تناولت بعض الصحف المحلية والعربية أبعاد الحكم المصري الأخير بإدراج كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) على ما يسمى قائمة "الإرهاب"..
فتحت عنوان: النظام المصري يغطي فشله باتهام "القسام"..!!.. كتب الأستاذ عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، مقالاً تناول فيه خلفيات القرار، قائلاً:
"..حتى يغطي النظام المصري عجزه ويبرر فشله في سيناء عمد إلى اتهام كتائب القسام بأنها هي التي تدبر وتخطط وتنفذ الهجمات ضد الجنود المصريين في سيناء. ويقوم الإعلام المصري بالترويج لهذا الاتهام وشنّ حملات إعلامية واسعة ضد الفلسطينيين وبالتحديد ضد المقاومة الفلسطينية. أما المحكمة المستعجلة فلم تقدم أدلة بتاتاً على تورط كتائب القسام في سيناء، وهي فقط اعتمدت على هلوسات ضباط وسياسيين مصريين. وإذا كانت هناك أدلة وبينات فإن المحكمة مدعوة لعرضها لكي نتمكن نحن أبناء شعب فلسطين من بلورة موقف من القسام. نحن لا نقبل ولا يمكن أن نقبل توجيه البندقية الفلسطينية ضد إخواننا المصريين، ولا نقبل أيضاً أن تكال التهم جزافاً ضد البندقية الفلسطينية الشريفة والمجاهدة. لا يوجد فلسطيني يمكن أن يفكر بقتل مصري سواء كان مدنياً أو عسكرياً، ومن عجز عن تحقيق أهدافه عليه أن يواجه شعبه بالحقيقه لا أن يلقي بفشله على الآخرين. نحن نريد الإبقاء على أواصر المحبة والتعاون مع شعب مصر العظيم، ونكره أن تتولد الضغائن والأحقاد بيننا. نحن ننتمي إلى أمة واحدة، وشركاء في السراء والضراء، ولا يجوز للنظام المصري أن يتصرف بهذه البهلوانية التي ستعود بالضرر الكبير على العلاقات الأخوية والتاريخية بين الشعبين المرتبطين عضوياً بعضهما ببعض.
كتائب القسام تشكل العمود الفقري للمقاومة الفلسطينية، وهي التي تمكنت في حروب ثلاث بالتعاون مع مختلف قوى المقاومة في غزة أن تفشل الاعتداءات الإسرائيلية ولقنت العدو الصهيوني دروساً قاسية. كتائب القسام هي التي تقف تدافع عن شرف الشعب الفسطيني وشرف الأمة العربية بعد أن ركعت دول عربية أمام "إسرائيل" ورفعت علم الصهاينة على عواصمها. وكتائب القسام هي التي هزمت جيش "إسرائيل" البري في حرب عام 2014. الجيش الصهيوني لم يصمد أمام المقاومة الفلسطينية يوماً واحداً واضطر إلى الهروب من قطاع غزة تحت ضغط العمليات العسكرية القسامية الناجة والعبقرية دون تحقيق أي إنجاز".
*** *** ***
وتحت عنوان: لماذا القسام؟ لماذا الآن؟ أوردت الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر مقالاً لها تناولت فيه أبعاد اتهام القسام، جاء فيه:
"صحيح أن سؤال (لماذا الآن) لا يبدو مهماً إذا ما طرح بين يدي حدث أو تطور متوقع، لكنه في بعض الأحيان يضيء زاوية في خضم محاولات تفسير وفهم الدور الوظيفي لكيان ما على الساحة"..
.."قرار القضاء المصري هو حلقة في سلسلة إجراءات عديدة تستهدف مسار المقاومة وتشترك في إنفاذها أطراف عدة من بينها الاحتلال...".. "في كل الأحوال من الواضح أن واقع غزة ليس في طريقه للانفراج، وفيما تبتعد وتغيب إمكانات التسوية تحل مكانها لغة العداء المطلق دون الإبقاء على (شعرة معاوية) بين غزة والنظام المصري...".
.."يمكن أن نتوقّع ارتفاع موجة التحريض ضد حماس والمقاومة في غزة مع تزايد توتّر الأوضاع في سيناء، وذلك بهدف تسخين المزاج العام وتحريضه ضد غزة ليكون ممكناً اتخاذ أية خطوة ضدها...".
"بقي أن نقول كذلك إن كلمة السر في حضور كتائب القسام الكثيف في واقع القضية، وفي عداء شياطين الأرض لها، ليست في كونها فقط تشكيلاً مسلّحا يقاوم الاحتلال الصهيوني، بل في حسن إعدادها وجودة إنتاجها من الرجال والعتاد والإنجازات، وفي كونها تمثّل حالة قائمة بذاتها فكرياً وعسكريا، تُحتذى وتُحاكى ولا تنقاد، ويستحيل إخضاعها أو تأجير بنادقها أو إلحاقها بحالة أخرى...".
*** *** ***
كما تناول الكاتب إياد القرا أبعاد قرار المحكمة في مقال له تحت عنوان "فجور وعداء"، جاء فيه:
"يواصل جزء من الإعلام المصري وصلات الردح ضد الشعب الفلسطيني ويخص غزة، ضمن سياسة الهجمات المتتالية لتصدير الأزمة الداخلية ويستخدم أدوات فلسطينية يستند عليها في عدائه وشيطنته للفلسطيني وغزة.
العداء والفجور الذي يزدحم به الإعلام المصري مستنداً على معلومات مغلوطة تنم على جهل بتاريخ القضية الفلسطينية وشخصياتها ورموزها ويجافي حقيقة العلاقات التاريخية الفلسطينية المصرية"..
.."تناسى مصدر القرار ومن يقود ويغذي الحملة المعادية أنه يمس رمزاً فلسطينياً وعربياً وإسلامياً يتمثل في كتائب القسام التي تمثل رأس الحربة في مقاومة الاحتلال، وقد أقرّ الاحتلال أنه يواجه جيشاً منظماً ومقاتلاً شرساً يصعب السيطرة عليه أو ترويضه، وأن عقيدتهم القتالية قائمة على مقاتلة الاحتلال".
"...من يقف خلف حملة العداء لا يعي عظم الخدمة التي يقدمها للاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر والتأثير الذي يتركه جراء المس بالمقدسات التي تم بناؤها في الوعي الجمعي العربي بوجود مقاومة فلسطينية واعية راشدة حافظت على هويتها الفلسطينية وجندت الشعوب العربية والإسلامية خلفها، ووجهت ضربات قاصمة للاحتلال هزت صورة الاحتلال وحطمت مقدساته.
رد فعل الجمهور الفلسطيني يظهر أن كافة محاولات المس بالمقاومة ستفشل وستُرَدُ سلباً على من يقف خلفها وستعري كافة الأطراف التي تقف خلفها".
*** *** ***
بدورها أشارت صحيفة القدس الفلسطينية، بأنه "يجب البحث عن مخرج للازمة المتفاقمة بين مصر وحماس"، وتابعت: "تصاعدت الأزمة بشكل كبير للغاية بين حركة حماس ومصر بعد أن صنفت محكمة مصرية كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، منظمة إرهابية واعتبار كل من ينضم إليها إرهابياً، وقد يترتب على ذلك ملاحقات قضائية ومصادرة أموال واعتقالات، بالإضافة إلى التداعيات السياسية الخطيرة في العلاقات والتعامل ليس مع حماس فقط ولكن مع قطاع غزة ككل حيث تسيطر حماس".
"..تشنّ وسائل إعلام مصرية كثيرة حملة تحريض ظالمة ضد حماس، وقد تشكل ما يشبه الرأي العام المصري المعارض ليس لحماس فقط ولكن للفلسطينيين عموماً، وبالدرجة الأولى قطاع غزة، حيث تغلق مصر معبر رفح بشكل دائم تقريباً، وقد هدمت مباني عديدة لإقامة منطقة عازلة مع غزة كلها، حيث أن الاتهامات المصرية لحركة حماس ليست جديدة ولا هي نتيجة التفجيرات الأخيرة فقط".
"إننا جميعاً مع بقاء مصر قوية صلبة، وضد أية أعمال إرهابية تحاول النيل منها أو زعزعة استقرارها، لأنها السند القوي سابقاً وحالياً ومستقبلاً لنا ولقضيتنا، وأية إساءة إليها هي إساءة لنا جمعياً. وحماس جزء أساسي وكبير من الشعب الفلسطيني وقواه الفاعلة، ولهذا فإن أي توتر أو تعميق للأزمة بين القاهرة وحماس ينعكس سلباً علينا ولا تنحصر نتائجه أو تداعياته في العلاقات بين الجانبين، ولهذا فإن معالجة تداعيات الموقف المصري هي مسؤولية فلسطينية عامة وليست خاصة بحركة حماس. وقد كانت الفصائل الفلسطينية الخمسة التي دعت إلى معالجة هذه القضية الكبيرة، محقة تماماً في موقفها ولا بد من قيام السلطة الوطنية بدورها في هذا السياق".
..."لا بد من التحرك السريع وعلى كل المستويات لوقف التدهور المستمر في علاقات حماس مع مصر لأننا كلنتا متضررون من ذلك، وليس لأحد أية مصلحة في عمد البحث عن حلول سريعة!!".
*** *** ***
بدوره كتب الأستاذ مصطفى إبراهيم مقالاً تحت عنوان: في الدفاع عن كتائب القسام..، جاء فيه:
"كتائب القسام ليست بحاجة إلى من يدافع عنها، فهي القيمة النبيلة القاسية عند الفلسطينيين ولديها القدرة بالدفاع عن نفسها بأنها كتائب مقاومة ضد الإحتلال الإسرائيلي عمدت طريقها بآلاف الشهداء والجرحى، وجيش الفلسطينيين الذين يدركون مكانتها ويخبئونها في قلوبهم، وقوتها وصلابة موقفها ومقاتليها في مواجهة الإحتلال وإذلال جنوده.
ردود الفعل القاسية والنارية والمسيرات والتصريحات الصحافية لا تبرئ كتائب القسام من قرار المحكمة المصري، فتبرئة كتائب القسام هي بالطريقة التي اتهمت فيها وبحكمة وليست بالإنجرار وراء العاطفة، وبالقضاء المصري والذي يجب عدم الخوض في تفاصيله فهو تزامن مع الجرائم التي ارتكبت ضد الجيش المصري الاسبوع الماضي ولا يمكن فصله عن ما جرى، وهو نتاج حملة التحريض الإعلامية والسياسية والصراع القائم بين النظام المصري وجماعة الأخوان المسلمين ونزع الشرعية عنهم في الشارع المصري...".
مختارات من مقالات صحفية
حول أبعاد قرار المحكمة المصرية بإدراج كتائب القسام على ما يسمى قائمة "الإرهاب".