أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان فحوى ونتائج تقرير شامل أعده فريق الأورومتوسطي تحت عنوان "ما التقطته الكاميرات، القتل التعسفي الإسرائيلي ونظام العنف البنيوي".
وعرض المرصد في مؤتمر صحفي عقده الجمعة، في نادي الصحافة السويسري في جنيف مخرجات تحقيقاته حول استخدام سلطات الاحتلال المفرط للقوة في التعامل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة، إضافة إلى انتهاج القتل التعسفي باستخدامها الأعيرة النارية تجاه مدنيين أو فلسطينيين يُدَّعى أنهم قاموا بمهاجمة "إسرائيليين".
وقال إن أولئك الفلسطينيين لم يكونوا يشكلون خطراً حقيقياً على الجنود يستدعي قتلهم والتنكيل بهم.
وقالت، دانيلا دونجيز التي تعمل في مركز جنيف الدولي للعدالة: "بينما لا تزال السلطات الإسرائيلية تنجح في الهرب من المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان، فإن "صحافة المواطن" أعادت تسليط الضوء على تلك الانتهاكات لتضعها في الواجهة من جديد".
وقالت دونجيز إنه "وبفضل تواجد بعض النشطاء والمارة وأقارب الضحايا في أماكن الحدث، فإن الأورومتوسطي تمكن من جمع لقطات مصورة وشهادات توثق الانتهاكات الفاضحة التي ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية في الأراضي الفلسطينية".
وأضافت دونجيز "تقرير الأورومتوسطي يتحدث عن ثماني حالات كنماذج للعنف البنيوي الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية حالياً، ضحايا هذا العنف ليسوا أرقاماً فقط، فوراء كل حادثة هناك قصة يجب أن يعرفها العالم".
ويعرض التقرير حالات عمِل فريق المرصد الأورومتوسطي على توثيقها من خلال جمع وتحليل البيانات الواردة من جهات مختلفة.
ووثق الأورومتوسطي في تقريره حادثة الاعتداء على الطفل أحمد مناصرة، 13 عاماً، والذي تم دهسه بسيارة قبل أن يُهاجم بالهراوات والمواسير ويمنع من تلقي أي إسعافات أولية لنحو 25 دقيقة.
وأشار التقرير إلى حادثة الطفلة مرح بكر، 16 عاماً، والتي اتهمتها سلطات الاحتلال بمحاولة طعن جندي، فيما تظهر الصور الطفلة ملقاة على الأرض وحولها مجموعة من الجنود الذين يصوبون أسلحتهم نحوها.
وعرج التقرير على مدى الاستهتار الذي مارسته القوات "الإسرائيلية" بحياة المدنيين منوهاً إلى حادثة الاعتداء على إسراء عابد، 19 عاماً، والتي اتهمتها السلطات "الإسرائيلية" بمحاولة تنفيذ عملية طعن، فيما تظهر اللقطات المصورة الفتاة في حالة من الذعر حينما أحاط بها جنود الاحتلال وأمروها بنزع حجابها، الأمر الذي رفضت تنفيذه ورفعت يديها للأعلى قبل أن يطلق عليها الجنود 4 رصاصات حية.
وذكر الأورومتوسطي في تقريره حادثة مقتل الشاب فادي سمير مصطفى علون، 18 عاماً، بحجة بتنفيذ عملية طعن. وفي التفاصيل حيث لاحقت علون مجموعة من المستوطنين الذين حاصروه قبل أن تأتي القوات "الإسرائيلية" لحمايتهم. وتظهر لقطات مصورة مجموعة من المستوطنين يلاحقون علون قبل أن يطلق عليه "إسرائيلي" 7 رصاصات بشكل مباشر.
وبيّن الأورومتوسطي في تقريره أن "إسرائيل" خالفت القوانين والمواثيق الدولية الموقعة عليها، فمحمد بسام العمشة، 25 عاماً، أطلق عليه جنود الاحتلال النار بينما كان يحاول عبور أحد الحواجز الأمنية.
وفي السياق ذاته، أقدم "إسرائيلي" على قتل الشاب الفلسطيني ثائر أبو غزالة، من القدس، بعد قيام الشاب بطعن "مجنَّدة إسرائيلية" بآلة حادة في رقبتها، ثم طعن 3 آخرين، كانت إصابتهم جميعاً طفيفة. قام الشاب أبو غزالة بعد ذلك بالهروب من المكان، غير أن "ضابطاً إسرائيلياً" لاحظه فأطلق عليه النار ليشل حركته.
وفي ذات السياق أورد تقرير الأورومتوسطي حادثة مقتل فلاح حمدي زامل أبو مارية، 53 عاماً، عندما أطلق عليه جنود الاحتلال الرصاص الحي بشكل مباشر، وذلك بعد أن قاموا باقتحام منزله لتنفيذ عملية اعتقال لابنه، حيث أطلقوا النار على ابنه أولاً، مما أخرج الأب عن طوره فألقى "إناءً فخارياً" على الجنود من شرفة منزله، فرد الجنود بإطلاق 3 رصاصات تجاهه ومنعوا وصول الإسعافات مما أدى إلى مقتله.
وقالت، زرقا سحنون، الباحثة في المرصد الأورومتوسطي "لا أحد بإمكانه معرفة تفاصيل هذه القائمة دون الشعور بالغضب والاستياء تجاه هذا الاستهتار بالأرواح والاستخدام المفرط للقوة. هذه الحوادث تُظهر أن أول ما بفكر به الجندي الإسرائيلي هو الضغط على الزناد".
ودعا المرصد الأورومتوسطي في تقريره السلطات الإسرائيلية إلى فتح تحقيق في الحالات المذكورة. كما دعا المقررين الخاصين للأمم المتحدة المختصين بعمليات القتل خارج نطاق القانون وبالأراضي الفلسطينية المحتلة بزيارة المنطقة للقيام بتحقيق خاص.