أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقريرها الذي يرصد أوضاع الأسرى خلال العام 2015، أن التعذيب والممارسات اللإنسانية بحق المعتقلين خلال عام 2015 قد ارتفعت بنسبة 200 % عنه في عام 2014.
وقالت في الهيئة، في تقريرها الصادر اليوم الأربعاء، إن التعذيب طال الجميع أفراداً وجماعات، وأنه تصاعد أكثر وبشكل انتقامي خلال اندلاع انتفاضة القدس منذ بداية شهر تشرين أول/أكتوبر.
وذكرت أن التعذيب والتنكيل بحق المعتقلين يبدأ منذ لحظة اعتقال الأسير بالضرب والتنكيل والإهانات قبل معرفة الأسير سبب اعتقاله، وأن المعاملة مع المعتقلين امتازت بالوحشية الشديدة، إضافة إلى استخدام أساليب عنيفة وضغوطات نفسية وعزل خلال استجواب المعتقلين في أقبية التحقيق.
ولفتت هيئة الأسرى في تقريرها إلى أن الغالبية من الأطفال القاصرين تعرضوا لأشكال مختلفة من التعذيب منذ لحظة اعتقالهم.
واستعرضت عدداً من أساليب التعذيب من خلال الشهادات التي وثقتها من المعتقلين، ومنها:
ـ الضرب المبرح بأعقاب البنادق والأرجل والدعس بالنعال الحديدية على أجسام المعتقلين خلال عملية اعتقالهم.
ـ تحقيقات مع الجرحى والمصابين بالرصاص ميدانياً قبل نقلهم إلى المستشفيات.
ـ تحقيقات مع المصابين خلال وجودهم في المستشفيات.
ـ استخدام الكلاب البوليسية المتوحشة خلال الاعتقال.
ـ تعرية أسرى وتركهم مشبوحين فترات طويلة.
ـ استخدام اساليب صعبة مثل الضرب بالأسلاك الكهربائية، الصعقات الكهربائية وإطفاء السجائر في أجساد المعتقلين.
ـ تهديد المعتقلين باعتقال أفراد أسرهم، وهدم بيوتهم للضغط عليهم لأجل انتزاع اعترافات.
ـ تهديد معتقلين بالاغتصاب والتحرش الجنسي.
ـ استخدام الضغوطات النفسية على المعتقلين والتهديد المصحوبة بالشتائم كما جرى مع الطفل أحمد مناصرة.
ـ اعتقال الأطفال وعدم السماح لوالديهم بحضور التحقيق.
ـ حرمان المعتقلين من النوم وقضاء الحاجة ومن الأكل.
ـ الشبح على كرسي محني الظهر فترات طويلة والأسير مقيد بالكرسي ومعصوب العينين.
ـ استخدام عدد من المعتقلين دروعاً بشرية خلال الاعتقالات والمداهمات.
ـ الابتزاز بتقديم العلاج مقابل الاعتراف وإدلاء معلومات.
ـ احتجاز اسرى والتحقيق معهم في مراكز غير رسمية لا تخضع للقرابة كاحتجازهم في المستوطنات أو معسكرات للجيش.
وقالت هيئة الأسرى إن 90 % من المعتقلين اعتقلوا بعد منتصف الليل من منازلهم بعد مداهمة المنازل وترويع السكان والاعتداء على أفراد العائلة.
واعتبرت أن تعذيب المعتقلين هو استمرار لسياسة ممنهجة لسلطات الاحتلال، وأن التعذيب أصبح "مشرّعاً" تحت حجة ما يسميه الاحتلال "منع الإرهاب".
وقالت هيئة الاسرى أن مئات الشكاوي حول التعذيب بحق المعتقلين والتي رفعت عبر المحامين أو المؤسسات الحقوقية إلى المحاكم لم يتم النظر فيها أو فتح تحقيق بها.
وخلصت هيئة الأسرى أنه خلال عام 2015 فإن عشرات الشهادات الموثقة تفيد أن كل الأسرى والأسيرات تعرضوا للتعذيب والإهانة وسوء المعاملة، وأن آليات منهجية تتخذها سلطات الاحتلال لحماية جنود ومحققي الاحتلال من الملاحقة.
وقالت الهيئة إن "التعذيب وسوء المعاملة يعتبر جريمة من جرائم الحرب، وجريمة ضد الإنسانية وفق اتفاقيات جنيف الأربع وميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية، ومخالفة لسلسلة من المعاهدات والاتفاقيات الدولية".