أطلقت قوات الاحتلال، بعد ظهر اليوم، قنابل الغاز السام، باتجاه اعتصام تضامني مع الأسير الصحفي محمد القيق، والمضرب عن الطعام منذ 53 يوماً.
وكان مئات المواطنين شاركوا في مسيرة تضامنية مع الأسير القيق، تمام الساعة 12 من ظهر اليوم الأحد، والتي دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية في رام الله، ونقابة الصحفيين الفلسطينيين.
واستهدفت قوات الاحتلال المشاركين في الوقفة التضامنية بقنابل الغاز السام المسيل للدموع، بهدف تفريقهم ومنعهم من استكمال فعاليتهم، نصرة للأسير محمد القيق وللأسرى في معتقلات الاحتلال، ولاسيما المضربين منهم عن الطعام.
هذا وقال أمين عام حركة المبادرة الفلسطينية د.مصطفى البرغوثي، لمراسل فضائية فلسطين اليوم، خلال الوقفة التضامنية: "نحن مع محمد القيق ونقف إلى جانبه ضد القمع والتنكيل الذي يمارسه الاحتلال بحقه وبحق جميع الأسرى". وأشار البرغوثي إلى أن: الاحتلال يحاول إطعام الأسير محمد القيق بالقوة، ونؤكد رفضنا لسياسة الاحتلال وترهيبه بحق الأسرى والأسيرات الذين يتعرضون لكل أشكال التنكيل، ومنهم مئات أطفال، ومعظمهم معتقلون بدون تهم". وشدد على أن: "أهم شيء اليوم هو تضامننا مع بعضنا البعض، وأن يعرف محمد وعائلته وعائلات الأسرى والشهداء أنهم ليسوا وحدهم، أهم شيء أن يشعروا أننا متضامنين ومتكاتفين معهم، وكلهم بحاجة للتضامن والتكافل". وأشار البرغوثي "بتجربة سامر العيساوي ومحمد علان وخضر عدنان وغيره من الأسرى الذين خاضوا إضرابات عن الطعام وتحركات نضالية، كل هذه التجارب الرائعة وإضرابهم عن الطعام كسر قمع الجيش الإسرائيلي، والمهم أن يشعر هؤلاء الأبطال وجميع الأسرى في المعتقلات أن ما فعلوه ويفعلونه لن يذهب هدراً. وهنا نستحضر حملة التضامن مع عائلات الشهداء التي تمت مؤخراً وهي نموذج مهم يظهر للاحتلال أنه لن يكسر إرادة شعبنا"
بدوره، قال عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، عمر نزال، لمراسنا: إن الاعتداء على حرية الصحفي محمد القيق هو اعتداء على كل الزملاء الصحفيين، ومحمد يقف رأس حربة اليوم في مواجهة المحتل، وعلينا أن نقف وبكل إمكاناتنا وراءه. الكل يتحرك متضامناً اليوم حتى بعض المنظمات الدولية عبّرت عن وقوفها إلى جانب محمد ودعت لإطلاق سراحه. نحن أمام معركة مفتوحة مع الاحتلال يخوضها محمد والأسرى، ولكننا نحذر من خطورة الوضع الصحي للأسير القيق، والاحتلال يسعى لإطعامه بالقوة، لذا نفكر بتصعيد خطواتنا وقد يكون هناك إضراب مفتوح خلال الأيام القادمة".
أما القيادي في حركة الجهاد الشيخ خضر عدنان، فقال لمراسل فضائية فلسطين اليوم: "هناك 3 مضربين عن الطعام: محمد القيق، وحسن شوكة (أكثر من 30 يوماً في الإضراب)، وعبد الله أو جابر (فلسطيني يحملة الجنسية الأردنية) وهم يطالبون بوقف الاعتقال الإداري، كذلك هناك 10 أسرى مضربون في "معبار" مجدو ضد سياسة الاكتظاظ وعدم النقل الأسرى من معتقل إلى آخر.. اليوم الوقفة لنقول لكل العالم فصائل المقاومة والقوى الوطنية والإسلامية، لا تتركوا محمد ولا باقي الأسرى وحيدين دون دعم وإسناد ونصرة لقضيتهم العادلة، وهذه مرحلة خطيرة جداً هناك حياة أو موت، حياة حرية أو شهادة، لذا أطلب من الجميع ومن الجسم الصحفي الفلسطيني ومجالس الطلبة وجميع النقابات والهيئات أن تساند هذه التحركات الداعمة للأسرى وأن تفضح جرائم الاحتلال وممارساته بحقهم وبحق أبناء شعبنا". وحذر عدنان: إذا لم نتحرك سيكون الاحتلال سجّل علينا انتصاراً، وقد فشل المحتل حتى الآن في فرض التغذية القسرية على الأسير محمد القيق، هو فقط أعطي جرعات بسيطة في الوريد، وانتزع الأجهزة عنه عندما استفاق". مضيفاً: علينا جميعاً في القوى والفصائل وعلى السلطة والمنظمات الدولية والصليب الأحمر التحرك سريعاً وزيارة هؤلاء الأسرى والإطلاع عن قرب على معاناتهم والوقوف إلى جانبهم ووقف معاناتهم، ومنع تغذية الأسرى المضربين بالقوة علينا التحرك قبل فوات الأوان".
بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد العوري، لمراسلنا: "هذه الفعالية ضمن سلسلة من الفعاليات التي انطلقت تضامناً مع الأسرى والأسير محمد القيق الذي دخل مرحلة صحية خطيرة جداً، وحياته في خطر". وأضاف: "تزداد عملية الإسناد والتضامن مع الأسير البطل محمد القيق، الذي أراد أن يبلغ الاحتلال رغم ممارساته وجرائمه بأن الأسرى في قيودهم هم في وجه عنصرية وجرائم الاحتلال، ليبرهن الأسرى أنهم يريدون إنهاء الاحتلال، وإيقاف الاعتقالات والمعاناة التي يتعرّضون لها ويتعرّض لها أبناء شعبنا، وما يمارسه الاحتلال بيّن عنجهيته وغطرسه، ومرة أخرى نحذر من الخطورة الشديدة التي يتعرّض لها الأسير محمد القيق، وهو ما يتطلب منا جميعاً كقوى وفصائل وهيئات ومنظمات؛ وقفة جدية لإنقاذ حياته لأنه وصل لمرحة الخطر الشديد".
من جهته، قال رئيس الهيئة العليات لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان، لمراسل فضائية فلسطين اليوم: "الاحتلال يظهر وجهه الحقيقي بالاعتداء على هذه المسيرة، ولابد من التحرك السريع للإفراج عن الأسير محمد القيق لأن وضعه الصحي خطير للغاية، وكذلك نؤكد على الوقوف إلى جانب الأسرى ولاسيما المضربين منهم".
جدير بالذكر، أن محكمة الاحتلال العسكرية في معتقل "عوفر" رفضت الاستئناف الذي تقدّم به محامو الأسير الصحفي محمد القيق لإلغاء اعتقاله الإداري التعسفي، وثبتت اعتقاله لمدة 6 شهور.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، إن رفض الاحتلال الاستئناف يعني وجود نوايا انتقامية تجاه الأسير القيق، وعدم مبالاة بحالته الصحية التي تدهورت إلى درجة الخطر الشديد.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت الأسير الصحفي محمد القيق في 21 تشرين ثاني/ نوفمبر 2015، بدعوى "التحريض"، حيث يواصل الأسير إضرابه المفتوح عن الطعام منذ 24112015، رغم خطورة وضعه الصحي، وهو يقبع في مستشفى العفولة، مقيداً على السرير، ويصرّ على الحرية وإلغاء اعتقاله الإداري رافضاً أي مساومة على ذلك.
خاص/ (موقع فضائية فلسطين اليوم)
https://www.youtube.com/watch?v=rD4CmduddEw