمر الموظفون في غزة من ساعات العمل الإضافية. يقول مدير الإنتاج إن طاقة الإنتاج تضاعفت منذ الإغلاق في الضفة والقدس. بلغة الإحصاءات والوثائق، صار للقناة الفلسطينية، التي بدأ بثها الفعلي من بيروت مطلع عام 2011، حضور لافت في الشارع الفلسطيني. دخلت «قناة الكل الفلسطيني» بقوة في تفاصيل الحياة اليومية، غطت حربي 2012 و 2014، برغم عمل طواقمها لأيام طويلة من الساحات والشوارع، بعدما أخلوا مقرّهم. كذلك أولت «فلسطين اليوم» شريحة الأسرى جل الاهتمام. يتحدث الصحافي في «قسم المتابعة» محمد النجار، عن العشرات من الأسرى الذين يتواصلون مع إدارة القناة من داخل سجون الاحتلال، وتنتج الفضائية لهم برنامج «للحرية»، الذي يجرى تصويره داخل بيوت الأسرى ويستضيف عائلاتهم. ولما تعذر على الأسرى مشاهدته بسبب حجب بث القناة داخل السجون، قدمته إدارة «فلسطين اليوم»، للبث عبر «مرئية الأقصى»، وهي قناة أرضية تابعة لـ «حماس» يصل بثها داخل السجون. يعلّق النجار: «نشعر بقيمة ما نقدم، على عاتقنا مسؤولية كبيرة».

مفاجأة إغلاق مكاتب القناة في الضفة ومنعها تماماً من العمل، أمر لم يكن متوقعاً برغم سياسات إسرائيل المعروفة تجاه الإعلام الفلسطيني. يعلل مدير مكتب «فلسطين اليوم» في غزة، سهيل المقيد، استهداف القناة بـ «مستوى حضورها اللافت في تغطية انتفاضة القدس، فقد كانت رسالة القناة واضحة وموجهة ولا مداهنة فيها». تسجل وثائق السبق لـ «فلسطين اليوم» حضورها في ميادين المواجهة، ودخولها في غرف التحقيق الإسرائيلية مع الطفل أحمد مناصرة، فضلاً عن نقلها المباشر لاعتصام العشرات من فلسطينيي الداخل مع الأسير محمد القيق من داخل «مستشفى العفولة»، ما يفسر حصدها عشرات الجوائز والأوسمة المحلية والدولية خلال سنوات عملها الأربع. حجم التفاعل الجماهيري والرسمي، فاق مفاجأة الإغلاق بدرجات. فقد تواصلت فعاليات التضامن برغم مرور عشرين يوماً على الحدث، تخللها تضامن جماهيري عفوي لـ «أصدقاء فلسطين اليوم» على بوابة مقر القناة في غزة. كما ترجم هذا التفاعل من الضفة، فالعشرات من المتطوعين يتواصلون مع القناة يومياً لعرض خدمات العمل من دون مقابل، لأنهم يرون أن «التطوع في فلسطين اليوم... مقاومة».

 الطاقم في السجون

تزامن إغلاق مكاتب «فلسطين اليوم» ومنعها من العمل وتدمير ومصادرة معداتها، مع اعتقال مديرها في الضفة فاروق عليات، والموظف الإداري إبراهيم جرادات، اللذين يضافان إلى مجاهد السعدي، مراسل القناة في جنين، المعتقل منذ أكثر من شهرين.

بعد إغلاق المكاتب وحظر عمل القناة، اتصلت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي بثلاثة من مراسلي القناة وهددتهم بالاعتقال إذا فكروا في الاستمرار في العمل مع القناة، كما عثرت مراسلة رابعة على ورقة تهديد بالعبرية ملصقة على سيارتها.

ومنع عمل «فلسطين اليوم» واعتبارها «محظورة»، أمر يعني اعتقال وملاحقة أي شخص يعمل لديها أو يتواصل معها بعد الحظر. أما المعتقلون هم:

■ فاروق عليات: متزوج وأب لطفل، خريج «جامعة بيرزيت» (تخصص إذاعة وتلفزيون). اعتقل فجر 11/3/2016 من منزله في بلدة بيرزيت شمال رام الله.

■ إبراهيم جرادات: موظف في مكتب القناة في رام الله، خريج «جامعة بيرزيت» (تخصص محاسبة). اعتقل ليل 12/3/2016 على حاجز طيار بالقرب من بلدة بير نبالا قرب القدس. ووفق «نادي الأسير الفلسطيني»، نُقل إلى معسكر تابع لجيش العدو وبقي فيه الى صباح اليوم التالي من دون طعام أو شراب. واعتدى الجنود عليه بالضرب، وعلامات الضرب واضحة على يديه.

■ مجاهد السعدي: مراسل الفضائية في جنين، معتقل منذ 12/1/2016، وأجلت سلطات العدو محاكمته مرات عدة حتى قدمت ضده لائحة اتهام من بندين هما: «الاتصال بعدو ومساعدة عدو»، ولا تزال تعقد له جلسات محاكمة. وبذلك يزداد عدد الصحافيين المعتقلين لدى العدو إلى 16.

 التغطية باقية بطرق أخرى

تشرح مصادر في «فلسطين اليوم» أن قرار إغلاقها اتخذه المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينت) بهدف منعها من تغطية أحداث الانتفاضة الفلسطينية، وإحباط دورها في «التحريض» كما وصف رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، والمتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي.

وتضيف المصادر أنّ القناة صنفت إسرائيلياً على أنها «أداة اتصال بجهة معادية»، والإشارة هنا إلى «حركة الجهاد الإسلامي». كما وجه العدو تهديدات إلى العاملين معها بالاعتقال والملاحقة. كما هدد الشركات التي تقدم خدمات لها في الضفة المحتلة. برغم ذلك، «لن تتوقف «فلسطين اليوم» عن العمل، وهي تبحث في جملة بدائل، بدأ تطبيق بعضها بالفعل لاستمرار التغطية في الضفة».

ولوحظ أن القناة تابعت نقل الأخبار من الضفة، مع أن ذلك يتم بوتيرة أقل من المعتاد. تضيف تلك المصادر: «نصرّ على استمرار تغطية فعاليات الانتفاضة، وحتى هموم الناس اليومية، ومعاناتهم من ممارسات الاحتلال، وكذلك سلوك حكومتي رام الله وغزة».

وثمة أفكار عديدة مطروحة، ولكن القناة لا تفضل الكشف عنها، مع أنها أشارت إلى أنها ستكون «لا مركزية» حتى لا يستطيع الاحتلال منعها. وكذلك ستجرى مواصلة العمل في السبل القانونية مع مجموعة من المحامين.