كشفت صحيفة "معاريف" العبرية عن العدد الحقيقي لمصابي الجيش في العدوان على غزة، والذي وصل إلى 1620 جنديا
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته مساء أمس الثلاثاء إن المجتمع "الإسرائيلي" كان ينظر للجنود المصابين في غزة من مبدأ "المهم أنه بقي على قيد الحياة"، إلا أن معاناة الجنود الجرحى بدَّدت هذه المقولات، بعد بقاء الكثيرين منهم في طور العلاج التأهيلي حتى اليوم، ومنهم من تسببت المقاومة بفقدانه القدرة على المشي، وهكذا.
كما كشفت الصحيفة أيضًا عن 500 جندي من الاحتلال أصبحوا معاقين جراء إصابتهم في العدوان على القطاع، في حين تبلغ ميزانية شعبة التأهيل في الجيش 3.3 مليار شيقل سنويا.
ونقلت الصحيفة شهادة من أحد الجنود الذين اشتركوا في المعركة البرية في القطاع ويدعى "ليؤور يلين" من كيبوتس "بئيري" شرقي القطاع، وهو نجل رئيس مجلس مستوطنات أشكول "حاييم يلين"، وأصيب بعدة طلقات في رجليه على يد المقاومين في إحدى أقوى اشتباكات العدوان، ولا زالت إحداها في رجله اليسرى.
ووصف يلين الجحيم الذي يعيشه قائلاً "لا يمكن لأحد أن يفهم عمق المأساة التي مررنا بها، ولا يمكن أن يفهم أحد ما الذي يعنيه فقدان الأصدقاء في الحرب والتعرض لمشاهد القتل والدماء، والكثيرون ينظرون إلى الإصابات الطفيفة على أنه خدش فقط ولا يعلمون ما تعني".
ولفت إلى أنه عاد إلى منزله بعد علاجه الأولي في المستشفى وبقي خطر الصواريخ يتهدده في كيبوتس "بئيري" حتى انتهاء العدوان.
ودعا يلين إلى منح الجنود الذين اشتركوا في العدوان فرصة تفريغ ما بهم من آلام، لأن الكثيرين لا يعلمون ما حصل مع الجنود هناك، "للأسف نحن نعيش في دائرة موجات الحروب، والذي لا يتوقف لحظة، ليفكر بالذي حصل معه فهو في مشكلة كبيرة".
كما نقلت الصحيفة شهادة جندي آخر ويدعى " شاؤول حنوني" من العفولة، الذي قال لنفسه قبل خروجه للعدوان إن هذا العدوان سيكون الأخير الذي يشترك به ويتطوع للاحتياط، ولكنه أصيب بجراح خطرة بعد سقوط قذيفة هاون على رؤوس الجنود في أحد أماكن تجمعهم قرب كيبوتس " بئيري"، وقتل أيضاً في تلك العملية 4 جنود، في حين أجريت له عمليات جراحية وعلى مدار الأشهر الماضية، قبل أن يتمكن من العودة للبيت.
وتحدث حنوني عن الحادثة التي وقعت في ال 28 من شهر تموز، حين تجمع الجنود قرب كيبوتس "بئيري" للاستراحة وشحن هواتفهم النقالة، وأضاف "وفجأة سقطت علينا قذيفة هاون بلا سابق إنذار، وتسببت إحدى الشظايا بتهشيم يدي وقطع شريان رئيسي فيها".
وأشار إلى أنه لا يمكنه العودة للحياة الطبيعية فصور الجنود القتلى تلاحقه أينما حل وارتحل