الرَّشاد عشب حولي يصل ارتفاعه إلى 40 سم، ساقه كثير التفرع، وأوراقه السفلية معلاقية مفصصة ريشية، والعلوية لاطئة تامة، وأزهاره غزيرة، بيضاء اللون، والثمار خردلية، والبذور ملساء صغيرة وبنّيّة إلى محمرة اللون.
يُطلَق عليه "الرَّشاد" في سورية، ومن أسمائه "الثفّاء" و"البقدونس الحاد"، قال عنه أبو حنيفة الدنيوري: "هذا هو الحب الذي يُتداوى به، وهو الشفاء الذي جاء في الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونباته يقال له "الحرف"، أو تسميه العامة "حب الرشاد"، والحديث ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "وماذا في الأمرين من الشفاء؟ الثفاء والصبر"، (رواه أبو داود في المراسيل).
يؤكل من غير طبخ، حيث تضاف أوراقه الغضة إلى السَّلَطات والحساء، ومع اللحوم والسمك كمادة شهية ومسهلة للهضم، يجب ألا يضاف إليه الملح، للاستفادة من خواصه الطبيعية.
تفيد مادة اليخضور الموجودة فيه لامتصاص الروائح من الجسم، كما أن أوراقه مدرّة للحليب عند المرضعات، وهو أكثر النباتات غنى بمادة اليود، وهذا ما يجعله سهل الهضم، كما يحتوي على الحديد والكبريت والكلس والفوسفور والمنغنيز والزرنيخ، وهو غني بالفيتامين "C"، وفيه نسبة قليلة من الفيتامين "أ" و"ب" و"PP" والكاروتين، وتدل دراسات حديثة على احتوائه عنصراً من المضادات الحيوية المبيدة للجراثيم.
كما أن الرَّشاد يليّن البطن، ويُخرج الدود، ويحرّك شهوة الجماع، وإذا طبخ مع الحساء أخرج الفضول من الصدر، وإذا تضمّد به مع الماء والملح أنضج الدمامل، وينفع الربو وعسر التنفس، وينقي الرئة ويدرّ الطمث، وإن شُرب منه بعد سحقه مع الماء الحار نفع لوجع القولون، وإذا سُحق وشرب نفع للبرص، وكذلك للصداع الذي يتسبب به البرد والبلغم.
وقال ابن القيم: قوته مثل قوة بزر الخردل، لذلك قد تسخن به أوجاع الورك المعروفة عند النساء، وأوجاع الرأس، ومفيد لمعالجة فقر الدم، وضد داء الحفر، ومهدئ، وخافض للضغط، ومنشط لحيوية بصيلات الشعر حيث تطبق عصارته على فروة الرأس لمنع تساقط الشعر، ولمعالجة التقرّحات الجلدية.
تؤخذ عصارة الأوراق بمقدار 60 - 150 غراماً مع الماء أو الحساء، لطرد الدود ومكافحة التسمم، ويُنصح بتناوله المصابون بالتعب والإعياء، والحوامل والمرضعات والمصابون بتحسس في الطرق التنفسية والجلدية كما في الأكزيما، وهو نافع للبواسير النازفة.
أما البذور فيُستعمل مغليها أو منقوعها أو مسحوقها لمعالجة الإسهال والأمراض الجلدية وتضخّم الطحال، ويُصنع كمادة من المسحوق كمسكّن لمعالجة آلام البطن والآلام الرئوية وغيرها.
ثبت علمياً أن الرَّشاد يحتوي على عناصر هامة من الحديد والفسفور والمنجنيز واليود والكالسيوم بدرجة عالية، لذلك هو فعّال في تفتيت الحصى والرمال، ومكافح للسرطان والروماتزم والسكري والسل، ويفيد تنقيه البول وطرد السموم من الجسم.
طريقة الاستعمال: كأس من مغلي الرشاد صباحاً ومساءً، ويضاف إليه العسل، يؤخد بجرعات متوسطة ولفترة محددة، فالمناسب هو ملعقة صغيرة في اليوم، لمدة 30 يوماً، وقد حض العلماء من كثرة استخدامه، سواء بزيادة حجم الجرعة عن ملعقة صغيرة من مطحون حب الرشاد، أو زيادة المدة.
يُنصح بعدم تناول الرشاد أثناء فترة الحمل، إنما يؤخذ بعد الولادة مباشرة، وبكميات لا تزيد على الجرعة المثالية، وهي ملعقة صغيرة، ولأيام لا تزيد على شهر كما مر، أما عن خطورة زيادة الجرعة، فتتمثل بأن حب الرشاد يحتوي على مركب "البنزايل أيزو تايوسيانيد"، والذي يعمل على تثبيط الأورام السرطانية في الحيوانات عموماً، ومنها الإنسان، فهو مادة مثبطة للبكتيريا والفطريات، لكن إذا أُخذ بكميات زائدة فإنه يسبب أمراض الغدة الدرقية، ولذلك فإن هذا المرض يكثر عند النساء عنه عند الرجال، لأن النساء يستخدمن حب الرشاد أكثر من الرجال، وربما بجرعات زائدة.