أكدت الدكتورة حنان عشراوي، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، في مقابلة مع "ميدل إيست آي"، إن "إسرائيل ما فتئت تستهدف المقدسيين بشكل منتظم، واضعة إياهم تحت حصار مضاعف ثلاثة أضعاف، إلى أن وصلت الأمور في المدينة إلى وضع لا يحتمل".
وقالت "من الأخطاء القاتلة في اتفاقية إعلان المبادئ (اتفاق أوسلو) أن هذا الاتفاق ترك المقدسين تحت رحمة "إسرائيل"، ثم بعد ذلك سمح المجتمع الدولي لـ"إسرائيل" بمعاملة المقدسيين بصفة مواطنين في المدينة لدى "إسرائيل" كامل الصلاحيات بالتصرف بأنفسهم وبأراضيهم وبمواردهم. إلا أن "إسرائيل"، ومنذ اليوم الأول، عاملت القدس كما لو كانت قد ضُمت بحكم الأمر الواقع، وذلك حتى قبل أن يقوموا بضمها فعلياً من "الناحية القانونية". وبدأ "الإسرائيليون" في وقت مبكر بممارسة سياسة منتظمة من التطهير العرقي، فغيروا بشكل جذري معالم المدينة تاريخاً وثقافة. وبات الحصار والتقسيم هو ديدن السياسة "الإسرائيلية" يطبق في القدس كما يطبق في الضفة الغربية، حيث يقومون بفرض الحصار والتحكم بالمعابر دخولاً وخروجاً، ثم بعد ذلك يفتتونها تفتيتاً كاملاً من الداخل".
وأضافت أن كيان الاحتلال "قام بزرع المستوطنات والمستوطنين داخل القدس، ثم أحاطوها بـ3 دوائر، وبذلك أصبح الحصار ثلاثياً: المستوطنات التي أنشئت في وقت مبكر، ونقاط التفتيش العسكرية وجدار الفصل العنصري، ما حوّل القدس إلى مكان يحظر على كل فلسطيني لا يحمل هوية مقدسية الوصول إليه. وهذا يعني أن "إسرائيل" نجحت في سحب القدس تماماً من قلب فلسطين من حيث الوحدة الترابية، ومن حيث التركيبة السكانية ومن حيث إمكانية الوصول إليها ومن حيث الثقافة ومن حيث المؤسسات. ورحم الله أياماً كانت مستشفيات ومدارس القدس في خدمة كل فلسطين".
كما انتقدت عشراوي كلاً من فتح وحماس: "أنت بحاجة لأن تتوصل إلى اتفاق حول كيفية فتح النظام وإتاحة المجال أمام الشباب. فالمشكلة هي أنك قد تواجه في الغد ثورة تؤدي إلى استلام الشباب لمقاليد الأمور، وأنا لا أمانع في ذلك شخصياً. بل أعتقد أنه يجب علينا أن نسمح بذلك. ولكنهم سيرثون وضعاً مأساوياً يستحيل التعامل معه".
وقالت إن حكومة الوفاق الوطني غير فاعلة وأنه لا فتح ولا حماس تبذلان جهداً لحل الإشكال. وأضافت أن كل فلسطين تعاني بسبب الانقسام بين فتح وحماس.