شيّع الآلاف ظهر اليوم السبت، جثمان الشهيد الطفل هيثم البو، إلى مثواه الأخير في مقبرة مدينة حلحول.

وكان موكب التشييع انطلق من محافظة الخليل وصولاً إلى منزل ذوي الشهيد في مدينة حلحول، حيث تم إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه. ومن ثم نقل جثمان الشهيد إلى مسجد النبي يونس والمجاور لمقبرة المدينة، حيث تم الصلاة على جثمانه الطاهر، قبل مواراته الثرى في مقبرة حلحول، بالقرب من ابن عمه الشهيد حسن البو.

وألقيت العديد من الكلمات داخل مسجد المدينة، والتي أكدت على مناقب الشهداء، مشددة على الوحدة الفلسطينية لمواجهة جرائم الاحتلال ومستوطنيه، وعلى دعم الانتفاضة وحق شعبنا بالدفاع عن نفسه في ظل ما يتعرّض له.

وفي كلمة لمراسلة فضائية فلسطين اليوم، قال رئيس بلدية مدينة حلحول، وجدي ملحم، تعقيباً على جريمة إعدام الطفل البو، "إن ما يحدث على الأرض خطير جداً.. وباسم هذه الجماهير في مدينة حلحول، والتي جاءت من محافظة الخليل نقول بأننا ننظر بعين الخطورة إلى ما يحدث، وإعدام الطفل هيثم البو بدماء باردة ينذر بخطر شديد جداً، من حق أطفالنا وأبناءنا في فلسطين أن يحيوا بأمن وسلام كباقي شعوب العالم، ولكن من الواضح أن لدى للاحتلال رسالة، ولدى هذه الحكومة الإرهابية القاتلة رسالة؛ أنها تريد أن تصينع من دماءنا ودماء أبناءنا مشروع سياسي ودعاية انتخابية لأحزابهم الإسرائيلية، ولكن نحن نقول باسم الجميع أن دم الفلسطيني ليس مستباح، ودماء أبناءنا ليست رخيصة علينا، نريد أبناءنا بيننا أن يحيوا بأمن وسلام كباقي شعوب المنطقة، ونحن نعتقد جازمين أن حكومة الاحتلال تستفيد من حالة الصمت الدولية الكبيرة تجاه القتل وما يحدث تجاه الشعب الفلسطيني ويجعلها تمعن بسياسة القتل الظالمة الجائرة المرفوضة".

هذا ويعمّ الإضراب الشامل مدينة حلحول شمال الخليل، حداداً على الشهيد هيثم إسماعيل البو.

وأغلقت المحال التجارية أبوابها كافة معلنة التزامها بالإضراب العام.

وكانت قوات الاحتلال أعدمت أمس الجمعة، الطفل هيثم البو واعتقلته ابن عمه وجدي وهو مصاب، بعد إطلاق الرصاص عليهما في منطقة الحواور شمال مدينة حلحول في محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.

وقال شهود عيان إنهم شاهدوا طفلاً ملقى على الأرض بعد استشهاده برصاص الاحتلال، وإصابته في الرأس. كما شاهدوا طفلاً آخر مصاباً مقيد اليدين ومعصوب العينين، تبيّن فيما بعد أنه ابن عم الشهيد.

وزعم جيش الاحتلال أن الطفلين حاولا إلقاء زجاجة حارقة على قواته المتمركزة في المكان.

وقد سلمت سلطات الاحتلال جثمان الشهيد الطفل هيثم البو إلى الهلال الأحمر الفلسطيني الذي نقله بدوره إلى المستشفى الأهلي في الخليل.

وبارتقاء الطفل البو يرتفع عدد شهداء الانتفاضة الفلسطينية إلى 173، منذ اندلاعها مطلع شهر تشرين أول/ أكتوبر 2015م، بينهم حوالي 55 شهيداً من محافظة الخليل.

(خاص/ موقع فضائية فلسطين اليوم)