شيعت جماهير غفيرة، ظهر اليوم السبت، جثمان الشهيد عبد الرحمن البرغوي (27عاماً)، إلى مثواه الأخير حيث ووري في الثرى بمقبرة قرية عابود غرب رام الله.
وأفادت مراسلة فضائية فلسطين اليوم، أن موكب تشييع الشهيد البرغوثي كان انطلق بجنازة عسكرية في رام الله باتجاه قرية عابود مسقط رأس الشهيد، حيث حاول الاحتلال منع وصول جثمان الشهيد إلى قريته مسقط رأسه، وأغلق مدخل القرية، إلا أن المواطنين أصرّوا على تشييع جثمان الشهيد رغم إجراءات الاحتلال، حيث سلكوا طرقاً فرعية وتمكنوا من الوصول إلى عابود، ومواراة الشهيد في ثرى مقبرة القرية.
جدير بالذكر، أن قوات الاحتلال كانت أعدمت أمس الجمعة، الشهيد عبد الرحمن البرغوي على أحد حواجزها على مدخل قرية عابود، بعد ادعاء الجنود بأن الشهيد حاول تنفيذ عملية طعن، ليقوموا بتصفيته بدم بارد بإطلاق ما يقارب 12 رصاصة على جسده الطاهرة.
وفي هذا السياق، قال شاهد عيان لفضائية فلسطين اليوم، بعد تشييع الشهيد البرغوثي، والذي كان متواجداً على الحاجز العسكري عند إقدام جنود الاحتلال على إعدام الشهيد: "إن الشهيد عبد الرحمن البرغوي كان قادماً من خارج قرية عابود بهدف الوصول إلى القرية، فأوقفه جنود الاحتلال وطلبوا بطاقته الشخصية وقاموا بتفتيشه، وبعد ذلك أقدم أحد جنود الاحتلال على صفع الشهيد على وجهه فقام عبد الرحمن بدفع الجندي الذي سقط على الأرض، وعند ذلك أطلق جنود 12 رصاصة من مسافة صفر على الشهيد وقاموا بإعدامه بدم بارود، ومن ثم ألقوا سكيناً بجانب جثمانه الطاهر".
وقال شاهد العيان: "إن الشهيد عبد الرحمن البرغوثي شاب خلوق والجميع يحبه، وهو ترك الولايات المتحدة بكل مغرياتها حيث تقيم عائلته هناك، واختار العودة إلى فلسطين ليكون مع أبناء شعبه.. وكان زفاف الشهيد قريب بعد شهر واستشهد رحمه الله".
من جهته، قال رئيس مجلس قروي عابود يوسف مسعد: "تفاجأنا وصدمنا باستشهاد عبدالرحمن هو أصلاً موظف في مجلس قروي عابود، شاب شريف ووطني، لكن مقولات جيش الاحتلال بأنه حاول طعن الجنود بسكين هي مقولة مزيفة ومختلقة وهو ما أكده شهود العيان.. ومعروف في كل قصص اغتيال الشبان الفلسطينيين يبرر الاحتلال قتلهم بمحاولة وضع سكين بجانب جثمان الشهيد ليقول أنه حاول طعن الجنود.. وبالتالي الشهيد تم تصفيته بدم بارد، عند محاولة دخوله البلدة، بعد تفتيشه من قبل الاحتلال وطلب هويته".
وأضاف: "الشبان عند علمهم بخبر استشهاد عبد الرحمن البرغوثي هبّوا إلى مدخل البلد حيث شاهدوا جثمان الشهيد ملقى على الأرض فأخذوه ولكثرة الشبان وقلة عدد جنود الاحتلال تمكنوا من سحبه وتم نقله إلى مستشفى سلفيت بسيارة إسعاف.. وحاول جيش الاحتلال استعادة جثمان الشهيد، فقام الشبان بحراسة المستشفى إلى أن تم نقله إلى مجمع رام الله الطبي.. وبالتالي فوتنا على المحتل سرقة جثمان الشهيد بعد أن قمنا بدفنه في القرية اليوم".
وقال: "لم يتم انتظار وصول والد ووالدة الشهيد من الولايات المتحدة، وكنا قد تواصلنا مع والديه ولكن بسبب طول الوقت الذي ستأخذه العائلة للوصول إلى القرية فضّلنا أن يتم دفن الشهيد اليوم لعدم وجود حركة كبيرة من جيش الاحتلال والمستوطنين اليوم السبت ولا يمكن تمديد الوقت لوصول أهله بسبب تهديدات الاحتلال باقتحام القرية ومحاولة سرقة جثمان الشهيد"، مضيفاً أنه ورغم كل شيء: "شبابنا على استعداد دائم للتصدي لمحاولة اقتحام القرية من الاحتلال أو التبليغ عن أي اقتحام لجيش الاحتلال كان قد توعد به.. وإن شاء الله لن يحصل شيء من ذلك".
وختم كلامه بالقول: "الاحتلال دائماً يحاول كبت مشاعر ومساعي الشعب الفلسطيني والشباب الفلسطينيين في الانتفاضة على الظلم والاستبداد وبالتالي أي محاولة من شبابنا لمقاومة الاستعمار والاحتلال تُصدّ بالجيش والرصاص والحصار وبالتالي دائماً هناك مواجهات على مدخل قريتنا وهي طريقة لإشعار العالم بأننا نريد الخلاص من هذا الاحتلال.. ونؤكد أنه أينما وجدت مقاومة فالاحتلال يريد طمس وإنهاء هذه المقاومة".
وفي هذا السياق، قال خال الشهيد الأسير المحرر إبراهيم عبد المجيد: "أثرنا مع الشبان أخذ جثمان الشهيد عبد الرحمن لمنع المساومة عليه من قبل الاحتلال الذي يحتجز جثامين الشهداء ويسرق أعضاءً من أجسادهم الطاهرة". مضيفاً: "نطالب بحماية أبناء شعبنا من هذا المحتل الغاصب الذي يستهدف أبنائنا بالقتل والتنكيل".
بدوره، قال القيادي في الجهاد الإسلامي في فلسطين، أحمد نصر، إن "ما جرى هو استمرار لجرائم الاحتلال المتكررة بحق شبابنا وشاباتنا.. عبد الرحمن ليس هو الضحية الأولى لهذا الاحتلال المجرم الذي يقتل بدون تمييز.. أصبح القتل لديهم مثل لعبة يتلهون بها، ودمائنا أصبحت رخيصة في نظر هؤلاء".
وقال: "هذه الجرائم المتكررة تؤكد وتعكس الوجه الحقيقي لهذا الاحتلال القاتل والمجرم الذي يقتل الحياة على هذه الأرض ويهدم البيوت ويقتل الأطفال والشيوخ دون تمييز، وعلى كل أبناء شعبنا أن يعوا هذه الحقيقة بأن هذا الاحتلال لا يريد سلاماً وهو لن يعيش إلا على قتلنا وجثثنا ونحن جاهزون لتقديم دمائنا لتأكيد وجودنا على هذه الأرض التي منها ولدنا وعليها سنموت".
وقال: "هذه الانتفاضة أصبحت قدراً لنا نحن الفلسطينيون ولا طريق آخر للتعامل مع هذا الاحتلال سوى بمقارعته، وبالمقاومة التي هي الطريق الأسلم والأقصر لتحقيق أهدافنا وإنجاز حقوقنا وإنهاء الاحتلال. الانتفاضة هي خيارنا، وعلى الجميع ومن كان متردداً في جدوى هذه الانتفاضة أن يراجع نفسه وحساباته وأن ينضم إلى شباب هذا الشعب الذين يقدمون على الشهادة فداءً لهذا الوطن وتحقيق حقوقنا وإنهاء احتلال أرضنا. وهذا الاحتلال آن له أن ينتهي ولن ينتهي إلا بوقوفنا صفاً واحداً في وجه هذا المحتل".
يذكر، أنه كانت هنالك كذلك العديد من الكلمات في أعقاب تشييع جثمان الشهيد عبد الرحمن البرغوثي، والتي أكدت جميعها على أن الاحتلال قام بإعدام الشهيد البرغوي بدم بارد، وأنه يحاول التسلط على البلدة وأبنائها بحواجزه وبالتنكيل اليومي الذي يمارسه لهم. مشيرين إلى أن قرية عابود انضمت إلى القرى التي يتسلط عليها الاحتلال ويغلق مداخلها، ويستهدف بسكانها.
كما دعت الكلمات إلى الوحدة الوطنية والمشاركة الشعبية الواسعة لإمداد الانتفاضة الحالية لتتسع رقعتها.
يشار إلى أن عدد الشهداء ارتفع إلى 114 شهيداً من بينهم 25 طفلاً وطفلة و5 سيدات، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. ومن بين الشهداء 47 شهيداً لايزال الاحتلال يحتجز جثامينهم الطاهرة.
وأشارت الوزارة إلى أن حصيلة المصابين منذ انتفاضة القدس تجاوزت الـ13500 مصاب، من بينهم أكثر من 4800 مواطن أصيبوا بالرصاص الحي، بالإضافة إلى إصابات أخرى في الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والكسور نتيجة الضرب المبرح، والحروق.
خاص/ موقع فضائية فلسطين اليوم