افتتحت سلطات الاحتلال اليوم الأحد، "مقهى" على أرض مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية في القدس المحتلة، بعد تأجيل استمرّ لعدة أسابيع، حيث يباع في المقهى المأكولات والمشروبات المتنوعة والخمور.
وأفاد وفد من «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» الذي زار المقبرة اليوم، أن المقهى بدأ منذ اليوم بالعمل بشكل فعلي، وأن عدداً من المستوطنين يتوافدون إليه منذ ساعات الصباح، بعد عدة أيام من العمل التجريبي.
وتقوم شبكة مقاهي "لندفار" في كيان الاحتلال بتشغيل "المقهى"، الذي يقدّم عادة جملة من المشارب والمآكل، فيما قام على بناء المقهى سلطات الاحتلال في القدس المحتلة، وشركات تابعة للاحتلال، على حساب أرض مقبرة مأمن الله في الجزء المحوّل إلى ما زعم الاحتلال بأنه "حديقة عامة" باسم "حديقة الاستقلال"، كجزء من تكريس تهويدها ضمن مخطط ممنهج لتدمير وطمس معالم المقبرة التاريخية.
وزعمت سلطات الاحتلال أن افتتاح "المقهي" الاحتلالي على أرض مقبرة مأمن الله، هي "أحد أهم الإنجازات" خلال السنوات الأخيرة.
من جانبها نددت مؤسسة الأقصى بشدة هذا الانتهاك المتكرر على حرمة المقبرة، واعتبرت افتتاح المقهى الاحتلالي، سلسلة أخرى من مسلسل الانتهاك والتهويد بحق هذه المقبرة، وقالت: "إن مقبرة مأمن الله العريقة والتاريخية وهي بمساحة ما يزيد عن مائتي دونم، هي مقبرة يعود تاريخها إلى ما قبل ألف وأربعمائة عام ومدفون فيها عدد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وقد تعرضت هذه المقبرة وما زالت تتعرّض إلى أقسى أنواع الانتهاك من قبل المؤسسة الإسرائيلية ضاربةً بعرض الحائط الحد الأدنى من الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية، فقد تم اقتطاع أجزاء كبيرة منها لإقامة الفنادق والحدائق العامة".
وتابعت: "يعد افتتاح هذا المقهى سلسلة أخرى من مسلسل الانتهاك بحق هذه المقبرة بعد المباشرة ببناء ما يسمى متحف "التسامح" على جماجم أموات المسلمين الذين ووروا التراب في هذه المقبرة، كما أن الجزء المتبقي من المقبرة والتي ما زالت شواهد القبور تشهد على إسلاميتها بمساحة 20 دونماً تتعرّض بشكل يومي للتدنيس والانتهاك وتمارس في جنباتها أعمال الرذيلة. ومع كل هذا ما زلنا نؤكد أن مقبرة مأمن الله بكامل مساحتها هي مقبرة إسلامية عريقة وما يجري من تغييرات عليها لا يغيّر من حقيقة الأمر أنها مقبرة إسلامية إلى يوم الدين".