Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

«برغل».. مواطن غير معترف به في أريحا

«برغل».. مواطن غير معترف به في أريحا

  أن تعيش في وطنك وأنت غير معترف بك، هي قصة معاناة يومية لا يعرف تفصيلها إلا من يعيشها، وأن تحرم من الخروج من المدينة التي تعيش بها حتى للعلاج، وألا تستطيع أن تقود السيارة خارج مناطق (ا)، بفعل الاحتلال، فتلك مأساة أخرى تعيش تفاصيلها اليومية عائلة المواطن غير المعترف به مجد إبراهيم عبد الله برغل (26 عاماً).

 

والمواطن (برغل) من مواليد عام 1988، وصل إلى أرض الوطن هو وعائلته عام 2000م بتصريح زيارة، حينها كان ابن الـ(12 عاماً)، حيث سعت العائلة للحصول على لم شمل عام 2008 حيث تنفست العائلة الصعداء وأصبحت عائلة تعيش بوطنها ككل العائلات تتنقل بحرية، ومن ضمنهم ابنهم (مجد).

عام 2007 اعتقل المواطن برغل من قبل سلطات الاحتلال بتهمة الانتماء إلى كتائب شهداء الأقصى، حيث حكم بالسجن أربع سنوات ونصف السنة، ليفاجأ أن الاحتلال طالب بإرجاع هويته الشخصية بعد أن تسلمها ذووه باليد وأبلغوه وهو في السجن أنه أصبح يحمل المواطنة الفلسطينية.

وقال برغل لصحيفة "الحياة الجديدة" (الفلسطينية) "لم تكتف سلطات الاحتلال بسحب الهوية الشخصية مني، خلال سنوات اعتقالي، بل طالبت بإبعادي إلى الأردن والتي رفضت استقبالي بحجة أنني لست مواطناً أردنياً، بعد ذلك طالبت سلطات الاحتلال بإبعادي إلى غزة، حيث رفضت الأمر برمته".

وأضاف "خلال هذه الفترة تدخلت وسائل الإعلام ومؤسسات حقوق الإنسان والتي ساندتني لمنع إبعادي إلى قطاع غزة".

بالرغم من كافة الجهود التي بذلت إلا أن سلطات الاحتلال أصرت على أن عودة المواطن برغل إلى مدينة أريحا لن تكون دون ثمن، حيث أصرت على أن يكون إطلاق سراحه مشروطاً.

ويقول برغل: "اضطررت إلى التوقيع على ثلاثة شروط أولها غرامة بقيمة 60.000 شيكل، والشرط الثاني ألا أغادر حدود مدينة أريحا، والأخير التوقيع في مركز شرطة مستوطنة "معالي أدوميم"".

ويضيف برغل "منذ إطلاق سراحي في شهر ديسمبر 2011، لم أخرج من حدود مدينة أريحا بتاتاً لأنني مهدد بالاعتقال فوراً، حتى ولو لأغراض العلاج".

وأشار برغل "تزوجت مع بداية العام 2013، حيث واجهت مشكلة إثبات الشخصية ورفضت الجهات الصحية المختصة إعطائي (فحص الثلاسيميا) إلا بعد جهود كبيرة بذلت من أجل إتمام الزواج، والآن أستطيع القول بعد عامين من الزواج تقريباً، أنني أحمد الله أنني لم أرزق بأطفال إلى اليوم، لأنهم سيكونون أطفالاً دون هوية، لأن والدهم مواطن غير معترف به، علماً بأن زوجتي وفي حال احتياجها إلى زيارة طبيب خارج حدود المدنية لا أستطيع مرافقتها، أو حتى أن أزور قرية العوجا القريبة من مدينة أريحا في نزهة مع عائلتي، فأنا مواطن محروم من أبسط حقوق الحياة لأن الاحتلال يريد ذلك".

وأضاف برغل: "طرقت كافة الأبواب دون جدوى، حتى المحامي الذي أوكلته بالقضية لإعادة هويتي الشخصية لي، أصبح لا يستجيب لمكالماتي".

ويقول برغل بمرارة "كافة الجهات ترفض أن أعمل لديها لأنني لا أحمل هوية شخصية، وأصبح الحصول على مصدر رزق ضرباً من الخيال، وكلما أجد عملاً ويطلب مني إثبات الشخصية أطرد من العمل، حتى أن أفتح حساباً بنكياً حرمت منه، فحياتي منذ خروجي من السجن تحولت إلى جحيم باختصار".

و"برغل" المواطن الوحيد المكتوب في رخصة القيادة التي يحملها (يسمح له بالقيادة في منطقة (أ) فقط لا غير، حتى تجديده لرخصة القيادة يتم بمعاناة كبيرة لأنه لا يحمل هوية شخصية، علماً بأنه ما زال يحتفظ بصورة عن هويته الشخصية حيث قامت عائلته بتصويرها قبل تسليمها، إلا أنها مجرد ورقة لأن رقم هويته الشخصية سحب من كمبيوتر وزارة الداخلية الفلسطينية من قبل سلطات الاحتلال.

 

الحياة الجديدة