Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

بصمود الأسرى ستنتصر إرادة الشعب الفلسطيني.. عباس الجمعة

بصمود الأسرى ستنتصر إرادة الشعب الفلسطيني.. عباس الجمعة

  عندما نقف أمام صمود الأسرى والأسيرات، نقف وقفة شموخ واعتزاز، فكيف لا وهم يكتبون بصمودهم وتضحياتهم إرادة سوف تنتصر على السجان، نعم يقف عدنان خضر شامخاً مضرباً عن الطعام، بينما يقف القائد الوطني الكبير أحمد سعدات مهدداً بأنه في حال استمرار منع زيارته سيعلن الإضراب عن الطعام،

ونحن هنا نسجّل لكل الأسرى الذين خاضوا ويخوضون معركة الأمعاء الخاوية أن إرادتكم وصمودكم ستنتصر على السجان والاحتلال الصهيوني، ومن خلالكم ستنتصر إرادة الشعب الفلسطيني.

لقد عمدت دولة الاحتلال الإسرائيلية ومنذ الأيام الأولى للاحتلال أن تجعل من السجون أداة لقمع الشعب الفلسطيني وإسكات صوته المنادي بالحرية وتكبيل حركته في سبيل الحرية والاستقلال وجعلت من السجون عقاباً جماعياً للشعب الفلسطيني واليوم يقبع في سجون الاحتلال الصهيوني أكثر من ستة آلاف أسير وأسيرة محكومين بشتى الأحكام التعسفية وأقسى وأبشع أشكال التعذيب والتنكيل بهدف إحداث هزيمة نفسية لهؤلاء المناضلين وكسر إرادتهم، بينهم العشرات من الأطفال الذين لم يتجاوزوا سنّ الخامسة عشر.

من هنا نرى أن دولة الاحتلال لا تسجن هذا العدد من الأسرى وحسب بل أنها في حقيقة الأمر تسجن الشعب الفلسطيني  وتمنعه من أبسط حقوقه في الغذاء والدواء وأن ما يحدث في الضفة والقدس وغزة وصمة عار في جبين العرب وجبين الإنسانية، فالاحتلال الإسرائيلي حوّل فلسطين إلى سجن كبير، ورغم كل ذلك فإن شعبنا الفلسطيني عصيّ على الترويض والهزيمة والانكسار.

إن إضراب الأسير عدنان خضر ومواقف القائد الوطني الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات ورفاقه الأسرى والأسيرات الذين يقبعون في سجون الاحتلال، يواجهون رسالة إلى جلاوزة "إسرائيل" الذين لم ولن يستوعبوا الدرس الفلسطييني، هذا الدرس الذي يؤكد كل يوم بأن شعبنا الفلسطيني عصيّ على الترويض وعصيّ على الهزيمة والانكسار بل أكثر من ذلك فإن المناضلين الفلسطينيين أسرى الحرية والاستقلال حوّلوا سجون الاحتلال وبالرغم من كل قساوة ظروفها إلى مدارس وجامعات خرّجت الآلاف من الثوريين، وهذا ليس محض كلام بل واقع فعلي، وخاصة أننا نرى أسرى الحرية المفرج عنهم  خرجوا من السجون وكأنهم تخرجوا من أرقى المعاهد الثورية وما أدلّ على ذلك هو تفاعلهم اليومي مع قضايا شعبهم كافة.

ونحن نؤكد بأن أسرى الحرية التي ننادي بحريتهم وحريتنا، نقول لهم إن الشهيد القائد الأسير الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية الذي اغتيل في سجون الاحتلال الأمريكي في العراق، قال كل ما نقدّمه لا يساوي قطرة دم تسال من طفل فلسطيني.

 نعم من هنا نقف إلى جانب الحركة الأسيرة ونقف إلى عدنان خضر وأحمد سعدات ومروان البروغوثي وفؤاد الشوبكي وكل الأسرى والأسيرات، ونحن نعلم أن الإضراب عن الطعام، يحتاج لكل مكامن الصبر والعزيمة  كي ينتصر على عسف جلاده.

وفي ظل هذه الظروف يسجل عدنان خضر وإخوانه الأسرى وأخواته الأسيرات الذين ما يزالون في غياهب السجون ملحمة الصمود التي تأتي ضمن ما سجّله مناضلون فلسطينيون على امتداد مسار الكفاح الوطني الفلسطيني، ومع ذلك، فإن ما سجّله الأسير المحرر محمد التاج الذي قارع الاحتلال وتحدى قراراته التعسفية رغم مرضه إلا تأكيداً على مسيرة إعادة الاعتبار لقضية الأسرى بمضمونيها السياسي والإنساني الاجتماعي.

لقد خاضت الحركة الفلسطينية الأسيرة نضالات مريرة من أجل أنسنة ظروف الاعتقال وفي مقدمة أشكال نضالها الإضرابات الجماعية والفردية عن الطعام مترافقة مع حملات تضامن فلسطينية واسعة على الصعيدين السياسي والشعبي ونجحت الحالة الفلسطينية في عدد من المحطات في استقطاب دعم وتضامن دوليين على المستوى الحقوقي والقانوني.

لقد كان من شأن الانتساب إلى هذه المؤسسات والهيئات أن تكون قضية الأسرى برسم المجتمع الدولي وقوانينه عند الانضمام إلى اتفاقية جنيف الرابعة، التي تضع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين ضمن تعريف أسرى الحرب وما يؤدي إليه ذلك من انطباق مواد ومحددات الاتفاقية على أوضاع الأسرى الفلسطينيين، ويعني بالتالي من حق فلسطين الطلب من اللجان الحقوقية والقانونية أن تأخذ دورها تحت مظلة الأمم المتحدة من أجل الإضطلاع عن كثب على الأوضاع التي يعيشها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون والاستماع إلى مطالبهم وتظلماتهم.

لهذا نرى أن الزخم السياسي والشعبي في قضية الأسرى ممكن أن يعطي آفاقاً جديدة تتقطع مع الإنجازات التي حققتها الحركة الفلسطينية الأسيرة على امتداد السنوات الماضية.

وأمام كل ما يجري من أوضاع خطيرة في المنطقة هدفها إبعاد الشعوب العربية عن بوصلتها فلسطين حيث أن هناك أنظمة عربية لم تعد القضية المركزية من أولوياتها بل انتقلت للتنسيق والتعاون مع "إسرائيل"، والتي لم تعد ترى في "إسرائيل" العدو المركزي والأول للأمة العربية، وهناك دول عربية منشغلة بهمومها الذاتية وما تتعرّض له من عدوان وتدمير وحالة عدم إستقرار، بينما الشعب الفلسطيني يدفع فاتورة كل ذلك، مما يتطلب من الشعوب العربية وقواها الديمقراطية والتقدمية، التحرك، اليوم، باتجاه دعم الشعب الفلسطيني ونضاله ومقاومته الشعبية بكافة أشكالها، والعمل على وحدة القوى في بوتقة مقاومة عربية شاملة للمشاريع العدوانية الإمبريالية، الجديدة والقديمة المتجددة، وكذلك للمشاريع الإرهابية الرديفة التي تسعى، هي الأخرى، لتفتيت العالم العربي إلى دويلات طائفية ومذهبية وإثنية تبرر وجود الكيان الإسرائيلي ومطامحه التوسعية ودوره كقاعدة متقدمة للإمبريالية ولإرهاب الدولة في العالم العربي.

ما زال الشعب الفلسطيني بختزن من الطاقات والإمكانيات التي تخدم مشواره النضالي، وهذه الطاقات تعبّر عن إنسانيته وأخلاقه وحبّه لوطنه بعيدة عن الفئوية والحزبية، وهو يتطلع إلى قوى حركة التحرر ولتقدم في العالم إلى التضامن مع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وضد سياسات الاستيطان والتهجير، وذلك عبر كل أشكال التحرك، ودعم الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال.

صمود عدنان خضر وما يسجّله مع أخوانه الأسرى على امتداد مسار الكفاح الوطني الفلسطيني يمتاز بأنه يقارع سلطات الاحتلال ويتحدى قراراتها التعسفية بمطالب محددة، لتختتم المعركة بنزول الاحتلال عند مطالبه وتراجعها عن قراراتها وإجراءاتها.

 ختاماً: نحن على ثقة بأن وقوف جميع الأحرار الذين يؤمنون بأن قضة فلسطين وقضية الأسرى والأسيرات تشكل بوصلتهم لابد أن تصبح قضيتهم جميعاً أحزاباً وحكومات ومنظمات مجتمع مدني فهؤلاء الأسرى الأبطال مقاومون من أجل حرية أوطانهم ومقاومتهم مشروعة وفق الشرائع السماوية والوضعية والمواثيق الدولية مما يستدعي رفع الصوت حتى إطلاق سراحهم لأن حريتهم هي حرية فلسطين، وإن مقاومة الشعب  الفلسطيني ستستمر، مقاومة متعددة الأشكال والأساليب مستندة إلى وحدة وطنية حقيقية طال غيابها لابد أن تتحقق وبدعم عربي شعبي ورسمي حتى تتحرر فلسطين ويرتفع علمها فوق عاصمتها الأبدية القدس.