ـ لماذا تتقاعس الأمتان العربية والإسلامية عن نصرة القضية الفلسطينية. ـ هل ترتقي ردود الفعل في العالم العربي والإسلامي مع ما يجري في الأقصى.
ـ ما دور انقاسمات الأمة وتشتتها في تمكين الاحتلال من تنفيذ مشاريعه التهويدية.
ـ ما المطلوب لإفشال مخططات الاحتلال.
أكد رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام، الشيخ خلدون عريمط، أن القدس ومسجدها الأقصى وفلسطين من البحر إلى النهر هي أرض وقف لا تباع ولا ترهن ولا يساوم عليها.
وفي مقابلة خاصة على فضائية فلسطين اليوم، عبر برنامج «حدث وأبعاد»، قال الشيخ خلدون: "من هنا من بيروت نقول لأهنا نقول المرابطين حول الأقصى بأنكم طليعة الأمة. أهلنا في القدس أهل رباط ونحن جميعاً آثمون في الأمة العربية والإسلامية، إذا لم ننصر أهلنا وإخوانا في القدس وفلسطين. صحيح أن للقدس رجالها ولها مرابطوها ومجادوها لكننا جميعاً يجب أن نتحرك في مشارق الأرض ومغاربها لنصرة بيت المقدس والمسجد الأقصى لأن القتال والجهاد دفاعاً عن المسجد الأقصى هو فرض عين على كل مسلم ومسلمة، لأن القدس ومسجدها الأقصى وفلسطين من البحر إلى النهر هي أرض وقف لا تباع ولا ترهن ولا يساوم عليها، ولا يجوز أن تنازل عن متر واحد من أرضها.
وأضاف: "لذلك نقول لأهلنا في القدس وفلسطين وهم يقذفون ويضربون وجه الصهاينة في الأقصى، بأن صراعنا مع هؤلاء صراع أجيال سيستمر ابتدءًا بنا إلى أبنائنا وأحفادنا، حتى ترتفع في الأقصى كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله".
وقال الشيخ خلدون: "من المؤسف والمؤلم أن الدماء التي تسيل الآن في أكثر من قطر عربي، والأموال التي تنفق في أكثر من قطر عربي، كان الأولى بهذه الدماء أن ترتقي فوق ربى فلسطين، وأن تدفع هذه المليارات لتحرير فلسطين".
وقال: "ندعو كل أخوانا العرب والمسلمي للانكفاء عن صراعاتهم، وتصويب البوصلة لتحرير فلسطين وإنقاذ المسجد الأقصى من الأفعى الصهيوينة. هذا القتال في بلادنا والصراع يخدم العدو الذي يهدد الآن الأرض والبشر والحجر وكل شيء، ويهدد الوجود الإسلامي والعربي في فلسطين".
وأضاف: "نحن في لبنان وكل منطقة من بقاع العرب والإسلام في قلب وفكر كل واحد منا توجد فلسطين. هي ليست قضية سياسية وليست قضية للتنازع على سلطة أو حدود بل هي قضية عقائدية. ونقول بأن على المسلمين والعرب جميعاً أن يوقف صراعاتهم لأن الخطر على الأقصى يهدد كل الوجود العربي والإسلامي".
وتابع قائلاً: "ندعو الجميع للاتجاه نحو القدس وفلسطين لتحرير المسجد الأقصى وكنيسة القيامة. لأننا كمسلمين وعرب مؤتمنون على القدس ومساجدئها وكنائسها. ونحن آثمون إن لم نوقف خلافاتنا وصراعاتنا المذهبية والطائفية وإن لم نتوجه نحو فلسطين التي هي المحراب والجهاد والرباط والصبر والمصابرة. وهناك علامة استفهام على كل قطرة دم تسقط خارج القدس وفلسطين".
وقال: "من هنا نوجّه دعوة من القلب والوجدان والعقل لأخوتنا الفلسطينيين للاتحاد والتضامن، ودعوة للعرب بأن يتفقوا ويتضامنوا، ودعوة لكل الأمة العربية والإسلامية للتضامن وتحرير فلسطين كل فلسطين".
وقال الشيخ خلدون: "باعتقادي أن الهدف للإرهاب الصهيوني منذ احتلال القدس هو المسجد الأقصى. وأنا أقول وأنا متألم جداً إذا لم يتدارك المسلمون جميعاً والعرب ما يحصل، وإذا لم يتحركوا ويوقفوا القتال بين بعضهم البعض، فالخوف كل الخوف من أن نفاجأ بالإرهاب الصهيوني وقد نفذ جريمته على المسجد الأقصى. والأقصى أمانة يسأل عنها كل مؤمن وكل مسلم يوم القيامة، سنسأل من الله سبحانه وتعالى، سواء كنا في موقع القيادة والمسؤولية أم لم نكن، سنسأل أمام الله ماذا قدّمنا لفلسطين والأقصى وماذا قدمنا لنوقف هذا الإرهاب المتوحش الذي تقوده العصابات الصهيونية".
وقال: "من المؤسف أنه وفي ظل ما يحصل في الأقصى وفلسطين حتى الآن لم ترتقي الأمة العربية والإسلامية إلى مستوى الحدث والخطر الذي يهدد الأقصى ويهدد تاريخ ووجود الأمة وعقيدة المسلمين، لأن فلسطين قضية عقائدية قبل أن تكون قضية سياسية".
وقال: "أدعو من القلب أن يلهم الله كافة القيادات للتنبه لخطورة ما يحدث في الأقصى، لأن العدو يعيش فرصة ذهبية فهو يعرف أن الأمة العربية والإسلامية تأكل بعضها بعضاً، والخوف أن يستغل هذا الإرهاب المتوحش الذي تقوده الحركة الصهيونية الظرف لتنفيذ جريمته. وإن حدث ذلك ستثور الشعوب في العالم العربي والإسلامي وستقلب كل العقبات التي تحول دون تحرير فلسطين".
وأكد الشيخ خلدون عريمط بأن: "لا استقلال لأي دولة عربية ولا قوة ولا مجد، مادام المسجد الأقصى أسير ومادامت فلسطين منتهكة من الإرهاب الصهيوني المتوحش". مشيراً إلى أن: "مصنع الإرهاب في العالم تقوده الحركة الصهيونية. وإذا كنا نعاني من الإرهاب علينا أن نقف جميعاً عرباً ومسلمين لنصرة الأقصى والقضية الفلسطينية، ولا يجوز شرعا ترك أهلنا وأخواننا المقدسيين يصارعون وحدهم المحتل".
وشدد الشيخ خلدون بأن: " علينا أن ندرك حقيقة بأن لا البيانات ولا المواقف ولا التصريحات توقف الإرهاب الصهيوني عن المسجد الأقصى، الإرهاب الصهيوني في فلسطين لا يفهم إلا لغة القوة. والعصابات الصهيونية بقيادة نتنياهو ومن سبقه ومن سيأتي بعده لا يفهمون إلا القوة. لا يمكن أن ننصر فلسطين والأقصى ببيانات وتصريحات لا بد من تعبئة كل أبناء الأمة وهنا تقع المسؤولية الكبرى على العلماء والجمعيات والأحزاب والتيارات والحركات جميعها، لأن تعلن النفير لأن الأقصى في خطر، وأن تتحرك لنصرة المسجد الأقصى والوقوف صفاً واحداً ضد كل الذين يدعمون الكيان الصهيوني في فلسطين".
وقال: "أدعو الله أن ينصر أهنا في فلسطين وأقول لهم أنتم طلعية الأمة والمرابطين في سبيل الله للدفاع عن الأقصى، وكل ذرة تراب من أرض فلسطين الحبيبة. وإذا تقاعست الحكومات وانكفأت الجيوش لقتال العدو الصهيوني فعلى كل القوى الحيّة في أمتنا أن تتحرك وإن لم يحصل هناك مسؤولية كبيرة أمام الله الذي سيسألنا عن كل ذرة تراب من فلسطين، لأنه لا يوجد مكان في فلسطين إلا وفيه دم شهيد منذ 1400 عام حتى الآن".
وأضاف: "علينا أن نقاتل ونجاهد لتحرير المسجد الأقصى وكل ذرة من أرض فلسطين، والمعركة التي خاضها من سبقنا هي معركة قصيرة من عمر الزمن. أجدادنا قاتلوا 200 عام لتحرير فلسطين فعلينا أن نعد العدة في كل البلاد العربية والإسلامية، ويكون مشروعنا هو فلسطين وتحرير كل فلسطين والقدس. وكما أننا لا نساوم في العقيدة على الصلاة والصوم والحج وغيرها، لذا علينا أن لا نساوم على حقنا الشرعي والقومي والوطني في فلسطين كل فلسطين وخاصة المسجد الأقصى، الذي قال الله سبحانه وتعالى عنه:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ".
فهناك رباط مقدّس بين المسجد الأقصى في فلسطين والمسجد الحرام في مكة المكرمة، ومن كان يحرص على مكة فليحرص على القدس، وكلنا مسؤولون عن حماية الأقصى والقدس، وهذه المسؤولية سنسأل عنها من الله قبل أن نسأل عنها من التاريخ والقيادات والشعوب".
وختم الشيخ خلدون عريمط كلامه بالقول: "قتالنا مع العصابات الصهيونية هو قتال وصراع أجيال لا ينتهي مع جيل. لأن قضية القدس والمسجد الأقصى هي قضية كل العرب والمسلمين".
بدوره، توجّه عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مولاي عمر بن حمّاد عبر الهاتف من الرباط، ضمن برنامج «حدث وأبعاد»، بالتحية إلى أهلنا وشعبنا فلسطين، قائلاً: "إننا نخجل ونأسف أن الأمة لا تقوم بواجبها تجاه فلسطين والقدس والأقصى، فلو قاموا بواجبهم ولو فعلوا لما ارتكب الصهاينة ما يرتكبون، وهذا هو سبب تقسيم الأمة. وما يحصل في الأقصى وفلسطين هذه الأيام هي فرصة للاستدراك والتصحيح، وبعث الرسالة الصحيحة أن الأقصى يعني المليار والنصف مليار مسلم، ولا يعني الفلسطينيين ولا المقدسيين وحدهم".
وفيما يتعلق بالتقصير تجاه الأقصى والقضية والفلسطينية، قال بأن: "أوجه التقصير كثيرة بحق المسجد الأقصى، فعلى مستوى الخطاب نقول هي القصية الأولى لكن عملياً الناس منشغلون بقضايا محلية. الإنسان لا يمكن أن يترك ما بين يديه من قضايا ولكن لنعلم جميعاً بأن القضية المركزية قضية الأمة الأولى التي فيها تحصين لقضايانا الداخلية والمحلية هي قضية فلسطين. ونقول بأنه لا يمكن حصر وعدّ أوجه التقصير بحق القضية الفلسطينية وما يتعرّض له الأقصى، وحرام أن يترك المقدسيون والفلسطينيون يواجهون وحدهم المغتصب والمعتدي الصهيوني بكل غطرسته ليفعل ما يشاء".
وأكد بالقول: "نحن ينوب عنا المرابطات هنّ يرفعن أكفهن ويتصدين للصهاينة وحقهن علينا الدعم والإسناد. وهنا نوجّه التحية لكم لكل المرابطين والمرابطات الذين هم مصدر عزة الأمة وإرتقائها".
وقال: "نؤكد أن المسجد الأقصى قضية حساسة جداً والاقتراب منها يلهم الأمة العربية والإسلامية ويؤجج مشاعرها ويشد أزرها. ففي المغرب مثلاً لدينا العديد من الفعاليات لدعم القضية الفلسطينية ومساندة الأقصى والمرابطين فيها. تلك الفعليات هي للتأكيد على مركزية الأقصى وفلسطين في وجداننا".
وأضاف: "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بحمد الله تعالى له لجنة خاصة بقضية فلسطين والقدس وأنا عضو في اللجنة، والاشتغال على قضية القدس هو على مدار سنوات. ونحن لا ننتظر أن يقتحم الصهاينة الأقصى حتى نتحرك. وسيكون لمشايخنا جولة فعاليات في كل الأقطار العربية والإسلامية. أما محلياً في المغرب فلدينا دعوة لمسيرة غداً الجمعة وهي على الصعيد الوطني يوم غضب وطني، وهي دعوة من مجموعة العمل الفلسطينية في كل ربوع المملكة، والتجاوب معها سيكون واسعاً بإذن الله".
وقال: "أستبشر من قضية فلسطين أن تكون ملهمة للأمة، ما أن يمسّ الأقصى إلا لبّت الأمة النداء. وأوجّه النداء للأمة العربية والإسلامية بأن تضغط على حكامها ومسؤوليها للتحرر من ضغط الجهات والمنظمات للقيام بدورهم وواجبهم نصرة للأقصى ولأهلنا، وأن نري المرابطين بأنهم ليسوا وحدهم وبأننا معهم حقاً وصدقا".
وختم مولاي عمر بن حمّاد كلامه قائلاً: "فلسطين والقدس والأقصى خط أحمر، في مرحلة من المراحل نتذكر أن اقتحام الأقصى هو الذي أطلق الانتفاضة المباركة. فأي مسّ بالأقصى سيكون له ما له من تداعيات وردود، ونقول أن الصهاينة يمضون إلى حتفهم، فقضية الأقصى والقضية الفلسطينية تثير حماسة وإلهام في الأمة العربية والإسلامية".
خاص/ موقع فضائية فلسطين اليوم