يصادف اليوم الـ17 من نيسان/ إبريل الذكرى الـ11 لاستشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أحد قادة ومؤسسي حركة حماس..
ولادته
ولد عبد العزيز علي الرنتيسي في 23/10/1947 في قرية يبنا بين عسقلان و يافا المحتلتين عام 1948. ولجأت أسرته بعد نكبة 48 إلى قطاع غزة، حيث استقرت في مخيم خان يونس للاجئين جنوبي قطاع غزة وكان عمره حينها 6 أشهر فقط، هذا ونشأ الرنتيسي بين 9 أخوة شبان وأختين.
تعليمه
التحق الرنتيسي وهو في الـ6 من عمره بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا"، واضطر للعمل وهو في هذا العمر، ليساهم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمرّ بظروف اقتتصادية صعبة للغاية. هذا وأنهى الرنتيسي دراسته الثانوية في العام 1965 في غزة ليتابع تعليمه الجامعي في مصر ويتخرّج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972، كما نال منها لاحقا درجة الماجستير في طب الأطفال.
عائلته
متزوج و أب لـ6 أطفال هما ولدان و 4 بنات.
عمله
عمل الرنتيسي طبيبا مقيما داخل مستشفى ناصر وهو المركز الطبي الرئيسي في خانيونس عام 1976.
ثم شغل الدكتور عدة مواقع في العمل العام منها: عضوية هيئة إدارية في المجمّع الإسلامي والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة و الهلال الأحمر الفلسطيني .
هذا وعمل في الجامعة الإسلامية بغزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً يدرس مساقات في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات.
تاريخه واعتقاله
اعتقل الرنتسي في عام 1983 بسبب رفضه دفع الضرائب لسلطات الاحتلال.
هذا وأسّس مع مجموعة من طلاب الحركة الإسلامية في قطاع غزة تنظيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القطاع عام 1987، وكان أول من اعتقل من قادة الحركة بعد مساهمة حركته بإشعال الانتفاضة الفلسطينية الأولى في الـ9 من ديسمبر/ كانون أول 1987، ففي 15/1/1988 جرى اعتقاله لمدة 21 يوماً بعد عراك بالأيدي بينه وبين جنود الاحتلال الذين أرادوا اقتحام غرفة نومه، فاشتبك معهم لصدّهم عن الغرفة، فاعتقلوه دون أن يتمكنوا من دخول الغرفة.
وبعد شهر من الإفراج عنه، اعتقل مجددا بتاريخ 4/2/1988 حيث ظلّ محتجزا في معتقلات الاحتلال لمدة عامين ونصف، ووجهت له تهمة المشاركة في تأسيس و قيادة حماس وصياغة المنشور الأول للانتفاضة داخل صفوف الحركة، بينما لم يعترف في التحقيق بشيء من ذلك وقرر الاحتلال تطبيق ما يسمى بقانون "تامير" عليه ليفرج عنه 4/9/1990. هذا اعتقل مرة ثالثة في 14/12/1990 و ظلّ رهن الاعتقال الإداري مدة عام.
وبتاريخ 17/12/1992 أبعد الشهيد الرنتيسي مع 400 آخرين من كوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى جنوبي لبنان، حيث برز كناطق رسمي باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة بمنطقة مرج الزهور، لإرغام كيان الاحتلال على إعادتهم إلى فلسطين المحتلة، و نجحوا في كسر قرار الإبعاد و العودة إلى أرض الوطن.
وعاد الاحتلال لاعتقاله فور عودته من مرج الزهور حيث ظل رهن الاعتقال حتى العام 1997. وبعد الإفراج عنه حاولت السلطة الفلسطينية اعتقاله مرتين غير أنها فشلت بسبب حماية حشود كبيرة الأهالي لمنزله في قطاع غزة.
في الأسر
وفي معتقلات الاحتلال، تمكن الدكتور الرنتيسي من إتمام حفظ القرآن الكريم في العام 1990، وكان حينها في زنزانة واحدة مع الشيخ الشهيد أحمد ياسين مؤسس حركة حماس. وللرنتيسي قصائد تعبر عن روحه الوطنية العالية، كما إنه كاتب مقالة سياسية كانت تنشرها عشرات الصحف.
كان الاحتلال يتعمد عزل الرنتيسي عن بقية الأسرى خوفا من نشاطه المقاوم ودوره الكبير في تحفيز الكوادر الفلسطينية ضد الاحتلال بمختلف الطرق الممكنة.
محاولات الاغتيال
في الـ10 من حزيران/ يونيو 2003 نجا الرنتسي من محاولة اغتيال نفذتها قوات الاحتلال وذلك في هجوم شنته طائرات مروحية على سيارته، حيث استشهد أحد مرافقيه وعدد من المارة بينهم طفلة صغيرة.
وفي الـ24 من آذار/ مارس 2004، و بعد يومين من اغتيال الشيخ ياسين، اختير الدكتور الرنتيسي زعيما لحركة حماس في قطاع غزة، خلفا للزعيم الروحي للحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين.
استشهاده
استشهد الدكتور الرنتيسي مع 2 من مرافقيه في 17 نيسان/ إبريل 2004، أي في مثل هذا اليوم قبل 11 عاما، بعد أن قصفت طائرات الأباتشي "الإسرائيلية" سيارة كان يستقلها في مدينة غزة، ليختم حياته الحافلة بمقاومة المحتل شهيدا مدافعا عن حقوق شعبه الفلسطيني.