سارة الماضي يشكل معرض بيروت العربي الدولي للكتاب منارة ثقافية لشرائح اجتماعية مختلفة، ويسلط الضوء على القضايا العربية الهامة والمختلفة ، هذا ما قاله زوار المعرض في دورته الـ58، في البيال بالعاصمة اللبنانية بيروت.
ويشارك في المعرض لهذا العام عدة دول عربية إضافة إلى لبنان، وتجاوز عدد دور النشر المشاركة الـ230 دار، تضاف لها منظمات عالمية، بمختلف نتاجاتها الأدبية والفكرية والسياسية والعلمية والتي تتوجه لمختلف الأعمار، بالإضافة إلى مشاركة دور النشر الفلسطينية التي كان لها حضور لافت في تسليط الضوء على القضايا المهمة التي تخص العالم العربي والإسلامي وبالأخص القضية المركزية وهي قضية فلسطين.
فمن مشاركة مركز الزيتونة للدراسات والإستشارات، إلى مؤسسة الشهيد غسان كنفاني، ومؤسسة القدس الدولية، ومركز العودة الفلسطيني - لندن، والحملة الدولية لمطالبة بريطانيا بالإعتذار عن وعد بلفور، ومؤسسة الدراسات الفلسطينية، والمشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية "هوية"، والحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية "إنتماء"، ومجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، ومنظمة "ثابت" لحق العودة، وسفارة دولة فلسطين، وأكاديمية دراسات اللاجئين، ودار العودة للنشر، ومشغل "جذور" وغيرها من دور النشر التي ساهمت في التثقيف والتوعية والتوجيه والتعريف بالقضية الفلسطينية بجميع مكوناتها بالرغم من التحديات الاقتصادية والأمنية التي يواجهونها.
شَكَّل هذا الحضور الفلسطيني اللافت، رسالة غاية في الأهمية ابتدءًا من التعريف بأرض فلسطين إلى التركيزعلى قضايا اللاجئين في الشتات وحق العودة وصولاً إلى المستوطنات ومحاولات تهويد مدينة القدس المحتلة، يضاف لذلك نتاج أدبي وسياسي وتراثي كبير.
فمؤسسة غسان كنفاني التي تعتبر تراثاً أدبياً والتي أنشأت في الذكرى الثانية لاستشهاد غسان كنفاني الكاتب والصحافي والفنان والمناضل السياسي من أجل حقوق الشعب الفلسطيني.
فمركز زيتونة للاستشارات والدراسات تميز كمركز يعنى بالدراسات الاسترايتجية، واستشراف المستقبل، وبدراسات الصراع مع المشروع الصهيوني والكيان "الإسرائيلي" وكل ما يرتبط بذلك من أوضاع فلسطينية وعربية ودولية، وغدا كمركز لاغنى عنه للباحثين والمتخصصين وطلبة الدارسات العليا.
إضافة إلى مؤسسة القدس الدولية والتي تهدف إلى مواجهة المخططات الصهيونية لتهويد القدس ومنع طمس معالمها الحضارية، وإلى نشر الوعي والفهم الدقيق لطبيعة الصراع مع الصهيونية وخطرها على القدس.
وأبدعت المؤسسة في عرض ممارسات الاحتلال في القدس من خلال فنّ الرسم على الجدران لتوضيح ما يمارسه الاحتلال من انتهاكات بحق المقدسيين والمسجد الأقصى.
فيما عنت منطمة ثابت لحق العودة بقضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى ديارهم التي طردوا منها إبان النكبة عام 1948، حيث تستهدف في أعمالها الفئات العمرية المختلفة والمستويات الثقافية المتعددة من النخب وصناع القرار، عدا عن الشرائح الجماهيرية للاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات والمناطق.
وفي المشاركة الأولى له في المعرض كان المشغل الفلسطيني للتراث "جذور" والذي يعنى بشكل أساسي بالثقافة الشعبية الفلسطينية والتراث وتعميمها على مختلف شرائح اللاجئين تعزيزاً لمعايشة القضية وتاريخها والتمسك بالأرض، ولهذا القسم أهمية كبيرة في المعرض وخصوصاً بعد محاولات الاحتلال العديدة لسرقة التراث الفلسطيني.
وتضمّن المعرض محاضرات وندوات ومشاريع عدة، منها المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية والذي يعمل على توثيق أصول وفروع العائلات الفلسطينية ابتداءً من الأجداد الذين ولدوا في فلسطين وصولاً إلى الأحفاد الذين انتهى بهم الأمر في المنافي، ويعمل المشروع على تفعيل انتماء هذه العائلات لفلسطين وحفظ حقهم بالعودة إليها.
وحول هذا قال الناشط الإعلامي ضاهر صالح "المشروع الوطني - هوية - هو رسالة وطنية كبيرة وانطلقت لأسباب عديدة منها الحفاظ على لم الشمل الفلسطيني من خلال توثيق أفرع العائلة في شجرة واحدة، فعلى سبيل المثال الأشخاص الذين هم في المغترب يستطيعون الوصول إلى جذورهم أينما كانوا".
وفي منظمة "ثابت" لحق العودة كان الاهتمام ملحوظاً بالحملة الدولية لمطالبة بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور، والتي انطلقت بشكل رسمي من العاصمة البريطانية لندن في 19-1-2013 تحت عنوان بريطانيا وإرثها الاستعماري في فلسطين، وتهدف الحملة إلى الحصول على مليون توقيع خلال خمسة سنوات لتقديمها للحكومة البريطانية مع حلول الذكرى المئوية لوعد بلفور في العام 2017.
وحول هذا قال صهيب محمد - عضو في الحملة الدولية لمطالبة بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور- "نحن نطالب بريطانيا بالاعتذار عما لحق شعبنا من عذابات منذ الانتداب البريطاني على فلسطين حتى يومنا هذا ونحاول جمع أكبر قدر ممكن من التواقيع لنقدمها بالذكرى المئوية لوعد بلفور. وفيما بعد سنتابع أموراً قانونية وما إلى ذلك للوصول إلى حقنا"، مشيراً إلى أن التواقيع حتى الآن تخطت المليون.
وقد وقّع العديد من زوار المعرض على بيان مطالبة بريطانيا بالإعتذار عن وعد بلفور، وأبدوا إستعدادهم كي يكونوا مندوبين وسفراء للحملة في جامعاتهم، بالإضافة إلى التعرف على التراث الفلسطيني وعلى العادات والتقاليد التي لم تتغيرعلى مرّ السنين.
كما وشهد المعرض إقبالاً لافتاً على القسم الفلسطيني من قبل المهتمين بالشأن الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ومن الطلاب العرب والأجانب على السواء، الذين تعرَّفوا على الآليات التي يستخدمها العدو الصهيوني في تهويد القدس والإعتداءات المتتالية على الأقصى، وكيف يُغتصب الحق الفلسطيني أمام سمع وبصر المجتمع الدولي.
وبهذا كان لدور النشر الفلسطينية دوراً كبيراً في التعريف بأهمية القضية ودحض التهم الباطلة التي تنسب للفلسطينيين وخصوصاً للشباب الفلسطيني الذي سيكون جيل الغد الواعد على طريق إعادة الحق إلى أصحابه.
إعداد سارة الماضي