مع وصول "معركة" السلطة الفلسطينية في مجلس الأمن الدولي ذروتها، وسقوط نص مشروع قرارها المقدم الى مجلس الامن أمام الفيتو الأميركي والأسترالي، علا صوت الشباب الفلسطيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليؤكد حقه في التعبير عن رأيه بتقرير مصيره.
ولأن فلسطين اليوم، قناة فلسطين..كل فلسطين، أخذت على عاتقها مسؤولية إيصال صوت الشباب الفلسطيني، لتعبر بكلماتهم عن قرار الشارع الفلسطيني حول نص مشروع قرار السلطة الفلسطينية.
إطلاق حملة إلكترونية
"كن شريكا وعبر عن رأيك.. كلمتك قرارك #قرار_الشارع_الفلسطيني"... هي حملة إلكترونية أطلقها قسم الإعلام الإلكتروني في فضائية فلسطين اليوم عبر عدد من وسائل التواصل الإجتماعي لتكون منبرا يعبر من خلاله المواطن الفلسطيني عن حقه بالمشاركة في عملية تقرير مصيره.
أطلقت الحملة في الـ 25 من كانون الأول/ديسمبر الجاري وأستمرت لغاية الـ 31 من الشهر نفسه بالتزامن مع إنعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي للتصويت على مشروع القرار القاضي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 والانسحاب التام منها مع حلول نهاية العام 2017، بالإضافة إلى ما وصفه نص مشروع القرار بإيجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس مبادرة السلام العربية، والقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما فيها القرار 194، واعتباره مدينة القدس عاصمة مشتركة لما اصطلح على تسميتهما الدولتين "إسرائيل – فلسطين" والتي تلبي التطلعات المشروعة للطرفين وتحمي حرية العبادة" وذلك وفقا لما جاء في نص مشروع القرار.
بـ 262 منشورا تمكن فريق الاعلام الالكتروني المشرف على الحملة من الوصول إلى جمهوره المستهدف والذي لخص بالشباب الفلسطيني المثقف والناشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إيمانا منه بأن هذه الفئة من الشباب لها الحق في صناعة المستقبل الفلسطيني.
نسبة المشاركة في حملة "#قرار_الشارع_الفلسطيني" وصلت لما يزيد على مليون و100 ألف مشاهدة عبر صفحات التواصل لاجتماعي، لتصل أعداد قراءات الهاشتاج إلى ما يقرب مليونين و500 ألف شخص من خلال 95 ناشط عمدوا إلى استخدام الهاشتاج في منشوراتهم.
نتائج وإحصائيات حملة #قرار_الشارع_الفلسطيني
مع انتهاء الحملة والتصويت على نص مشروع قرار السلطة الفلسطينية، يحصد الرافضون لنص مشروع القرار ما نسبته 78.9% من عدد الأصوات البالغ 573 صوتا ضمن الخانة المخصصة للتصويت فقط، في حين سجلت نسبة 21.1% لصالح المؤيدين لنص مشرع القرار.
وصل عدد المدعويين عبر صفحة الهاشتاق لحملة #قرار_الشارع_الفلسطيني لنحو 6آلاف و500 مشاهد، في حين بلغ عدد المنضمين إلى الحملة لما يزيد على 1500 مقابل 350 امتنعوا عن الانضمام و 91 آخرين بقوا على حياد.
ولأن أبرز بنود نص مشروع القرار توجهت نحو مصير حق عودة اللاجئين إلى الأراضي المحتلة عام 1948 حصدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الحصة الأكبر من حجم المشاركة في الحملة بنسبة 52% في حين وصلت نسبة المشاركات من فلسطين المحتلة إلى 12 %، تلتها مشاركات المغتربين الفلسطينيين في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 10%، و21% توزعت بشكل متقارب بين اللاجئين والمغتربين الفلسطينيين في الدول العربية والأوروبية ومنها الإمارات العربية والسويد.
إحصائيات حملة #قرار_الشارع_الفلسطيني وتفاوت النسب بين التصويت والمتابعات والمشاهدات يعكس واقع المجتمع الفلسطيني في الداخل والشتات الذي بات يكترث في غالبه إلى الصعوبات الاقتصادية والإجتماعية التي يعاني منها المواطن الفلسطيني، والواقع السياسي الذي لم يعد يشكل دافعا للشاب الفلسطيني للإنخراط فيه وقول كلمته والتعبير عن رأيه، لأنه وإن وجد من يصغي لا يوجد من يجيب.
ردود أفعال الشارع الفلسطيني حول نص مشروع القرار
"نص مشروع القرار لا يخدم الشعب الفلسطيني"...هكذا جاء الرد الأبرز بين المشاركين في حملة #قرار_الشارع_الفلسطيني، وعلى الرغم من أن كافة الآراء الرافضة لنص مشروع القرار تمحورت حول فكرة ما يقدمه النص من فائدة للشعب الفلسطيني،إلا أن بعض المشاركين توجه نحو نقد البنود كل على حدى فكانت التعليقات حول بند "القدس عاصة لدولتين فلسطينية اسرائيلية" كالتالي: (الكل يعارض القرار الذي لا يلبي الحد الأدنى من تطلعات الشعب الفلسطيني الذي يتطلع الى دحر هذا الاحتلال البغيض عن ارضه والقدس يجب الا تكون الا عاصمة لدولة فلسطين)
كما تطرق بعض المشاركين في الحملة التي أطلقها قسم الاعلام الالكتروني في فضائية فلسطين اليوم إلى بند حق العودة والذي ربطه نص القرار بمبادرة السلام العربية والتي تبقي حق العودة مرهونا بموافقة"إسرائيل" على عودة اللاجئين ودفع التعويضات لهم حيث قال أحد المشاركين: (ضد أي قرار يمس حق من حقوق أحد من ابناء شعبي وليس من حق أحد ان يتنازل عن حقوق الغير حقوقنا شخصيه وفرديه وليست للتفاوض عشان الكراسي) فيما قال آخر (نؤكد ان قضيتنا مع العدو الصهيوني هي صراع وجود لا صراع حدود وحقوقنا في فلسطين (من البحر الى النهر) لا تسترد الا بالقوة ولايحق لاي من كان ان يتنازل عن حقنا بالعودة والحرية والتعويضات عن كل الاضرار منذ 1948 حتى التحرير اما الامم المتحدة والمجتمع الدولي وقرارتهما فما هي الا عبثية ومضيعة للوقت)، وفي تعليق آخر تطرق أحد المشاركين إلى أهمية القضية الفلسطينية كقضية عربية إسلامية وليست قضية تخص الفلسطينيين فقط من خلال تعليقه (القضية الفلسطينية هي ليست قضية الشعب الفلسطيني فقط .. هي قضية امة اسلامية وقضية امة عربية ومع الاسف هذه الامة في سبات عميق لا استفاقة له ..
الوعد الرباني باحقيتنا بفلسطين هو وعد نافذ لا خلاف فيه .. وحتى تحقيق هذا الوعد ما نستطيع ان ناخذ من هذا العالم الجائر من حقوقنا بالعيش بكرامة حتى احقاق الحق الكامل والوعد الالهي فلنأخذه ..)
وعلى الرغم من أن الأغلبية الساحقة كانت رافضة لنص مشروع القرار إلا أن بعض المشاركين أكدوا تأييدهم لنص المشروع مع الإبقاء على تحفظاتهم على البنود التي تخص مدينة القدس وحق عودة اللاجئين، التي وصفها البعض "بالتنازلات" عن حقوق الفلسطينيين، واعتبروها إنقاص من الثوابت التي قامت عليها منظمة التحرير الفلسطينية.
ومع انتهاء جلسة مجلس الامن وفشل تبني مشروع قرار السلطة الفلسطينية بإنهاء الاحتلال ظهرت مواقف فلسطينية جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فالبعض اعتبرها مؤامرة "أمريكية اسرائيلية" وآخرين توجهوا بتعليقاتهم نحو ضرورة المقاومة لإستعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما كان للنقد الساخر وقفة مع تعليقات الناشطين الفلسطينيين عبر مواقع التواصل فما كان منهم إلا ان اعتبروا ان فشل تمرير نص المشروع يرجع إلى الدهاء السياسي في أروقة مجلس الامن لتفادي إحراج الادارة الاميركية وحثها على استخدام حق النقض "الفيتو" حيث ان الفيتو الاميركي كان سيحضر بأي حال خاصة لو تم تأجيل التصويت الى مطلع العام الجديد ودخول دول جديدة بصفة أعضاء في مجلس الأمن.
https://www.youtube.com/watch?v=1G_Ne0baTyY