تناولت بعض الصحف العبرية اليوم، تمكن كيان الاحتلال من دفع القاضي الكندي "وليام شاباس" للاستقالة من لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في حرب غزة، فيما تصادف هذه الأيام ذكرى مرور نصف عام على تلك الحرب التي ارتكب فيها جيش الاحتلال جرائم، قالت تلك الصحف بأنها "أكبر من أن تخفيها إسرائيل باستبدال قاض بآخر".
فقد كتب "جدعون ليفي" في صحيفة "هآرتس" العبرية مقالاً قال فيه: "ها قد حققنا إنجازاً سياسيا هاماً: نجحت "إسرائيل" في دفع البروفيسور الكندي القاضي وليام شاباس للتقاعد من رئاسة لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في حرب غزة". وأضاف: "يلزم أن يتوفر مستوى عال من الوقاحة والغطرسة كي نفتش كلما حدث ذلك، في ماضي منتقدي "إسرائيل" بهدف القضاء على سمعتهم، وهو ما حدث سابقاً مع ريتشارد غولدستون، فقط لكونهم تجرأوا على توجيه النقد لإسرائيل".
وقال: "من وجهة نظر "إسرائيل"، لا وجود لأشخاص ذوي ضمير ممن صدموا بحق واستقامة من أفعالها.. ولا وجود لرجال قانون أو لباحثين عن العدل، أو مجرد أشخاص عاديين، ممن صدموا مما فعلت "إسرائيل" في الصيف الماضي في قطاع غزة. إذا حدث ذلك – فهم إما لا ساميين، أو مأجورين من قبل منظمة التحرير. لا وجود لاحتمال آخر". "لكن في هذا الشأن بالذات الحقيقة عكس ذلك: أولئك الذين لم يُصدموا، هم الجديرون بتحطيم سمعتهم، للنبش في ماضيهم وللإدانة. أو أنهم يعيشون حياة العميان، بالرفض والقهر، أو أن مستويات القيم الإخلاقية لديهم مشوهة وعرجاء من أساسها".
وتابع: "مما فعل الجيش الإسرائيلي في غزة لم يكن ممكناً سوى الشعور بالصدمة – إلا إذا كنت مدعياً، كاذباً او عنصرياً. وبشكل عام، ليس ممكناً أن تكون مؤيداً لإسرائيل بالنظر إلى ما تفعله بالفلسطينيين. وكذلك ليس ممكناً أن تكون خبيراً في القانون الدولي ومناصراً في ذات الوقت لأفعالها. خطيئة شاباس أنه لم يكن كذلك. يحق له أن يفتخر بذلك".
أما "تسفي برئيل" فكتب كذلك في الصحيفة ذاتها حول الحرب الأخيرة على قطاع غزة، قائلاً: "سكان غزة منغرزون بالكامل بين الجدران في حالة من الجوع وانعدام المسكن، وآمالهم بالمساعدات الدولية قد تبخرت".
وتابع: "أكثر من 20 ألف شخص، من بين 450 ألف ممن اقتلعوا من بيوتهم، ما زالوا يسكنون في المدارس وأماكن ملجأ أخرى نظمتها وكالة الغوث للاجئين الفلسطينين (الأونروا) لصالح السكان الذين اضطروا لمغادرة بيوتهم في أعقاب الحرب، إما خوفاً من القصف الإسرائيلي أو بسبب قصف بيوتهم..".
أما "أسرة تحرير هآرتس" فذكرت فيما يتعلق باستقالة القاضي "شاباس" وادعاء علاقته المسبقة بالسلطة الفلسطينية: " لقد رفضت "إسرائيل" التعاون مع اللجنة من قبل أن تعرف عن العلاقة التي كانت بين شاباس والسلطة الفلسطينية. والآن، ما أن أزيلت العلة في تشكيلة اللجنة، فهل ستوافق "إسرائيل" على التعاون مع اللجنة؟ يبدو أن لا. فحسب ادعائها المحمّل بالتناقضات، فإن استقالة شاباس تدل على تحيز اللجنة..".
وتبقى الإشارة أخيراً إلى أن مساعي كيان الاحتلال لا تقف عند حدود استقالة "شاباس" أو غيره من القضاة في لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في حرب غزة، ولكن في إمكانية العمل على إلغاء تقرير اللجنة ككل، وكذلك في احتمال صد أي إمكانية في المستقبل لتقديم شكاوى وقضايا فلسطينية في المحافل الدولية ضد جرائم حرب وانتهاكات ارتكبها كيان الاحتلال.
موقع فضائية فلسطين اليوم