أعلن المتحدث باسم رئيس وزراء حكومة الاحتلال والعدوان إحصائية حكومية لزيارات المسجد الأقصى خلال العام المنصرم، متخذاً من الإحصائية وسيلة رقمية للدفاع عن حكومته وإجراءاتها المستنكرة من العالم العربي والإسلامي والمسيحي أيضًا،
فقال: (زار المسجد الأقصى (4) ملايين مسلم، و(200) ألف مسيحي، و(12) ألف يهودي؟!). ويقصد بهذا بيان قلة نسبة الزيارات اليهودية للمسجد الأقصى، في محاولة لتضليل الرأي العام عن الحقيقة من خلال أرقام حسابية لا تعني المشكلة من قريب ولا من بعيد.
مشكلة الأقصى ليست مشكلة أرقام، أو حسابات؟!, مشكلة الأقصى في (الهوية، وفي الطبيعة، وفي الملكية، وفي الاحتلال).
المشكلة ليست في الأرقام، ولا يصح إقامة الأرقام على مصطلح (الزيارة) لأنه مصطلح مضلل هنا، فالمسلمون لا يزورون الأقصى، بل هم يتعبدون في المسجد الأقصى في مواقيت الصلوات الخمس اليومية، ومن الخطأ والتضليل تسمية (العبادة) هنا زيارة، وإدخالها في أرقام حسابية. والمسلمون يقيمون عباداتهم في مسجدهم، وهو خالص الملكية لهم، وليس لليهودي المحتل أن يحصي عليهم عباداتهم اليومية.
والمسيحي الذي يزور المسجد الأقصى في غير مواعيد الصلاة، لا يؤدي صلوات مسيحية في الأقصى، ولا يدعي ملكية الأقصى، ولا الشراكة فيه، ولا يهدد ببناء كنيسة فيه، وهو حين يزور المسجد كسائح ينسق زيارته مع الأوقاف الإسلامية التي تشرف على إدارة المسجد، ويلتزم بقرارها عند الاعتذار. وعليه فلا وجه للعلاقة بين فعل المسيحيين وفعل اليهودي، والفارق بينهما كبير، بل كبير جدًا.
اليهودي محتل غاصب، ومعتد آثم على حقوق الفلسطينيين، والمسيحيين، والمسلمين. ثم هو لا يزور المسجد سائحًا، هو يقتحم المسجد عنوة، وتحت قوة السلاح، وحراسة الجيش، وهو يقوم بصلوات يهودية في مكان مقدّس للمسلمين عنوة، وقادة المستوطنين والمتدينين يدّعون كذبًا أن الأقصى لهم، لذا يسمونه (جبل الهيكل؟!)، ولديهم خطط معلنة لهدم قبة الصخرة وبناء الهيكل المزعوم في مكانها، وهم ينفذون خطة يهودية متدرجة لتقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا، وهذا التقسيم يضر ضررًا بالغًا بحقوق المسلمين، وهو أمر مرفوض، ودونه رقاب المسلمين وأموالهم.
في ضوء هذا النقاش يتضح للجميع أنه لا علاقة للأرقام الإحصائية التي ذكرها المتحدث باسم نتنياهو، وأنها أرقام تستهدف التضليل وإخفاء الحقيقة. والتضليل والإخفاء يقصد به العالم الخارجي، وقادة العرب والمسلمين. لذا وجب علينا هذا التوضيح، وعلى من يتعاملون مع السفارات ودول العالم تزويد العالم بوثائق رسمية تكشف حقيقة المشكلة، ومعاناة المسلمين، وبيان زيف الأرقام. مع الأخذ بالحسبان أن العالم الغربي عالم أرقام وإحصاءات، وقد تنطلي عليه هذه الخدعة اليهودية الماكرة.