حذر الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، والأستاذ والخبير في القانون الدولي، حذر من مخطط سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" للسيطرة الكاملة على شرقي القدس والبلدة القديمة، من خلال مشروعها الاستيطاني التوسعي في المدينة، عبر مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية.
القدس والقانون الدولي
وأشار عيسى في تصريح له اليوم الخميس، أن القانون الدولي يعتبر المدينة المقدسة أرضا واقعة تحت الاحتلال غير المشروع، وتبعا لذلك ينطبق عليها أحكام اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، التي تحرم وتجرم كل أعمال مصادرة الأراضي الفلسطينية والطرد القسري والاستيطان وتغيير التركيبة السكانية والديمغرافية في البلاد.
الاستيطان جريمة حرب
وشدد حنا أن الاستيطان، يندرج في إطار جرائم الحرب وفقا للفقرة الثامنة من المادة الثامنة لنظام روما الذي تنبثق عن محكمة الجنايات الدولية.
مصادرة الأملاك الفلسطينية الخاصة
في السياق، أوضح عيسى أن المسيرة السياسية وما رافقها من اتفاقيات لم تؤد لردع الاحتلال فيما يتعلق بمصادرة الأراضي والاستيطان. مؤكدا أن كيان الاحتلال كثف من مصادرة الأملاك الخاصة في هذه الفترة، وهو ما يتعارض مع المادة 46 من اتفاقية لاهاي لسنة 1970.
فلسطين وجنيف الرابعة
وتابع قائلا: "تنص معاهدة جنيف الرابعة لسنة 1949 حيث المادة 49 على انه لا يحق لسلطة الاحتلال نقل مواطنيها إلى الأراضي التي تحتلها، أو القيام بأي إجراء يؤدي إلى التغيير الديمغرافي فيها". و المادة 53 تنص على انه "لا يحق لقوات الاحتلال تدمير الملكية الشخصية الفردية أو الجماعية أو ملكية الأفراد أو الدولة أو التابعة لأي سلطة من البلد المحتل".
مجلس الأمن والجمعية العامة
واستطرد بالقول؛ "في قرارات مجلس الأمن و الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أدانت السياسات الإسرائيلية بكافة أشكالها في الأراضي الفلسطينية المحتلة من مصادرة الأراضي الفلسطينية للأغراض العسكرية المختلفة، بناء المستوطنات الإسرائيلية، شق الطرق الالتفافية وغيرها مبينة ذلك في قراراتها".
فرض واقع جغرافي بالقدس
إلى ذلك، شدد خبير القانون الدولي الدكتور حنا عيسى أن مخططات الاحتلال الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة تهدف لإحداث واقع جغرافي وسياسي جديد لا يسمح للمفاوض "الإسرائيلي" بتقديم تنازلات في مفاوضات الوضع النهائي، منوها انه منذ توقيع اتفاق أوسلو في 13 من سبتمبر1993، وإسرائيل تصعد من وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، حيث ووفقاً لإحصاءات رسمية فلسطينية، ضاعفت إسرائيل عدد المستوطنين منذ الاتفاق حتى نهاية العام 2013 خمس مرات، الأمر لاذي يفضح ان "إسرائيل" استخدمت الحرب والسلام لتعزيز وجودها ومنع أية إمكانية للتوصل إلى السلام.
الاحتلال لم ينفذ شيئا من أوسلو
وأشار حنا، أن ما تم الاتفاق عليه مسبقا مع كيان الاحتلال لم ينفذ منه شيء وبالتالي حتى قرار 181 لسنة 1947 المتعلق بتدويل مدينة القدس وبدء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وتوقيع إعلان المبادئ في 13/9/1993 وانتهاء بتطبيق الاتفاق، لم تتضح مسألة القدس ومكانتها القانونية رغم الجهود ومحاولات الوساطة التي كان بها اطراف إقليمية دولية من اجل التوصل إلى تسوية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي، كما ان كل الخطط والمبادرات ومشروعات التسوية السياسية ما زالت القدس بعيدة عن التسوية السياسية الحقيقية التي يمكن من خلال حلها إلى أن تقود إلى سلام عادل وشامل ودائم".