Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

"إسرائيل" في حالة هذيان..!.. سليم نزال

  تبدو "إسرائيل" هذه الأيام مثل رجل ضرب على رأسه ضربة قوية أفقدته التوازن. وهو يرفض الإعتراف أنه مريض، ولذا يرفض الذهاب إلى المستشفى، أو إلى عيادة للعلاج، ويصرّ بدل  من ذلك، أن يحمل سيفاً دونكيشوتياً وهو في حالة هذيان، ويضرب به شرقاً وغرباً، متهماً الجميع، والكل بالطبع مخطئ إلا "إسرائيل"..!!

 

"إسرائيل" اليوم على علاقه سيئة بالعالم كله، ربما باستثناء مايكرونيزيا ذات البضعة آلاف من السكان، والتي لم نسمع بها لا في التاريخ ولا في الجغرافيا ولا في السياسة، إلا حين تصوت لصالح "إسرائيل" في الأمم المتحدة.

علاقه "إسرائيل" مع أمريكا هي الأسوأ ربما في تاريخ العلاقة بين الجانبين، وعندما تصل العلاقة مع أمريكا إلى هذه الدرجة من السوء، مع كل التضحيات التي قدمتها أمريكا من إمكاناتها الاقتصادية وصورتها المعنوية لأجل الدفاع عن العدوان "الإسرائيلي"، فمعنى ذلك يمكن تصور المستوى الذي وصلته الدولة الصهيونية.

على المستوى الأوروبي بدأت الاعترافات الأوروبية بفلسطين تتوسع سواء على مستوى الدول مثل السويد، أو على مستوى البرلمان كما في بريطانيا وإسبانيا، واللقاء الأوروبي في فرنسا الآن سيؤدي على الأغلب إلى مزيد من الاعترافات الأوروبيه بفلسطين.

لا شك أن قانون "يهودية الدولة" قد جعل من "إسرائيل" دولة أبارتهايد على المستوى الرسمي بعدما كانت كذلك طوال الوقت لكن بطرق أقل وضوحاً.

ورغم كل التلاعب بالألفاظ حول (التوازن الدقيق) بين "يهودية الدولة وديمقراطيته"، إلا أن رد الفعل في الغرب كان سلبياً جداً تجاه هذه الخطوة.

 والذي يعرف قدرات "إسرائيل" في تسويق الأكاذيب على مدار الستين عاماً الماضية، يدرك جيداً أن ما يحصل الآن هو بداية حقيقية لتآكل القدرة الإسرائيلية على تسويق الاحتلال والقمع، وفشلها الواضح الآن في تسويق نظام الأبارتهايد.

لقد تغير العالم إلا الصهاينة الذين يظنوا أن حركة التاريخ ثابتة في مكانها. ووصل بهم الغباء للاعتقاد أنهم قادرون إلى الأبد، من السيطرة على الشعب الفلسطينى التواق للحرية والاستقلال.

لقد تغير العالم لأن طبيعة الصراع التي حاولت "إسرائيل" إخفاءها والتلاعب بها باتت مكشوفة أكثر من ذي قبل. بات واضحاً للجميع أن "إسرائيل" تستخدم كل وسائل البطش لأجل حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في نيل حريته. مثلما بات واضحاً أن سياسة البطش لم تكسر إرادة الشعب الفلسطيني المستمر في المقاومة.

ولقد تغيّر العالم، وبات رغم  بطء التغير، أكثر شجاعة على نقد "إسرائيل"، بدون الخوف من ديباجة "العداء للسامية" الذي كان سيفاً مسلطاً على كل من ينتقد العدوانية "الإسرائيلية".