أستهجن الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الدكتور حنا عيسى، التهميش لقضية القدس على الساحة الإعلامية الفسطينية والعربية، مشيرا أن القدس هي العاصمة العربية المحتلة وهي مهد الديانات السماوية،
والمدينة العربية الوحيدة التي تتعرض كل يوم للهدم والتهجير والتهويد، والوحيدة التي يهجر سكانها كل يوم ويوطن مكانهم يهود متطرفين من شتى بقاع العالم، وهي مسرى محمد علية السلام وقيامة عيسى عليه السلام.
وقال الأمين العام "يتوجب إعطاء المزيد من المساحة في وسائل الإعلام من أجل متابعة ملف مدينة القدس المحتلة وما تتعرض لها من انتهاكات إسرائيلية، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من التفاعل والتضامن الدولي الذي يخلق ضغطاً على حكومة الاحتلال من أجل وقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد أرض القدس وسكانها المخالفة للقانون الدولي".
وأضاف عيسى "الإعلام هو السلطة الرابعة، وهو منبر القوي والضعيف، وصوت من لا صوت له، وأداة حرب وسلم في وقت واحد، وهو سلاح نصرة الشعوب، وما القدس إلا قضية من قضايا الإعلام، يركز عليها تارة ويهملها تارةً أخرى، يبرز معاناتها وهول فجيعتها، يصوّر الذل والمهانة لأبناء شعبها، ينقل صرخات الله أكبر من على مساجدها، وترانيم أجراس كنائسها، هي حلقة من حلقاته، وبرنامج من برامجه، وخبر عاجل على أوراق صحفه ومواقعه".
وتساءل الدكتور حنا عيسى، وهو أستاذ في القانون الدولي "هل تهميش قضية القدس عن الساحة الإعلامية هو بسبب عدم وجود أخبار وأحداث تستحق أن تذكر؟، أم بسبب بعدها الجغرافي واحتجابها بحيث لم يعد أمرها يعنينا كثيراً؟!، أم بسبب وجود قضايا أكثر أهمية منها!!!، ولا سيما الإقليمية، وقضايا التنمية المستدامة وأسواق المال، والمباريات والمسابقات".
وقال "كأنهم لا يدركون دور القضية الفلسطينية، والقدس جزء منها، في تشكيل الخارطة الوجودية للمنطقة بأسرها من حيث السياسة والاقتصاد والأمن والاستقرار، وغير ذلك مما يخطر ببالهم أو يعزب عنه!".
وأضاف "في القدس تجري كل يوم أحداث مهمة كثيرة، ويكفي ما يتعرض له سكانها من تهجير وهدم لبيوتهم، حيث أصبح الاحتلال يسلم إخطارات بالهدم لأحياء كاملة بدلاً من أن يهدم بيتاً هنا وآخر هناك. والقدس ليست بعيدة عنا..".
وطالب عيسى وسائل الإعلام كافة الحكومية منها والخاصة، بالتخطيط ووضع أهداف واضحة وخطط ممنهجة ومتسلسلة، كي تكون القدس على رأس أولويات الأنشطة والبرامج المختلفة فيها، إخبارية وثقافية وحتى ترفيهية، مبيناً إن القدس مدينة سياحية عالمية، فإن ذلك يقتضي إنشاء بنك للمعومات تحشد فيه كل المعارف المتصلة بالقدس، مما يمكن أن نطلق عليه إسم "موسوعة القدس" أو بنك معلومات القدس"، مقترحاً تخصيص جوائز لأبحاث موجهة تدور حول القدس، أو مقاعد وبعثات دراسية للغرض نفسه.
وأشار إلى أن "العالم العربي بشعوبه وحكوماته يهتم بآثار العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة، ونسي أو تناسى القضية الجوهرية واحتلال الأرض الفلسطينية وتهويد القدس الشريف، حيث أصبح الشغل الشاغل للأنظمة العربية وشعوبها إرسال القوافل الغذائية والمساعدات الإنسانية وجمع التبرعات لإعادة إعمار المدن والقرى، دون الالتفات لوضع هدف بتحرير الأرض وإعادة الاجئين إلى بيوتهم ومنازلهم، ومن هذه السياسة المتبعة أصبح الإعلام العربي من مسموع ومرئي ومكتوب بوقاً لنقل ونشر أخبار المساعدات والقوافل بأخبار سريعة لا تتعدى دقائق معدودة".
وقال عيسى، " المتابع للنشاط الصهيوني التهويدي في القدس، يلاحظ أنه قبل الإقدام على أي عمل كبير، مثل هدم حي سكني، يعمد العدو إلى القيام بفعل ما، كعملية اقتحام لإحدى المدن مثلاً، ليشغل العالم ـ المشغول أصلاً ـ عن الجريمة التي يقوم بها. وهذا يستدعي أن يكون لمؤسساتنا الإعلامية عيوناً خلف رأسها أيضاً، لترى ما يجري أمامها وخلفها كذلك، وتعطي كل حدث حقه من التغطية دون أن يطغى أحدها على الآخر".
وانتقد الدكتور حنا عيسى، الانقسام الداخلي الفلسطيني، والتعصب الحزبي الذي يعصف مؤخراً بالشعب الفلسطيني، وما يرافقه من مؤتمرات ونقاشات وخلافات. وهو ما يخدم بالنهاية دولة الاحتلال حيث قدمنا للعالم ما يلهيهم ويبعدهم عن القدس وما يجري فيها من تهويد وتهجير واحتلال.
وأضاف "فصل القدس عن الضفة الغربية إعلامياً هو من المحاولات الصهيونية لترسيخ وضع خاص بالقدس يختلف عن باقي الأراضي التي احتلت معها في العام 67، ذلك الأسلوب في الحديث عنها، والذي يقوم على الفصل بين القدس والضفة، علماً بأن القدس جزء لا يتجزأ من الضفة، أو الفصل بين القدس والأراضي المحتلة عام 67، رغم أن القدس احتلت معها في العام ذاته. وهذه المصطلحات تنطوي على تضليل إعلامي ومعرفي خطير. فالضفة لغوياً وجغرافياً تنطوي على القدس، وفصل القدس عنها يصب في فكرة تدويل القدس وفقاً لبعض قرارات الأمم المتحدة، أو توطئة لتقسيمها وفقاً لرؤية المحتل".
وذكر الأمين العام حنا، أنه منذ أن قام كيان الاحتلال بالاستيلاء على مدينة القدس المحتلة عام 1967، وهو يقوم باستخدام الوسائل والإجرائات كافة للسيطرة عليها وتهويدها والقضاء على الوجود العربي فيها، سواء من خلال المصادرة أو الضم أو الاستيطان، حيث أن عدد المستوطنات في القدس وفقاً لإحصائيات مركز أبحاث الأراضي، هي 29 مستوطنة، 14 منها في الجزء المضموم من القدس.