شيّعت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا، بعد ظهر اليوم السبت، جثامين الشهداء: أحمد وعلاء ومهند كوازبة، وخليل الشلالدة في بلدة سعير شمال الخليل.
وخرج آلاف المواطنين في موكب تشييع مهيب، وسط حضور شعبي ورسمي، لمواراة الشهداء في ثرى مقبرة الشهداء، وذلك بعد أداء الصلاة عليهم في مسجد البلدة القريب من المقبرة.
وكانت هناك كلمات عدة خلال تشييع الشهداء فيما أسماه الأهالي «عرس الشهداء»، أكدت على مناقبهم، ودعت إلى الوحدة ورصّ الصفوف خلف انتفاضة القدس، للرد على جرائم الاحتلال ومستوطنيه، وحماية المقدسات.
هذا وأشارت مراسلة فضائية فلسطين اليوم، بأن بلدة سعير قدمت حتى الآن 10 شهداء، منهم: رائد جرادات، إياد جرادات، فادي الفروخ، عبد الله الشلالدة، الذي قتله المستعربون في المستشفى الأهلي بالخليل واختطفوا ابن عمه عزام الشلالدة، محمود الشلالدة، أحمد الكوازبة (وعائلة كوازبة قدّمت 4 شهداء). في حين ارتفع عدد شهداء محافظة الخليل حتى اللحظة إلى 49 شهيداً، ارتقوا برصاص الاحتلال خلال انتفاضة القدس.
وفي سياق متصل، قالت مراسلتنا بأن جيش الاحتلال قام باستقدام تعزيزات عسكرية مكثفة عند مداخل بلدة سعير بالتزامن مع تشييع جثامين الشهداء الأربعة بالخليل.
وأوضحت مراسلة فضائية فلسطين اليوم، أن تقبل التهاني بالشهداء سيكون في مدرسة سعير الثانوية للبنين.
إلى ذلك، قال محافظ الخليل كامل حميد لمراسلتنا خلال مشاركته بتشييع الشهداء: إن قوات الاحتلال تواصل عمليات القتل بدم بارد بحق أبناء شعبنا، ولاسيما الشباب منهم، وهناك مناطق يسعى الاحتلال لحظر اقتراب المواطنين، وهي "مناطق موت" فمن يقترب منها يقتل ويستشهد بدم بارد، وتوجد تعليمات من قيادة الاحتلال بقتل أكبر عدد ممكن ليسهلوا على المستوطنين مخططاتهم.
وقال: هذه الدماء والجرائم التي يمارسها الاحتلال لا يمكن السكوت عليها، وشعبنا يدفع ثمناً كبيراً لقاء صموده وتمسكه بأرضه وقدسه، هم يريدون منا أن نتخلى عن حقوقنا، هذه المعادلة لا يمكن أن تستمر ولا يمكن أن نتراجع. مضيفا: نقدّم الدماء الطاهرة والأسرى والجرحى من أجل كرامتنا واستقلالنا وأن نبقى على هذه الأرض، وأن يندحر هذا المحتل، ويجب وقف جرائم الاحتلال، وأن يكون هناك تدخل من الأمم المتحدة والعالم أجمع لوقف هذه الجرائم المتواصلة، ونحن أوصلنا الرسالة للأمم المتحدة وكل المؤسسات الدولية وسلمنا الملفات لهم وطلبنا منهم التدخل لحماية شعبنا. نريد وقفاً حقيقياً لهذه الجرائم على الأرض الفلسطينية وتجاه شعبنا، ونؤكد أن شعبنا لن يتراجع عن حقه وأرضه، رغم الخسائر المؤلمة والكبيرة ولكن هذا قدرنا وتأكيد من شعبنا بأننا لن نتراجع أمام الاحتلال، لن نتراجع وسنصل إلى تحقيق حقوقنا.
وقال: هناك استفراد بالشعب الفلسطيني، فالقيادة العربية والمحيط العربي والعالم ينشغلون بقضايا كبرى هو أوجدها، فيما يتعلق بموضوع الإرهاب ومهاجمة دول وعواصم ومحاصرتها، وهنا شعرت "القيادة الإسرائيلية" أن الفرصة مؤاتية لها للانقضاض على الشعب الفلسطيني، فالرد الأول هو وحدتنا وتمسكنا ونعتمد بعد الله على أنفسنا.
وأضاف: كل الشهداء الذين أعدمهم الاحتلال بادعاء أن هناك سكاكين حتى لو صحّت ادعاءاته فالأمر لا يستدعي تنفيذ جرائم قتل بحق شبان شعبنا، وهم لم يظهروا أي صور أو لقطات تبيّن صحّة ادعاءاتهم، فهذا كذب وافتراد وقتل بدم بارد.
بدوره قال أمين عام المبادرة الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، لمراسلة فضائية فلسطين اليوم:
نتوجّه بالتحية لبلدة سعير واهلها والخليل، ولكل الشهداء، حتى الآن 152 شهيداً مع الشهيد الذين ارتقى في عارة، شعبنا يهب في انتفاضة شعبية، ونحن نرى اليوم بأعيننا هذا الحضور الجماهيري الرائع في الخليل، رغم حواجز الاحتلال التي حاولت منعنا.
وقال: رسالة المحتل بمواصلة القتل والمزيد من القتل كانت رداً على دعوات "السلام" والتفاوض، نحن نفهم أن "إسرائيل" لا تفهم إلى لغة القوة، وهنا نقول من وقف معنا نشكره ومن لم يقف معنا لا نعوّل عليه، وما حك جلدك مثل ظفرك. ولكننا نؤكد أن على كل الشعوب الوقوف إلى جانب الشهداء وأهاليهم إلى جانب شعبنا، من أجل أن لا تضيع تضحياتهم هدراً، ويجب على كل الفلسطينيين في الداخل والعالم أن يكونوا يداً واحدة، لن نرضخ ولن نستكين، وها هم الشهداء ذهبوا بأرجلهم للشهادة في حين تقف "إسرائيل" والعالم مشدوهين من تضحيات وبطولات الشهداء، فشعبنا مصمّم على الحرية وهو شعب شجاع لا يهاب الموت، شعبنا يرد على جرائم الاحتلال.
وقال: نريد من شبابنا أن يفكروا بعمق ويخططوا بعمق وأي عمل يجب أن يلحق الخسائر بالاحتلال أكثر مما يحلقه بأبناء شعبنا. ونحذر من أن "إسرائيل" تحاول من خلال 3 أهداف تيئيسنا وردعنا: أولاً من خلال شق صفوفنا وثانياً قمعنا بالقتل العمد وكسر إرادتنا، وهو لم ولن يحدث، الأمر الثالث "إسرائيل" تحاول أن تنتزع منا حقنا في المقاومة كأنها عيب أو "إرهاب" بل هو حق كل الشعوب التي ترزح تحت الاحتلال، من حقها الكفاح والنضال.
جدير بالذكر، أن قوات الاحتلال كانت أعدمت وبدم بارد الشبان الأربعة: أحمد (19 عاماً)، وعلاء (19 عاماً)، ومهند كوازبة (18 عاماً)، وخليل الشلالدة (16 عاماً)، من بلدة سعير، بإطلاق الرصاص عليهم، مساء الخميس الماضي، عند مفرق "غوش عتصيون"، وفي منطقة بيت عينون شمال الخليل.
خاص/ (موقع فضائية فلسطين اليوم)