تزامناً مع تهديدات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للفلسطينين وعشية الانتخابات المرتقبة لكنيست الاحتلال صعد عدد من المستوطنين اعتداءاتهم العنصرية على المقدسات ودور العبادة الإسلامية والمسيحية في القدس والضفة الغربية المحتلتين.
وأوضحت مصادر مطلعة، عن نية رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو اقتحام الحرام الإبراهيمي في الخليل، وتصريحاته العدوانية الأخيرة، لتعزيز دعايته الانتخابية وليصنع ورقة رابحة في انتخاباته.
اعتداءات المستوطنين على المقدسات الإسلامية والمسيحية
ليس آخر اعتداءات المستوطنين فجر اليوم الخميس، الـ 26 من شباط /فبراير من العام الجاري حيث أحرقت مجموعة من المستوطنين جزءأ من كنيسة "دور متسيون" المقامة غربي مدينة القدس المحتلة وخطوا شعارات معادية للديانة المسيحية وأخرى مسيئة للنبي عيسى عليه السلام، و من بين هذه الشعارات عبارة " تدفيع الثمن"، وهي عبارة تستخدما الجماعات الاستيطانية بعد تنفيذها هجمات ضد الفلسطينيين ومقدساتهم.
هذا وكانت جماعة استيطانية أحرقت قبل يوم واحد مسجد "الهدى" بقرية الجبعة غرب مدينة بيت لحم بالضفة المحتلة، كما خطت أيضا شعارات على جدرانه تدعوا الى قتل العرب والمسلمين، وذلك عشية ذكرى مذبحة المسجد الإبراهيمي الشريف في الخليل.
فضلا عن ذلك اقدمت محموعة من المستوطنين على انتهاك حرمات المدارس وقامت بخط شعارات عنصرية، صباح اليوم الخميس، ضد الفلسطينيين والمسلمين على جدران مدرسة "عوريف" في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، حيث أفادت مصادر فلسطينية ان عددا من المستوطنين قدموا من مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي المدينة وخطوا شعارات عنصرية مثل "الموت للعرب" والنجمة السداسية على جدران مدرسة عوريف للبنين.
المواقف من الاعتداءات على المقدسات
مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين، دان اعتداءا المستوطنين على المقدسات، وقال انها تأتي في إطار سياسة مبرمجة تهدف إلى تأجيج الصراع، كما انهخا تظهر مدى الاستهتار بالقيم الدينية والإنسانية للآخرين، وأكد سماحته أن المساجد في فلسطين تتعرض لحملات شرسة من قبل سلطات الاحتلال ومستوطنيها، منوهاً إلى أن الأديان السماوية تحرم الاعتداء على أماكن العبادة، وتنأى بها عن الصراعات الدائرة .
ووصف المفتي حسين ما تقوم به الجماعات الاستيطانية بسياسة الأرض المحروقة ضد المقدسات وأماكن العبادة، محملاً سلطات الاحتلال عواقب مثل هذه الاستفزازات.
بدورها قالت حركة الجهاد الإسلامي أن الإرهاب اليهودي لاينفك عن سياسة استهداف المقدسات ودور العبادة، في إطار الحرب المسعورة، التي تستهدف العقيدة والوجود الإسلامي على أرض فلسطين المباركة.
وامام انتهاكات المستوطنين المتواصلة ضد دور العبادة والمقدسات، دعت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث الى ضرورة أخذ الحيطة والحذر والتنبه الى مثل هذه الأعمال الاجرامية، محملة الاحتلال الاسرائيلي وحكومته مسؤولية هذه الجرائم.
وفي هذا السياق، دان الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى، قيام المستوطنين بإحراق كنيسة في القدس المحتلة، واصفا انتهاكات المستوطنين على المقدسات الإسلامية والمسيحية، دليل على همجية ووحشية الاحتلال ومستوطنيه.
حنا عيسى، الخبير في القانون الدولي، قال أن حرق الكنيسة من قبل المستوطنين يتناقض مع المادة 53 من بروتوكول جنيف الأول لعام 1977، والتي تنصّ صراحة على حظر "الأعمال العدائية الموجهة ضد أماكن العبادة، التي تشكل التراث الثقافي والروحي للشعوب".
انتهاكات الاحتلال وتاريخه الهمجي
من هنا لا بد من الاشارة الى ان الاحتلال الاسرائيلي ومنذ نشأته اعتمد سياسة الابارتهايد، قلا ينسى أحدا مجزرة الحرم الإبراهيمي التي ارتكبت في شباط فبراير من العام 1994، ونفذها المستوطن باروخ جولدشتاين بتوجيه ودعم من سلطات الاحتلال حيث أطلق النار على المصلين المسلمين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم الصلاة وقتل 29 مصلياً وجرح أكثر من 150 .
ويذكر من هذه الاعتداءات أيضاً إقدام مستوطنين على إحراق مسجد عكاشة غربي القدس، ومسجد في قرية المغير في محافظة رام الله وغيرها من الاعتداءات على مساجد وكنائس وكتابة شعارات عنصرية ضد العرب والمسلمين والنبي الكريم، هذا فضلا عن تحويل الاحتلال الاسرائيلي عددا من المساجد التاريخية والاثرية في فلسطين المحتلة الى حظائر وملاه ليلية.