قال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، الشيخ نافذ عزام، إن الاحتلال لا يستفيد من التاريخ بل هو لا تقرأ التاريخ جيداً، حتى يدرك بأن شعبنا لا يمكن أن يسكت على الظلم والقهر وامتهان كرامته، والمساس بمقدساته.
وأكد الشيخ نافذ عزام، في مقابلة على فضائية فلسطين اليوم ضمن برنامج "حدث وأبعاد"، أن شعبنا الذي يشعل الانتفاضة الآن في القدس والضفة وكل قرى ومدن فلسطين، قرر الدفاع عن نفسه وعن مقدساته والوقوف بوجه مخططات الاحتلال التهويدية واستمرار الاستيطان ومصادرة الأراضي، وامتهان كرامة أبناء شعبنا.
وقال: "المصادمة بيننا وبين المحتل منذ ما يقارب الـ100 عام، وهم قتلوا عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، واغتالوا العديد من قادة شعبنا وأهم كوادره، ولكن إرادة الشعب لم تنكسر، والاحتلال لا يمكن أن يغتال إرادة شعب طالما قرر الدفاع عن نفسه وحقوقه",
وأضاف: "هذا الجيل الذي يشعل الانتفاضة ولد بعد توقيع الاتفاقات ولاسيما اتفاق أوسلو، معظم الشبان ولدوا بعد عام 93 و94 بعد أوسلو، وهم اطفال كانوا يسمعون عن أكذوبة التعايش والسلام وعن مرحلة وفترة جديدة، ولكن ما وجدوه على الأرض مئات الحواجز وامتهان كرامات أبناء شعبنا والتعدي على الأقصى والمقدسات باستمرار، فمن الطبيعي أن يكبر الشبان ومعهم الإحساس بالمرارة. هم يواجهون انسداداً في الأفق على جميع المستويات تقرياً. لا يمكن أن يوقفهم شيء. وكيان الاحتلال يحاول تكرار ما فعله على مدى مراحل عدة، ولكن هذه الهبة والانتفاضة التي فجّرها الشبان من المفترض أن يقرأ الاحتلال ويراجع حساباته ويفهم أنه لا يمكن أن يهزم شعباً قرر العيش بكرامة وحرية، ورغم أننا نقول بأن شعبنا لم يحقق أهدافه كلها حتى الآن ولكن شعبنا لم ولن يستسلم للمحتل الغاصب".
وفي سؤال حول مدى إمكانية استمرار الانتفاضة وهل تبقى ضمن شكلها الحالي انتفاضة شعبية أم تتطور إلى أشكال أخرى، قال الشيخ عزام: "من الصعب التنبؤ بما سيحدث في الأراضي المحتلة.. ولكن الأفضل للهبة والانتفاضة في القدس والضفة أن تستمر بهذا الشكل وأن تتنامى. هذا الشكل يزعج "إسرائيل" كثيرا. تقف قوات الاحتلال في حيرة من أمرها وهذا الشكل من الانتفاضة الشعبية يحرج "إسرائيل" أمام العالم، ويعطي فرصة لأوسع شريحة من شعبنا اللمشاركة به". مضيفاً: "نتصوّر أن الفصائل تصرّفت بحكمة شديدة في الضفة والقطاع.. هي تقدّم كل أشكال الدعم والإسناد والتظاهرات والتحشيد الإعلامي والسياسي.. نتصور أن الجميع متفق معنا أنه من الأفضل أن تظل الانتفاضة بهذا الشكل الجماهيري والشعبي الذي يحرج "إسرائيل"، ويعطي فرصة لشرائح أخرى من شعبنا للانخراط بهذه الهبة وهذه الانتفاضة".
وقال: "يفترض أن تتوحد كافة أطياف شعبنا مع شبان الانتفاضة وتقف خلف هؤلاء الأبطال.. حتى لو انتهت الهبة غد أو بعد غد هم يصنعون تاريخ الشعب الفلسطيني من جديد، وستتغنى الأجيال بأسماء الشهداء الذين ارتقوا خلال هذه الهبة والانتفاضة التي أربكت "إسرائيل" تماماً.. ويجب أن يُحدِث هذا نقلة على صعيد العلاقات الفلسطينية الداخلية المشوشة رغم أننا لا نستطيع ضمان ذلك.. ومن أهم ايجابيات الانتفاضة أنها جمدت المناكفات الإعلامية في الأيام الماضية.. ونحن نسعى مع الفصائل للبناء حول هذا بإيجاد جبهة فلسطينية متماسكة". وقال: "إن روح الانتفاضة الحاصلة الآن تلقي بظلالها أو تظللنا حتى نخرج من متاهة الخلاف والاختلاف وندرك أن شباناً بعمر العشرين يدافعون عن فلسطين بهذا الشكل ونفضوا عن أنفسهم هذا الخلاف".
وقال الشيخ عزام: "ليس من الضروري أن نقف كثيراً عند الأشكال والأسماء، المهم أن تستمر وتتطور هذه الانتفاضة وتصبح بحجم من سبقها. وهناك اتصالات بين كل الفلسطينيين باتجاه زيادة التماسك في الجبهة الداخلية الفلسطينية".
وقال: "هناك سلسلة من الفعاليات غدا الجمعة.. وفعاليات مشتركة بين الفصائل وهو أقل الواجب الذي نقوم به تجاه أهلنا وأخواننا في القدس ومدن الضفة الغربية الأخرى.. لا نريد دفع الشبان باتجاه الموت عند السياج الفاصل ولا نتمنى ذلك.. نتمنى من الجميع أن يشاركوا في الفعاليات التي ستحدث.. وهي في معظمها بعيدة عن السياج. فعاليات تظاهرات اعتصامات ومؤتمرات كبيرة في قطاع غزة.. نأمل من كافة أبناء شعبنا المشاركة فيها لأنها بعيدة أيضاً عن الفصائلية ومنطق الفصائل هي باسم القدس والانتفاضة، ونأمل أن يشارك كل حريص في هذه الفعاليات التي ستكون في كافة مدن وقرى القطاع إن شاء الله".
وحول نصرة أبناء شعبنا في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 48، للانتفاضة والقدس والضفة، قال: "من الواضح والأكيد أن الإحساس بالهوية يتنامى عند أهلنا في فلسطين المحتلة العام 48. في السابق "إسرائيل" اتخذت سياسات لعزلهم وإبعادهم عن الهم الفلسطيني وقطاع غزة والضفة والقدس.. وفي ذات الوقت لم تعطهم أي من حقوقهم وعاملتهم بتمييز واضح.. منذ سنوات يتنامى الإحساس بالهوية والشعور بما يعيشه أبناء شعبنا. ونحن ننظر باهتمام واعتزاز لأهلنا في الـ48 ولا نريد أن نحمّلهم فوق طاقتهم.. وهم كانوا في طليعة المرابطين في الأقصى.. ونتوجه بالتحية لأهلنا في فلسطين المحتلة عام 48، الذين يؤكدون أنهم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب وهم متلاحمون معه"
أما عن الحديث الذي دار مؤخراً حول زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري للأراضي المحتلة، قال الشيخ نافذ عزام: "المسألة ليست صحوة ضمير من كيري بقدومه للأراضي المحتلة، أو هي تتعلق بتغيير جذري في السياسية الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية والتعاطي مع المحتل، وللأسف حتى وإن حدث تغيير بالنسبة للسياسة الأمريكية في العالم فلن يحدث في فلسطين، وهم سيبقون الحامي والراعي للمحتل. أمريكا لا تريد أن تربك "إسرائيل" وهي تؤكد الوقوف إلى جانبها دوماً ولن تتغير سياساتها في ذلك. ولكن نقول يفترض أن تصل رسالة إلى كيري من السلطة الفلسطينية والزعماء العرب بأن "إسرائيل" هي الطرف المعتدي، وهي السبب الرئيسي والوحيد لما يحصل في الضفة الغربية.. هي اعتدت على شعبنا ومقدساتنا ومقدراتنا واستهانت بكرامات أهلنا.. يجب أن يوجهوا رسالة لكيري بذلك، رغم أننا نؤكد أن هذه الزيارة لن تنهي الاحتلال ولن تسعى وراء ذلك، فإنهاء الاحتلال مسألة تحتاج إلى نضال طويل من الشعب الفلسطيني وإلى إسناد ودعم لشعبنا من الدول العربية والإسلامية وهي مقصّرة في ذلك كل التقصير.
وأضاف حول توجيه رسالة من السلطة والعرب لكيري بأنها يجب أن تقول لهم بوضوح "يجب أن تتوقف "إسرائيل" عن ممارساتها واعتداءاتها وعن مواصلة الاستيطان والعدوان على الأقصى.. وهما عنصران أثارا شعبنا الفلسطنيي.. هذه رسالة واضحة ويفترض أن تكون "إسرائيل" هي التي توجّه إليها الضغوط من قبل كيري وغير كيري، وعليهم أن يدركوا تماماً لن تنجح أي ضغوط أو محاولات لوأد انتفاضة شعبنا".
وختم الشيخ نافذ عزام كلامه بالقول: "نتحدث بمرارة عن الموقف العربي هم قصّروا طوال الوقت ولا يجوز قول كلام غير هذا، تركوا الفلسطينيين وحدهم وشبان القدس والضفة وحدهم يواجهون الاحتلال، وتركوا القدس وحدها.. هم قصّروا طوال الوقت وحتى مع انشغال العرب بما يجري من فوضى وجنون يضرب بعض دولهم ولكن إمكانهم فعل وتقديم الكثير.. نحن نخاطب الحكومات والزعماء العرب بمرارة ونقول لهم لا يجوز أن يستمر غياب العرب عن الساحة الفلسطينية وما يجري فيها أكثر من ذلك".
خاص/ موقع فضائية فلسطين اليوم