نظمت مؤسسة مجهة القدس للشهداء والأسرى، ظهر اليوم السبت، وقفة تضامنية في غزة، مع الأسير الصحافي محمد القيق، والذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 89 يوماً، احتجاجاً على اعتقاله الإداري، ومواصلة احتجازه داخل مستشفى العفولة الاحتلالي، في ظل تردي وضعه الصحي بشكل خطير.
وشارك في الوقفة التضامنية، التي تم نقلها عبر شاشة فضائية فلسطين اليوم، حشد من أبناء شعبنا وصحفيون وممثلون عن الفصائل والقوى ونشطاء وحقوقيون.
وألقيت العديد من الكلمات خلال الوقفة التضامنية مع الأسير الصحافي محمد القيق.
وفي كلمة عن التجمع الإعلامي الشبابي الفلسطيني، ألقاها توفيق السيد السليم، قال فيها: "إن الأسير الصحافي محمد القيق قاب قوسين أو أدنى من الانتصار، على خطى الشيخ خضر عدنان ومن التحق بركبه، فإما الحرية، أو شهادة تكون له فوزاً ونصراً". وقال: "3 أشهر من القتال بأمعائه الخاوية واللحم الحي يخوضها القيق بوجه الاعتقال الإداري المنافي لكل القوانين والدساتير الدولية، ما زادته إلا قناعة بعدالة قضيته، وما زادت العدو والعالم الصامت إلا ذلاً وعاراً، 3 أشهر كانت كفيلة بإماطة اللثام عن كل المؤساست التي تتغنى بقيم العدالة والحرية المزعومة دون تحريك ساكن في هذه القضية العادلة.. 3 أشهر كشفت عجز ولاة الأمر عن القيام بأقل القليل بعد أن صمّوا آذاناً عن التنسيق الأمني، وأخذوا مقعداً هنا أو هناك في الأمم المتحدة فيما هم عاجزون عن الفعل". وأضاف: "القيق والأسرى أذلوا الاحتلال بأمعائهم الخاوية، والاحتلال يحاول عدم تسجيل هزيمة جديدة لصالح الحركة الفلسطينية الأسيرة، لذلك هو يناور دون أن يدرك أن القيق اتخذ قرار الانتصار على القيد والسجان، وهو منتصر بإذن الله". وقال: "إن معركة القيق وصموده ووقوفه بوجه تعنت الاحتلال تتطلب من الجميع الوقوف عند حدود مسؤولياته فالصمت عار، ومن هنا نسجّل دعمنا للقيق وتضامننا الكامل معه ومع زوجته الصابرة التي تقاتل جنبا ً إلى جنب مع زوجها".
كما تلى السيد السليم بيان التضامن مع الأسير القيق والذي جاء فيه:
"نسجّل إدانتنا الشديدة لكافة المحافل الحقوقية الصحفية والدولية التي عجزت عن وقف الجريمة المتوصلة بحق القيق والأسرى الإداريين. كما ندعو الفصائل الفلسطينية لاتخاذ مواقف أكثر حزماً تجاه ما يتعرّض له القيق وعدم الاكتفاء بالبيانات التي لا ترتقي لتضحية الأسير وهو يحاصره الموت من كل جانب".
وأضاف: "كما ندعو السلطة الفلسطينية للقيام بواجباتها ازاء ما يتعرض له القيق ووقف التنسيق الأمني الذي لم يجن على شعبنا سوى الذل والعار، وندعو السلطة كذلك إلى ملاحقة الاحتلال دوليا، والعمل لإنهاء الاعتقال الإداري".
وأكد أن: "الجريمة التي يتعرض لها القيق، لن تثني الصحفيين الفلسطينيين عن مواصلة مسيرتهم وحمل هموم شعبنا".
وقال: "ندعو كافة الصحيين والكتاب والمؤسسات الإعلامية والعربية لوضع قضية الأسرى كمادة أساسية يومية، لتسليط الضوء على جرائم الاحتلال بحق الأسرى ولاسيما القيق".
وختم السيد البيان قائلاً: "نحيي فرسان مواقع التواصل الاجتماعي الذين جعلوا ومازالوا تلك المواقع ساحات للتضامن مع قضية محمد وقضايا شعبنا لفضح ممارسات الاحتلال" وجرائمه.
وفي كلمة لمؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى، قال ياسر صالح عن الدائرة الإعلامية: "من أمام برج الإعلاميين نعلن بأنكم الجيش الذي لا يقهر، أنتم قهرتم العدو بنقلهم للكلمة الحرة والصورة التي تمثل تفضح الانتهاكات المتتالية لهذا العدو المجرم بحق شعبنا في كل المدن والقرى والأزقة.. وأظهرتهم للعالم أننا الضحية ولسنا الجلاد بل الاحتلال هو الجلاد، وقد حاول الاحتلال وقف كلمتكم بقتلكم واعتقالكم وهو يعتقل 18 صحفياً على رأسهم القيق صاحب الكلمة الحرة الذي لم يتوقف عن البث حتى وهو خلف القضبان والاحتجاز داخل مستشفى العفولة؛ بل بات مراسلاً خلف أمعائه الخاوية ليؤكد كم أن الاحتلال بشع ويمارس أبشع الجرائم بحق شعبنا". وقال: "القيق يدخل إضراباً مفتوحاً عن الطعام في مواجهة الاعتقال الإداري ذلك الانتهاك الصارخ الذي طال مختلف شرائح شعبنا، فالاعتقال الإداري التعسفي من أسوء الانتهاكات التي تمارس بحق شعبنا، والقيق ينوب عن جميع الأسرى وعنا جميعاً ويمثلنا، وخائن من أدار ظهره عن هذه المعركة المحقة والعادلة". وقال: "89 يوماً والقيق يواجه الموت بخلايا جسده في كل لحظة، ومازال يقول الحرية أو الشهادة، ويقول لا لامتهان الكرامة والحرية.. ونقول له كلنا من خلفك حتى ننهي الاعتقال الإداري". وقال: "ندعو المؤسسات الإعلامية لتراكم العمل خطوة بعد خطوة كما حصل عندما أضرب الشيخ خضر عدنان وغيره من الأسرى، وذلك حتى نرى تضييقاً فعلياً يحاصر وينهي الاعتقال الإداري الذي يمارسه الاحتلال، فالعبء ثقيل وكبير على أكتاف فصائلنا ومؤسساتنا وأبناء شعبنا وحتى السلطة من الاعتقال الإداري، والاعتقال دون ادعاء.. وعندما نقف مع القيق نقف مع أنفسنا للخلاص من هذا الانتهاك الذي يمارسه الاحتلال، وسنواصل جهدنا لنؤكد أن الاعتقال الإداري سيف قاتل طال كل شرائح شعبنا ويجب وقف هذا الانتهاك الصارخ بحق أبناء شعبنا وومثلهم محمد القيق. وأضاف: "ندعو مؤسساتنا لعدم إدارة الظهر لهذه القضية، ونؤكد أن الصليب الأحمر عليه أن يضغط على الاحتلال ليوفر الزيارة لعائلة القيق، ونؤكد للجميع أن هذه المؤسسات الدولية ومنها الصليب الأحمر ليس المطلوب منها أن تكون مراسلاً بيننا وبين الاحتلال، وإنما لتضغط على الاحتلال في سيبل حقوقنا المشروعة. وعلينا نحن أن نكون داعمين ومساندين للقيق ولكل الأسرى لاسيما الإداريين حتى ننهي هذا الاعتقال الإداري".
بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، خلال الوقفة التضامنية: "نتوجّه بالتحية للأسير محمد القيق الذي لم ولن تنكسر إرداته أمام القيد، هي إرادة الشعب الفلسطيني، ومحمد مصمّم على الاستمرار في معركته، وهو حدّد معالم تلك المعركة وطبيعتها وحدد نهايتها". وقال: "سلاح الأسير القيق في هذه المعركة هو سلاح الشيخ خضر عدنان ومن بعده الذين استخدموا أمعائهم الخاوية ضد جرائم الاحتلال بحق شعبنا، وأسرانا من إهمال طبي، وعزل انفرادي، ومنع للزيارة من قبل الأهالي لأبنائهم، ويأتي الاعتقال الإداري ليمعن الاحتلال في إجرامه بحق شعبنا. فحتى لو كان صحفياً كفلت له كل المواثيق الدولية الحماية لاسيما في الحروب والمعارك، إلا أن الاحتلال ألقى بكل المواثيق والقوانين الدولية، فهو يعتقل الصحفيين ويعذبهم ويقتلهم؛ بدعوى أنهم يساندون المقاومة وأبناء شعبنا، وهو لا يمتلك أي تهمة يمكن أن يفرضها على الصحفي.. لذا يأتي القيق على نفس طريق من سبقه ومن بعده ليقول للعدو الصهيوني بأن هذا الاعتقال الإداري لن يمر إلا على أرواحنا وها نحن في موقع الاشتباك؛ كما أبناء شعبنا في الضفة والقدس وغزة والأراضي المحتلة منذ العام 48، ها هو الأسير القيق يسير بنفس النهج ونفس المعركة في محل اشتباك آخر داخل معتقلات الاحتلال وهو يستخدم أمعاءه كسلاح؛ إنها معجزة اجترحها الأسير في مواجهة طغيان الاحتلال، والأسرى وعلى رأسهم الأسير القيق لا يمتلكون من مقومات هذه المعركة شيئاً إلى أعضاء جسدهم.. لذا نقول إن القيق حدد المعركة ومعالم نهايتها وكما انتصر خضر عدنان ومن قبله لكسر هذا السيف المسلط على رقاب الفلسطينيين؛ سينتصر محمد القيق الذي يعلم جيداً بأن نصره هو إحدى الحسنيين فإما الحرية أو الشهادة.. فطوبى لك يا محمد".
وأضاف المدلل: "نحن نؤكد أن المقاومة التي صنعت معادلة جديدة من توازن الرعب والردع، والشعب الفلسطيني اليوم الذي يسير بأقل الإمكانيات في المعركة قادر على تحقيق النصر، ونشدد هنا أن خيارات المقاومة التي أبدتها سابقا للعدو الصهيوني عند مواصلة اعتقال محمد علان هي نفس الأدوات التي تمتلكها اليوم وهي قادرة على تفعيل أدواتها؛ لذا فإننا في حركات المقاومة نحذر العدو من المساس بحياة الأسير محمد القيق، وهذا عهد علينا في حركة الجهاد وحركات المقاومة أن تستمر المعركة ويظل سيف الجهاد مشرعاً في وجه العدو حتى تحرير الأسرى والقدس وفلسطين.
ودعا القيادي في حركة الجهاد: "أبناء شعبنا في الضفة والقدس وكل فلسطين، أن يصعّد الاشتباك مع العدو، لاسيما أن محمد الآن يعيش هذه اللحظات الموجعة وهو يدافع عن شرف وعزة الأمة وحرية شعبه على أرض فلسطين، لذا واجب على شعبنا أن ينصره وأن تبقى الفعاليات مشتعلة، وعلينا أن نشد على قبضاتنا ونشعل الانتفاضة؛ انتفاضة القدس التي أربكت هذا العدو أن تشتد في هذه الأيام بالذات، فمحمد يتألم ويتوجع مثل أبناء شعبه، لذا علينا أن نظهر للعدو بأن هذه الأيام هي أيام لمحمد القيق، لنقول للعدو أن شعبنا لن يترك محمد ولا الأسرى خلف القضبان".
ووقال: "القيق يواجه الاعتقال الإداري ويستمر في معركة الأمعاء الخاوية، وعلى الجميع تحمّل مسؤولياته من فصائل ونشطاء ومؤسسات وحقوقيون وسلطة فلسطينية، ونقول للمؤسسات الإنسانية والحقوقية الدولية أين دوركم إن لم يكن الآن؟! والاحتلال يمارس جريمة القتل البطيء بحق القيق، فالإنسانية تنتهك داخل معتقلات الاحتلال".
وختم المدلل كلامه بتوجيه "التحية كل التحية للقيق وهو يسطر ملحمة بطولية ليكسر سيف الاعتقال الإداري المجرم/ والتحية لعائلته، ولكل الأسرى في معتقلات الاحتلال، وللإعلاميين الذين ينقلون الحقيقة وينحازون للقيق في قضيته العادلة، ولكل أبناء شعبنا".
(خاص/ موقع فضائية فلسطين اليوم)