نظمت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأثنين، مؤتمرا صحفيا في مقر وزارة الإعلام في رام الله، لتسليط الضوء على الأوضاع المأساوية التي يحياها الأسرى ذوي الاعاقات الحركية والأسرى المرضى في سجون الاحتلال.
وحضر المؤتمر كل من عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، والسيدة لويزا مورغانتيني" النائب الأسبق لرئيس الاتحاد الأوروبي، ومنسقة حملة التضامن الدولية لتحرير النائب مروان البرغوثي وكافة الاسرى الفلسطينين"، والسيد عبد العال العناني مدير عام نادي الأسير الفلسطيني، وبمشاركة عائلات عدد من الأسرى المقعدين والمرضى في سجون الاحتلال. واستعرض قراقع، خلال المؤتمر الأوضاع الصحية المزرية والظروف الاعتقالية الصعبة، التي يحتجز فيها الأسرى المرضى بشكل عام والمقعدين منهم بشكل خاص، مبرزا عددا من تلك الحالات، لا سيما حالة كل من الأسير المقعد خالد الشاويش والأسير منصور موقدة وناهض الأقرع والأسير محمد ابراش.
وأشار قراقع، الى أن هناك سياسة اهمال طبي متعمدة وممنهجة ازدادت وتيرتها خلال السنوات الأخيرة ، تقودها مصلحة السجون الاسرائيلية تجاه 1500 أسير فلسطيني مريض في سجونها، منهم 80 حالة مرضية خطيرة جدا، و25 حالة سرطانية، و15 حالة مرضية تقبع بشكل شبه دائم في مشفى الرملة من بينهم 10 مقعدين.
وقال قراقع:" جئنا هنا اليوم، لنسلط الضوء على تلك الحالات التي لم يعد بامكانها الصمود أكثر بفعل اوضاعهم الصحية الخطيرة، ولنقول لكل السياسيين الدوليين وللمؤسسات والمنظمات الحقوقية والقانونية، بأن هذه الحرب المرضية التي تمارس بحق الأسرى، هي جريمة حرب منظمة، أن لكم أن تنهوها وتنهوا معاناة كل المعتقلين، ومطالبا بضرورة اخضاع اسرائيل لمبادئ القانون الدولي ومبادئ حقوق الانسان.
من جانبها قالت مورغانتني، " أشعر بالمسؤولية الكاملة عن الاتحاد الاوروبي، لأننا لا نقوم بمحاسبة اسرائيل على جرائمها بحق الفلسطينين أرضا وانسانا، ولعدم وضع اسرائيل على طاولة المسؤولية، مؤكدتا على أن اسرائيل دولة لا بد أن تدفع تمن جرائمها تلك".
وأضافت" أعي بأن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلية لا تتوقف، وعليه فإن الاتحاد الأوروبي سيأخذ خطوات جديدة تجاه دولة اسرائيل، كمقاطعة بضائعها في معظم الدول الأوروبية، كما يدرس الاتحاد سحب دبلوماسيي دوله من اسرائيل اذا ما استمرت بهذا النهج تجاه الفلسطينين، وسنضغط على حكوماتنا لتطبيق مثل تلك العقوبات".
من جانبه أكد العناني، "أن قضية الاهمال الطبي بحق الاسرى المرضى، بات سياسة رسمية تتبناها ادارة السجون بشكل متواصل، موضحا بأن هذه المعاناة آن لها ان تتوقف بالتوجه الى كافة المعاهدات والمنظمات الدولية واجبار اسرائيل على الانصياع لمبادئ القانون الدولي والدولي الانساني، مطالبا المجتمع الدولي بضرورة التحرك من أجل انهاء معاناة الأسرى المرضى، ومؤكدا أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية تجاه الأسرى يمثل جريمة حرب."
وتحدثت والدة كل من الاسيرين خالد الشاويش ومحمد ابراش، عن معاناة أبنائهن المرضى في سجون الاحتلال وعن عذاباتهن خلال الزيارة وما يتعرضن له من اذلال وتفتيش عاري على مداخل السجون، وناشدن جميع أحرار العالم، للتدخل والإفراج عن أبنائهن وكافة الأسرى المرضى قبل فوات الأوان. بدورهما أكد كل من شقيق الأسير المصاب بالسرطان يسري المصري وعم الأسير المضرب عن الطعام رائد موسى خلال المؤتمر، أن هناك حالة صارخة من القلق والخوف تسيطر على قلوب وعقول امهات واباء الاسرى، على ظروفهم الصحية والاعتقالية، مطالبين كل اصحاب الضمائر الحية التدخل لوقف الهجمة الشرسة ضد الاسرى والأسرى المرضى.