لفت تقرير صادر عن وزارة الإعلام الفلسطينية في رام الله الأنظار حول أوضاع الأطفال الفلسطينيين تزامنا مع ذكرى يوم الطفل الفلسطيني. وتحدث التقرير عن اعتداءات الاحتلال بحق الأطفال خلال انتفاضة الأقصى وحتى يومنا، كما أوضح بالأرقام الصادرة عن جهاز الإحصاء الفلسطيني نسب ومعدلات العمالة في صفوف الأطفال بالضفة والقطاع، فضلا عن تبيانه الأحوال المعيشية والتعليمية لأطفال القدس المحتلة..
التقرير:
في يوم الطفل الفلسطيني الذي يصادف 5/4 من كل عام، فإن الأطفال الفلسطينيين ما زالوا يتعرضون لانتهاكات واعتداءات مستمرة من قبل قوات الاحتلال وقطعان والمستوطنين، الذين أقدموا في الآونة الأخيرة من هذا العام على شن حملة شرسة ضد الأطفال القصر، شملت اعتقال عشرات الأطفال منهم ، في المحافظات الشمالية ، بما فيها محافظة القدس المحتلة.
يمثل الأطفال في دولة فلسطين ما نسبته 52 % من المجتمع الفلسطيني، تعرض العديد منهم في انتفاضة الأقصى عام 2000 ، إلى اعتداءات متكررة واستهداف مباشر، نتيجة القصف الإسرائيلي وإطلاق النيران عليهم، والاعتقالات المستمرة بحقهم، حيث استشهد أكثر من 1520 طفلا، وجرح أكثر من 6000 طفل، ولا يزال في سجون الاحتلال 200 طفل حتى تاريخ31/3/2014 في حين بلغ مجموع حالات اعتقال الأطفال منذ عام 2000 ولغاية نهاية شهر أكتوبر/ تشرين أول 2013 ، (10000) طفل. تعرض 95% منهم للتعذيب والاعتداء خلال اعتقالهم، الذي يتم عادة في الفترة ما بين منتصف الليل والخامسة صباحا، على يد جنود مدججين بالسلاح، ويتم على الفور عصب أعينهم وربط أيديهم بالبلاستيك، بالإضافة إلى أخذ اعترفات منهم بالإكراه، وعدم وجود أي محام أو أفراد من العائلة أثناء الاستجواب.
تقوم قوات الاحتلال سنويا باعتقال أكثر من 700 طفل في كافة محافظات الوطن، والتهم الموجهة لهم الاخلال بالنظام العام والقاء الحجارة على قوات الاحتلال والمستوطنين.
وتأتي هذه المناسبة في ظل تصعيد غير مسبوق بحق الأطفال، الذين يوميا يعانون يوميا من عذابات الاحتلال ، خاصة الأطفال المتوجهين إلى مدارسهم، على الحواجز العسكرية، المقامة على مداخل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
بالإضافة إلى معاناة الأطفال بسبب اعتداءات الاحتلال المستمرة، فأنهم يواجهون مشاكل الفقر المتفشي ، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، والحصار المستمر خاصة في قطاع غزة، مما يضطر الكثير من الأطفال إلى ترك مدارسهم والتوجه إلى سوق العمل. وبحسب تقرير للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2013، فقد بلغت نسبة عدد الأطفال الفلسطينيين الملتحقين بسوق العمل من الفئة العمرية من 10- 17 عاما % 4,1، وفي آخر تقرير لوزارة العمل، أشار إلى أنه يوجد 102 ألف طفل فلسطيني يعملون دون سن 18 عاما، فيما كان عددهم عام 2011 يبلغ 65 ألف طفل.
عمالة الأطفال في مستوطنات الأغوار:
بحسب إحصائيات مركز معا حول عمالة الأطفال الفلسطينيين في مستوطنات الأغوار الزراعية، فإن من عشرة آلاف إلى عشرين ألفا، عدد الفلسطينيين العاملين في تلك المستوطنات بينهم ما نسبته(% 5,5) من الأطفال (13- 16) عاما، يعملون من 7 إلى 8 ساعات يوميا، ويتقاضون أجرا يقرب من ثلث الحد الأدنى للعامل الإسرائيلي.
تعد الظروف السيئة التي يواجهها الطلاب في مدارسهم السبب في انتشار هذه الظاهرة، فالمدارس في الأغوار تعاني من نقص حاد في التمويل والمرافق الكافية، وغالبا ما تقع بعيدا عن منازل الأطفال، الذين يتركون مدارسهم من دون أي بديل سوى العمل.
ومعظم الأطفال العاملين يعملون بصورة غير رسمية، ولا يحصلون على أية فوائد وسط ظروف عمل غير آمنة عموما.
إن سياسات الاحتلال تعمل على تكريس وضع اقتصادي خطير في الأغوار، وتدفع الأطفال الفلسطينيين لترك مدارسهم، والتخلي عن أحلامهم، ودخولهم سوق العمل قبل الأوان، مقابل أجور زهيدة، ومثل هذه الأعمال المهينة فهي بلا شك مضرة، وتؤثر سلبا على تطور ونمو الطفل.
أطفال مدينة القدس المحتلة:
85%ٌ من الأطفال المقدسيين يعيشون تحت خط الفقر، وبحسب جمعية حقوق المواطن ، فإن عدد سكان مدينة القدس الشرقية يبلغ 371,844 مواطنا، يعيش 79% من هذا العدد تحت خط الفقر نتيجة السياسات والاجراءات الاحتلالية بحقهم.
وبالنسبة للتعليم في مدينة القدس الشرقية فما زال هناك نقص في الغرف التدريسية ، يقارب ألف غرفة دراسية في نظام التعليم الرسمي، وبحسب بيانات مديرية التربية والتعليم في القدس، فأن إجمالي الأطفال في القدس الشرقية ما بين السادسة والـثامنة عشرة، وصل عام 2012 إلى 88 ألفا و845 طفلا، من بينهم 86 ألفا و18 طفلاً التحقوا بمؤسسات تعليمية.
أما بالنسبة للتسرب من مدارس القدس، فإن نسبة التسرب من صفوف الثاني عشر الثانوية فقط بلغت 40%،كماتعاني مدينة القدس من نقص في مراكز الأمومة والطفولة ، إذ يوجد فقط 4 مراكز بالمقارنة بمدينة القدس الغربية التي يوجد بها 25 مركزا تعتني بالأطفال.
المصادر:
جمعية حقوق المواطن
نادي الأسير الفلسطيني
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني