أكد الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس المحتلة، بأن الرباط عبادة من العبادات في الدين الإسلامي من خلال القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة، مضيفاً كذلك بأن الرباط في المسجد الأقصى المبارك ثوابه أكبر وأهم عند المسلمين فهو جزء من عقيدتهم.
جاء كلام الشيخ عكرمة خلال مقابلة متلفزة على فضائية فلسطين اليوم، ضمن برنامج حدث وأبعاد، مساء اليوم الخميس، حول قرار سلطات الاحتلال الأخير بحظر مصاطب العلم في المسجد الأقصى، واعتبار الرباط في الأقصى "غير شرعي وغير قانوني".
وقال الشيخ عكرمة أنه: "لا يجوز اعتبار الرباط في الأقصى غير شرعي وغير قانوني لأنه تدخل من قبل المحتل في أمورنا الدينية"، مؤكداً بأن: "قرار الاحتلال هو ضد التعبّد الديني ولا نسمح للمحتل بالتدخل في شوؤننا الدينية، وهو قرار باطل ومجحف وغير قانوني، لأن الأمر يتعلق بشؤون إسلامية ودينية لا يحق للاحتلال التدخل بها".
وأكد الشيخ صبري أن: "أهداف الاحتلال من وراء هذه القرارات المجحفة والعدوانية هو إخلاء الأقصى من المسلمين لإفساح المجال لليهود المعتدين ليصولوا ويجولوا في باحات المسجد المبارك، وهو مقدمة للتقسيم الزماني والمكاني، كما يأتي في سياق تهيئة الأسباب لليهود بتأدية صلوات تلمودية وهو مطلبهم الذي لم يتمكنوا من تحقيقه منذ سنوات. غير أن الاحتلال يرى بأن الظرف الآن مناسب لتحقيق ذلك، دون معارضة ما من المسلمين. الاحتلال يريد إبعاد المسلمين والمسلمات عن باحات الأقصى إفساحاً في المجال لليهود المتطرفين المعتدين لتكثيف اعتداءاتهم واقتحاماتهم وأداء صلواتهم التلمودية".
وأوضح الشيخ عكرمة صبري بأن الاحتلال اختار هذا التوقيت بالذات في ظل ما تشهده الساحة الفلسطينية من انقسامات، وما يشهده العالم العربي والإسلامي من اقتتال وحروب، وتابع قائلاً: "لدى الاحتلال أجندة تنفذ على مراحل وخطوات، والاحتلال يبحث عن الأجواء المناسبة له لتنفيذ مثل هه الخطوات العدوانية، وهم يرون بأن الأجواء مناسبة الآن أمام الانقسام الذي يزداد بعداً وتعقيداً، وكذلك الصراعات التي تحصل في العالم العربي تخدم الاحتلال بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ما يسعى المحتل للحصول عليه".
وشدد الشيخ صبري على أن: "أهل بيت المقدس لابد أن يعتمدوا على أنفسهم وبالتعاون مع أخواننا في أراضي 48، بأن نتواجد بشكل مكثف في الأقصى ونشد الرحال والنفير إليه ومن جميع شرائح المجتمع، وقرار الاحتلال الباطل لن يزيدنا إلا تمسكاً بالمسجد المبارك".
وحول أهمية دور المرابطين في الدفاع عن الأقصى وحمايته من اقتحامات الاحتلال وقطعان المستوطنين، قال الشيخ عكرمة: "يحاول الاحتلال أن يحصر الرباط بفئة معينة أو عدد معيّن والحقيقة أن كلّ مسلم هو مرابط في الأقصى، جميعنا مرابطون وبالتالي لا يجوز أن نحمّل عدد محدود المسؤولية عن حماية المسجد المبارك، جميعنا نتعبد بنيّة الرباط في الأقصى، وإصرار المرابطات على الدفاع عن الأقصى هو تحدي لقرارات الاحتلال الباطلة، وتأكيد بأنهن متمسكن في حقهن بالدفاع عن الأقصى والتعبد فيه. ولا يوجد قانون في العالم يمنع دخول أماكن العبادة سوى في كيان الاحتلال، ونحن لا نقرّ بالسلطة الاحتلالية ولا نقر بسيادتها على القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية".
وأضاف الشيخ صبري حول قرار الاحتلال بأن "شرّ البلاء ما يضحك، لأن مصاطب العلم كانت موجودة في العهد الزاهر من الحضارة الإسلامية، وإحيائها هو امتداد لهذه المصاطب التي كانت موجودة، وبالتالي قرار الاحتلال يحارب العلم والدين، لأن المصاطب وجدت للتعليم والتفقيه. والاحتلال يحاول من وراء ذلك محاصرة الأقصى والاعتداء على المسلمين واستفزاز مشاعرهم، هو يريد اجتثاثنا من أرضنا بهذه السياسة العنصرية الانتقامية من المسلمين، لأن الأقصى يربط مليار و700 مليون مسلم بفلسطين والقدس والأقصى".
وشدد الشيخ صبري: "التعليم سيتستمر بمشيئة الله، قراءة القرآن والتفسير هذا هو العلم الذي يجري ويشرح في رحاب الأقصى، نريد أن نفقه الناس ونعلمهم، فالتعليم ينهض بالأمم، والأمة الناهضة هي الأمة المتعلمة، والجاهلة هي الأمة الهابطة، لذا التعليم سيستمر ولن يتوقف في المدارس أو مصاطب العلم، فهو امتداد لجذورنا".
وقال بأن: "كل إجراءات الاحتلال هي ضد حرية العبادة للمسلمين، وهناك تضييق على حراس الأقصى كذلك، فالاحتلال يجبرهم على الابتعاد مسافة 15م عن اليهود المقتحمين لباحات المسجد المبارك، لتكون رقابة الحارس ضعيفة، فلا يتمكن الحارس من مشاهدة ما يفعله اليهودي المتطرف من صلوات تلمودية، ويبقى عمل الحراس مشلولاً، ونقول بأنه لا يجوز للحراس الالتزام بقرارات شرطة الاحتلال، وهذا ما حصل فعلاً فالأسبوع الماضي رفض الحراس الابتعاد مسافة 15م حيث حوكموا من قبل سلطات الاحتلال وأبعدوا عن الأقصى".
أما فيما يتعلق بمصادقة سلطات الاحتلال على تغيير أسماء 60 شارعاً في القدس المحتلة، في ظل ما يتعرّض له الأقصى من انتهاكات ومحاولات لفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسلمين فيه، قال الشيخ صبري: "إجراءات الاحتلال بتهويد المدينة المقدسة بدأ منذ العام 67 ويسير بخطوات حثيثة، والآن جاء دور تهويد وأسرلة أسماء الشوارع، أي شارع يعطي معلومة تاريخية إسلامية حضارية يتم تغييره من قبل الاحتلال ويوضع مكانه اسم يهودي وهمي في محاولة لتزوير الحقائق والتاريخ، بحيث تسعى سلطات الاحتلال لإعطاء طابع يهودي للمدينة، وبالتالي هم سائرون بتهويد الحجر والمباني والأزقة والشوارع، وتهويد أماكن العبادة وإبعاد الجميع عن الأقصى المبارك والقدس".
وحول الموقف العربي والإسلامي مما يحصل في الأقصى والقدس، قال الشيخ صبري: "لا نأمل ولا نعوّل كثيراً على الموقف العربي الإسلامي بسبب الظروف التي تمرّ بها البلاد العربية والإسلامية، ولقد استطعات القوى الدولية إيجاد ما يسمى "الفوضى الخلاقة" والصراعات الداخلية داخل تلك البلدان، ولا أرى بارقة أمل بالوقوف إلى جانبنا بشكل جدي وفعلي، فالأمر يقتصر فقط على بيانات الشجب والاستنكار وهو لا يعطي نتيجة حقيقة وملموسة على الأرض، لذا نقول بأنه ليس لنا سوى الاعتماد على أنفسنا، ونسأل الله أن يعيننا ويحمي المسجد الأقصى المباركقصى أق".
بدورها، قالت عايدة الصيداوي المرابطة الممنوعة من دخول المسجد الأقصى، أن دور المرأة الفلسطينية يكمن بالدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات ضد اقتحامات المستوطنين المتكررة والمتواصلة بحماية الاحتلال.
وأضافت: "المستوطنون يصولون ويجولون والاحتلال يمنع المرابطات الذين ينتظرن الصلوات تلوى الصلوات، ولكن نؤكد بأننا لن نتخلى عن أقصانا مهما كلف الثمن. سلطات الاحتلال أبعدتني عن الأقصى 5 أشهر ولا يوجد أي دين يقبل بذلك، ولكنهم هم المفسدون في الأرض، وعلى الأمة العربية والإسلامية أن تصحوا، ونؤكد للجميع بأننا لن نزداد إلا ثباتاً وإصراراً على حماية الأقصى المبارك وحماية مقدساتنا من التهويد والاعتداءات".
وقالت: "كلنا في رباط أينما تواجدنا في بيوتنا ومحلاتنا وكل مكان، يعلون فاشل وسنتحدى قراره، المرابطون سيتواجدون ويصلون في الأقصى وخارج المسجد، ولن نتخلى عن أقصانا مهما كلف الثمن، حتى لو قتلونا وأبعدونا مهما فعلوا لن نتخلى عن الأقصى المبارك".
خاص/ (موقع: فضائية فلسطين اليوم)