يلف الغموض مصير مخيم اليرموك جنوبي العاصمة السورية دمشق في ظل تجدد الاشتباكات العنيفة لليوم الثاني على التوالي بين مسلحي تنظيم "داعش" من جهة، وكتيبة "أكناف بيت المقدس" ومسلحي المعارضة من جهة أخرى، بعد محاولة "داعش" الاستيلاء على المخيم..
وأفادت مصادر محلية فلسطينية، أن عشرات المدنيين أصيبوا بشظايا القذائف العشوائية داخل المخيم، كما استشهد استشهد 8 لاجئين عرف منهم الشهيدان جمال خليفة وعبد اللطيف الريماوي وهما من الكوادر الإغاثية العاملة في المؤسسات الخيرية باليرموك، والشهيد محمد صالح عيسى واستشهدوا جميعهم بشظايا القذائف. في حين ارتقى الحاج محمد خير تميم برصاص القنص في أحد أحياء المخيم.
ويأتي اقتحام تنظيم داعش للمخيم مع اقتراب حل فيه، وبعد أسبوعين فقط من طرح مبادرة جديدة لتحييده عن الصراع الدائر في سوريا، وانتظار موعد للتوقيع عليها بين كل من منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة السورية والمسلحين داخل اليرموك.
وكان التنظيم اقتحم يوم أمس كلا من شارع الـ15 ومحيط جامع فلسطين وشارع الـ30 أمس الأربعاء.
هذا وشهدت تلك المناطق اشتباكات عنيفة بين أكناف بيت المقدس وتنظيم داعش، بالإضافة لمعارك عنيفة أخرى في منطقة الأهرام جنوبي المخيم، وفي محيط مؤسسة الكهرباء على شارع اليرموك الرئيسي.
وذكرت مصادر محلية في اليرموك، أن كتيبة الأكناف طلبت تعزيزات عسكرية من مسلحي يلدا وببيلا المجاورتين، وهو ما مكّنها من استرجاع محيط جامع فلسطين، كما أجبر عناصر داعش على الانسحاب من حي العروبة باتجاه الحجر الأسود حيث معقل التنظيم.
من جهته، قال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق، السفير أنور عبد الهادي: "إن مقاتلي داعش انكفؤوا إلى محيط المخيم".
بدورها، طالبت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا" الأطراف كافة باحترام التزاماتها داخل المخيم لحماية المدنيين القاطنين فيه، وأعربت عن قلقها البالغ على سلامة المدنيين الفلسطينيين باليرموك والذين يقدر عددهم بـ18 ألف شخص بينهم حوالي 5 آلاف طفل. داعية الأطراف لوقف القتال كي تتمكن من تقديم المساعدات الغذائية والطبية للسكان المحاصرين.