خرج مئات اللاجئين الفلسطينيين من مخيمات لبنان والنازحين من مخيمات سوريا، بعد ظهر اليوم الجمعة، في مسيرات حاشدة رفضاً لسياسات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".
وكانت الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية واللجان الشعبية والنازحين الفلسطينيين من سوريا، قد نظموا اعتصامات أمام مكاتب "الأونروا" في مختلف المناطق اللبنانية والمخيمات، احتجاجاً على تقليصات "الأونروا" الأخيرة.
فقد نُظم في العاصمة اللبنانية بيروت اعتصام أمام مكتب "الأونروا" في وطى المصيطبة، بحضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية واللجان الشعبية، رفعت خلال الأعلام الفلسطينية والشعارات التي تندد بسياسات "الأونروا".
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، محفوظ منور، أن "الشعب الفلسطيني وفصائله وقواه السياسية ترفض رفضاً قاطعاً الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الأونروا، لأنها تقطع الرمق عن أطفال ونساء مخيمات سوريا الذين هم بأمسّ الحاجة إلى هذه الخدمات".
وأضاف: "هذا الموقف هو رفض كلّي لهذه الإجراءات التي من شأنها إقفال وكالة الأونروا، وهذا أمر خطير كونها المؤسسة الوحيدة التي تثبّت حق عودة اللاجئين في الشتات".
ووجهت الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية واللجان الشعبية في مخيمات بيروت، باسم الشعب الفلسطيني والنازحين الفلسطينيين من سوريا مذكرة إلى "الأونروا" عبر مدير منطقة لبنان الوسطى، محمد خالد، طالبت فيها: التراجع الفوري عن الإجراءات الأخيرة في التخفيضات التي اتخذتها إدارة الأونروا في لبنان، والتحرك السريع نحو المجتمع الدولي والدول المانحة للإلتزام بتعهداتها المالية، كما طالبة الحكومة اللبنانية بالتحرك لتدارك الأخطار وتداعيات التقليص ومطالبة الدول المانحة في تحمّل مسؤولياتها.
وأكدت المذكرة على التمسك بحق العودة ورفض التوطين التهجير، وبقاء "الأونروا" في تقديم خدماتها، ووقف وتجميد الإجراءات بحق تجمّع جلّ البحر ومخيم القاسمية، وتأمين الأموال لاستكمال إعمار مخيم نهر البارد، والالتزام بمعالجة مشاكل النازحين من مخيمات سوريا، وأخيراً دعت المذكرة الجماهير الفلسطينية إلى التحرك السلمي في كل المخيمات لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني.
كما نظمت اللجان الشعبية الفلسطينية في منطقة صيدا ومخيماتها جنوبي لبنان، ولجنة متابعة النازحين الفلسطينيين من سوريا إعتصاماً، أمام مكتب مدير خدمات "الأونروا" في صيدا، إستنكاراً لسياسة وكالة الغوث الجديدة، والتهرب من مسؤولياتها القانونية والإنسانية.
وفي منطقة صور في الجنوب، نظمت اللجان العليا والشعبية والأهلية اعتصاماً، أمام مكتب مدير "الأونروا"، إستنكاراً لتقليصات "الأونروا".
وطالب أمين سر اللجان الشعبية في صور، خليل نصار، باسم المعتصمين، "الاستمرار بتأمين بدل الإيواء والطعام والإستشفاء للنازحين لحين إنتهاء أزمتهم، وتحمّل القسم القانوني في "الأونروا" لمسؤولياته في توفير الحماية القانونية، وحلّ مشكلة الإقامات للنازحين، ونفقات تجديدها، وعدم المسّ بالخدمات الأساسية، وعدم وقف التوظيف أو التخلي عن الموظفين وإنهاء عقودهم، وإطلاق المناشدات الإنسانية للدول المانحة، والسعي الجاد لتأمين التمويل الكافي لجميع القطاعات، والعمل على ترشيد إنفاقها".
وسلم نصّار مذكرة بالمطالب إلى مدير "الأونروا" في منطقة صور، فوزي كساب.
واعتصم العشرات من أبناء مخيمي البارد والبداوي والنازحين الفلسطينيين من سوريا، أمام مكتب "الأونروا" في منطقة طرابلس شمالي لبنان، بدعوة من الفصائل الفلسطينية في الشمال واللجنة الشعبية وخلية الأزمة، استنكاراً لتقليصات "الأونروا" وللمطالبة باستكمال إعمار مخيم نهر البارد.
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بسام موعد: "أن معركة الحقوق مع الأونروا تبدو طويلة، وقد عودتنا على عدم الاستجابة إلاّ بالضغط، فحقوق نازحي البارد ومخيمات سوريا لا تراجع عنها".
وقال: "اليوم الأونروا تجمّد التوظيف، وربما غداً تقلص الوظائف والموظفين، لذلك لابد من توحيد الجهود أمام الاستهداف السياسي لقضية اللاجئين من بوابة الأونروا".
وأوفد مدير "الأونروا" في الشمال نائبته للإستماع إلى المعتصمين، حيث قام الأهالي بتسليمها مذكرة إحتجاج ضد الوكالة.