ـ هل تنفذ المراحل الأخيرة من تهويد القدس وإقامة "الهيكل" المزعوم. ـ هل كان الاحتلال ليقدم على ذلك لو تحرك العامل العربي والإسلامي لمواجهته.
ـ كيف يمكن للمسلمين التحرك لمواجهة ما يحصل في الأقصى.
ـ ما دور علماء الأمة لمواجهة ما يحصل من اعتداءات في الأقصى.
قال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى المبارك، بأن هناك استهداف واضح للأقصى المبارك في محاولة من قبل الاحتلال لفرض أمر واقع بالقوة.
وأضاف الشيخ عمر الكسواني، في حديث لبرنامج «حدث وأبعاد»، على فضائية فلسطين اليوم، قائلاً: "الهجمة الأخيرة على المسجد الأقصى المبارك ممنهجة ومبرمجة وعلى مدار 4 أيام كان هناك استهداف للأٌقصى. وخلال الـ3 أيام الماضية كان هناك هجمة شرسة من قوات الاحتلال وشرطة الاحتلال والقوات الخاصة وما يسمى "حرس الحدود"، كل هؤلاء اشتركوا في اقتحام الأقصى لـ3 أيام متتالية، وهذا استهداف واضح للأقصى المبارك. هذا اليوم والبارحة كان هدوء حذر في الأقصى. لكن نقول أنه وفي كل "الأعياد اليهودية" مثل ما يسمى بـ"عيد رأس السنة العبرية" هناك استهداف واضح للأقصى في محاولة لتنفيذ أمر واقع بالقوة، هذا استهداف للأقصى ولدائرة الأوقاف، ولكل ما هو داخل المجسد الأقصى من بشر وشجر وحجر، حتى موظفي الأوقاف داخل الأقصى نالهم ما نالهم من استهداف".
وتابع: "نقول رغم كل ما يمارسه الاحتلال يبقى أهل بيت المقدس والفلسطينيون عموماً والمسلمون في كل أنحاء المعمورة يذودون عن الأقصى".
وقال الشيخ عمر الكسواني: "هناك اتصالات من دائرة الأوقاف الفلسطينية مع الأوقاف الأردنية الراعي نيابة عن المسلمين على الأقصى والمقدسات، لوقف هذه الانتهاكات التي قام بها الاحتلال مؤخراً، وما أقدم عليه من هجمة واسعة على المسجد الأقصى المبارك",
وقال: "الاحتلال منذ العام 67 وهو يستهدف الأقصى وكل ما فيه من مصلين ومرابطين وموظفين كل ما في داخله، ليحقق شيئاً يأمل أن يحققه داخل المسجد، وهنا نقول بأن الوقفة العربية والإسلامية واجبة لأنها تدعم صمود الفلسطيني، وتدعم الوجود المقدسي داخل الأقصى، كذلك شدّ الرحال إلى الأقصى المبارك يبدد كل مخططات الاحتلال".
وقال الشيخ الكسواني: "الاحتلال في كل مرة يريد أن يراوغ ويستهدف الأقصى ليحقق أمراً جديداً ويجعله واقعاً على الأقصى، وذلك كله يأتي في ظل انشغال العالم العربي بما أصيب به من فتن وأمور داخلية، لذا وجد الاحتلال فرصته ليحقق واقعاً جديداً على الأرض، لكن الصمود الفلسطيني المقدسي العربي هو رسالة للعالم أجمع أن الأمة الإسلامية حيّة ولا يمكن أن تتنازل عن الأقصى. بالإضافة إلى ذلك فإن الرعاية الهاشمية للمسجد الأقصى حفظت الأقصى من التهويد ولولا أن يكون وجود لهذه الرعاية لتجرأ الاحتلال أكثر وأكثر وربما حتى هدم الأقصى. فالمطلوب من العالم العربي والإسلامي دعم الأردن في رعايته على الأوقاف الإسلامية لوقف انتهاكات الاحتلال اليومية في الأقصى".
وأضاف: "بالنسبة للدول العربية والإسلامية هذا واجب على كل مسلم الدفاع عن الأقصى ليس فقط شجب واستنكار، بل اتخاذ مواقف جدية لدعم الصمود الفلسطيني المقدسي للدفاع عن الأقصى، ولدعم المشروع التحريري للأقصى والقدس، ويجب اتخاذ قرار بمحاسبة "إسرائيل" على انتهاكاتها المتواصلة منذ العام 67 حتى الآن، فمن انتهاكات "إسرائيل" لحق الفلسطينيين والمسلمين بحرية العبادة، إلى انتهاكاتها في حقوق الإنسان والآثار والأماكن المقدسة، كل هذا يضاف إليه مخالفة المعاهدات والقوانين الدولية".
وقال: "تستطيع الدول العربية والإسلامية اتخاذ موقف موحد لوقف الانتهاكات، ودعم الموقف العربي الفلسطيني، ومشروع الرعاية الهاشمية للمسجد الأقصى المبارك من أجل أن يكون هناك حماية للأقصى ويكون الأقصى تحت رعاية الأوقاف. أيضاً المطلوب من دول التعاون الإسلامي موقفاً في هذا الوقت العصيب الذي يتعرّض له الأقصى لأخطر هجمة شرسة على الأرض، يجب ممارسة دور مسؤول وتستطيع الدول العربية والإسلامية والمسلمين كافة حماية الأقصى وهم ليسوا عاجزين عن ذلك. فيجب عليهم شحذ الهمم والتوحد والعمل على وحدة الموقف ودعم الأوقاف لرعاية الأقصى المبارك، ودعم الموقف الواحد لوقف انتهاكات "إسرائيل" اليومية".
وقال: "أما بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية فنقول كل المسلمين مرتبطون عقيدياً في الأقصى المبارك هو أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، الأقصى هو الذي أسماه الله وربط بينه وبين المسجد الحرام وصعد الرسول وصلى بالأنبياء، هذا رابط عقدي لا يحتاج أي إنسان لنصرة الأقصى إلى حافز، الرابط هو رابط عقيدي من القرآن الكريم ومن سنّة الرسول صلى الله عليه وسلم".
وتابع قائلاً: "كل الشعوب قلوبها تؤوي إلى الأقصى المبارك، كلها تحب أن تكون في أمن وأمان، وتأتي وتشد الرحال للأقصى، أيضا الشعوب العربية والإسلامية ممن هم غير قادرين على شدّ الرحال يستطيعون في كل أنحاء العالم نصرة الأقصى بأي عمل يقومون به أو ينظمونه، فمن خلاله ترفع معنويات أهل بيت المقدس وندعم صمودهم للبقاء والذود عن المقدسات، إضافة أن هناك صناديق لدعم أهل بيت المقدس مثل الصندوق الهاشمي وصندوق القدس وغيرها، كل الشعوب تستطيع التوجه لدعم صمود أهل بيت المقدس الذين إن شاء الله لن يقصّروا في حماية الأقصى والمقدسات. وهنا نحذر من أن ازدياد اعتداءات الاحتلال ستؤدي ليس فقط إلى تغيير المعادلة في القدس وفلسطين، وإنما تغيير المعادلة في الشرق الأوسط ككل ومع كل الأمة العربية والإسلامية شعوبا وحكاماً".
وقال: "من هنا من قلب فلسطين وبيت المقدس نوجّه لكل الأمة الإسلامية والعربية نداءً لنصرة المسجد الأقصى، ونؤكد بأنه واجب على كل مسلم نصرة الأقصى، كل في بلده بما يستطيع حتى ولو بالدعاء للفلسطينيين والمقدسيين بالثبات، ومن يستطيع الوصول إلى الأقصى فليشد الرحال، حتى لو منع من الدخول ووقف على أبواب المسجد المبارك فله الأجر والثواب".
وختم الشيخ عمر الكسواني كلامه بالقول: "نسأل الله أن يحمي الأقصى ويعزّ الإسلام والمسلمين، ويعود الأقصى لأهله لأمة الإسلام والمسلمين".
بدوره، قال الشيخ ألياس أبو عمار، نائب رئيس الجامعة الإسلامية في كيرلا بالهند، عبر برنامج «حدث وأبعاد»: "المطلوب من الحكومات العربية والإسلامية ومن الحكام أن يجتمعوا بصورة عاجلة ويتوحدوا بسرعة ويطالبوا بعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن والأمم المتحدة لمناقشة ما يحصل من اعتداءات في الأقصى المبارك والقدس الشريف، وكذلك المطلوب من العلماء والمفكرين ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات القانونية والدولية، أن يقوموا بدورهم تجاه هذه الاعتداءات، ونطالب القانونين برفع شكوى دولية في ما يحصل من انتهاكات بحق الأقصى. وكذلك المطلوب موقف موحد من قبل الجميع ومن الشعوب في أنحاء العالم حتى نصل إلى نتيجة نردع من خلالها جرأة اليهود المغتصبين على مواصلة انتهاكاتهم والسعي لتنفيذ مخططاتهم التهويدية بحق الأقصى والمقدسات".
وقال: "نحن المسلمون في الهند نستحي مما يحصل من تخاذل، فالحكومات الهندية المتعاقبة كان لها موقف مسبوق بالقضية الفلسطينية، أما الحكومة الحالية فلديها علاقات ودية وتجارية واتصالات مع "إسرائيل"، فنتمنى أن نعود كما كنا إلى مواقفنا الداعمة والمساندة لفلسطين والمقدسات، ولكن هنا نقول كذلك بأنه وإضافة لوجود علاقات بين الحكومة الهندية و"إسرائيل" فإن تخاذل الدول العربية ودول أخرى يجعلنا لا نستغرب كثيراً من تخاذل حكومتنا. ورغم التخاذل الحاصل نؤكد أن بعض الأحزاب والمفكرين والرموز ومنظمات حقوقية كلهم في الهند ضد هذا الظلم الواقع في فلسطين، ونطالب كذلك الحكومة الهندية أن تكون على ما عهدناه من الحكومات السابقة وأن يكون لها موقف مما يحصل في الأقصى وفلسطين".
وقال: "مسلمو الهند قاطبة مع نصرة الأقصى قلباً وقالبا، فالأقصى هو رمز إسلامي ليس فقط للفلسطينيين بل للمسلمين كافة في مشارق الأرض ومغاربها".
وأضاف: "هؤلاء الشرذمة من المستوطنين المحتلين ما جرأهم على الاعتداء على الأقصى إلا بعد تقاعس المسلمين عن واجبهم ولولا هؤلاء المرابطين في الأقصى وحوله والذين يقدمون الغالي والنفيس لما تبقى هنك أي أثر لمقدسات، والكثير من المسلمين لا يعرفون شيئاً عن الانتهاكات المتواصلة في فلسطين".
وقال: "لا نريد من العالم ولا من المجتمع الدولي أن يقفوا مع المسلمين والفلسطينين، ولكن إذا كان لديهم مشاعر الإنصاف والعدل فعليهم الوقوف مع العدالة الإنسانية ضد هذه الانتهاكات، ونسألهم كيف يقدمون رسالة للعالم في حقوق الإنسان وحرية العقيدة، هذا غريب من النظام العالمي ومن الدول الكبرى كلها".
وتابع: "نحن في الهند لا نملك إلا الدعاء لأهلنا في فلسطين ولاسيما المرابطين ولا نستطيع أكثر من ذلك، ودعاؤنا أقوى من السلاح، ولكننا عن طريق وسائل التواصل التكنولجية نعبّر دائماً عن قلقنا ونحن مع المرابطين قلبا وقالباً رغم بعد المسافة. إضافة إلى ذلك نحن في الهند سنقوم وفي جميع المدن والمحافظات بمسيرات ضد انتهاكات الاحتلال في الأقصى والقدس".
وأضاف: "للأٍسف الشديد أرى الشعوب العربية والإسلامية مشاعرهم متأججة نحو الأقصى ونصرة أهلنا في فلسطين، لكن هناك عقبات لا تجعلهم يعبرون عن مشاعرهم بشكل عملي وفعلي، لذلك أرجو من الحكام ترك شعوبهم للنزول إلى الشوارع والتعبير عن مشاعرهم، فلو نزل العرب والمسلمون من جميع الدول وعلى رأسها العربية والإسلامية واستنكروا ونددوا ورفعوا شعاراً موحداً لابد وأن يقلل ذلك من اعتداءات المحتلين ويفكروا ملياً قبل ارتكاب أي جريمة. لذا نقول للحكام إذا كان لديكم أي مصالح وتخافون شيئاً ما اتركوا شعوبكم ولا تمنعوها من التعبير عن استنكارها وتضامنها مع الأقصى والقدس وأهلنا في فلسطين".
وختم الشيخ ألياس أبو عمار كلامه قائلاً: "دور العلماء مهم ومطلوب لكن هناك أسباب اجتماعية كثيرة تحول دون قيام العلماء بواجبهم، ورغم ذلك يوجد الكثير من العلماء الربانيين ممن لا يخافون في الله لومة لائم يجهدون دائماً بالقيام بما استطاعوا. وهنا أحذر اليهود بأنه لو تقاعس الجميع عن نصرة الأقصى فإن للبيت ربّ يحميه، وهناك مرابطون ثابتون باقون حتى لو تقاعس الجميع عن واجبهم، ولكن نريد من العالم قبل فوات الأوان والعلماء جميعاً القيام بواجبهم قبل أن يُسألوا أمام الله عن دروهم وواجبهم حينما تعرّض المسجد الأقصى للاعتداء من اليهود أين كنتم يا علماء الأمة، فحتى لا يُسألوا أمام الله عليهم أن ينصروا الأقصى".
خاص/ موقع فضائية فلسطين اليوم